لغز كوني.. كيف تولد مجرة "عجوزة" النجوم بلا مصادر وقود مرئية؟
تُعد هذه العزلة أحد أبرز أسباب الغموض الذي يكتنف عملية تكوين النجوم فيها. فمن المعروف أن تشكل النجوم يتطلب كميات كبيرة من الغاز، بينما يكاد يكون الفراغ المحلي خالياً منه.
-
المجرة تُسمى NGC 6789، كما شوهدت بواسطة التلسكوب التوأمي ذي المترين (إغناسيو تروخيو وآخرون، 2025)
باستخدام التلسكوب التوأم الذي يبلغ طوله مترين (TTT3)، أجرى علماء الفلك الإسبان تصويراً بصرياً عميقاً لمجرة قزمة معزولة تُعرف باسم NGC 6789.
وتلقي نتائج الملاحظات الجديدة، التي عُرضت في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر على خادم arXiv للطباعة المسبقة، المزيد من الضوء على عملية تشكل النجوم في هذه المجرة.
واكتشف العلماء مجرّة "مستحيلة" على بعد 12 م
ليون سنة ضوئية، حيث ولدت نجوم جديدة في نواتها خلال 600 مليون سنة رغم غياب مصادر الوقود المرئية.
تقع المجرّة في اتجاه كوكبة التنين
وأظهرت عمليات الرصد السابقة لمجرة NGC 6789 أن حوالى 4% من إجمالي كتلتها النجمية - حوالى 100 مليون كتلة شمسية - تشكلت خلال الـ 600 مليون سنة الماضية. وتبين أن منطقة تكوين النجوم المركزية لهذه المجرة مُدمجة داخل بنية خارجية بيضاوية الشكل، تبدو أكثر احمراراً.
واُكتشفت المجرّة المعروفة باسم NGC 6789 عام 1883، إلا أن اكتشاف استمرارها في تشكيل النجوم لم يتأكد إلا خلال العقود الأخيرة. وتقع المجرّة في اتجاه كوكبة التنين، ضمن ما يُعرف بـ"الفراغ المحلي"؛ وهو منطقة شبه خالية من المجرات والغاز، ما يجعل NGC 6789 واحدة من التجمعات النجمية القليلة التي تطفو في عزلة شبه تامة مقارنة بمعظم المجرات المعروفة.
وتُعد هذه العزلة أحد أبرز أسباب الغموض الذي يكتنف عملية تكوين النجوم فيها. فمن المعروف أن تشكل النجوم يتطلب كميات كبيرة من الغاز، بينما يكاد يكون الفراغ المحلي خالياً منه. وبما أن عمر المجرّة لا يقل عن مليار سنة، كان من المفترض أن تكون قد استنفدت احتياطها الأولي من الغاز منذ زمن طويل.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أنه خلال الـ600 مليون سنة الماضية فقط، تشكلت داخل NGC 6789 نجوم جديدة بكتلة إجمالية تقارب 100 مليون كتلة شمسية، أي ما يعادل نحو 4% من كتلتها النجمية الكلية، وهو أمر يصعب تفسيره في ظل غياب مصادر وقود معروفة.
ولمحاولة فهم هذا اللغز، أجرى فريق من الفيزيائيين الفلكيين الإسبان عمليات رصد جديدة للمجرّة باستخدام التلسكوب المزدوج بقطر مترين TTT في مختبر "تيدا" بجزيرة تينيريفي.
وكان الباحثون يأملون في العثور على أي مؤشرات لحدث قد يفسر تدفق المادة إليها، مثل اندماج مع مجرة أخرى أو تيار غازي لم يُكتشف سابقا قد يكون شوّه شكلها.
لكن النتائج، التي نُشرت في مجلة Research Notes of the AAS، لم تكشف عن أي دليل واضح يفسر هذا النشاط النجمي.
اقرأ أيضاً: رقم مذهل.. ما هو عدد المجرات في الكون؟
ويحتمل أن تكون المجرّة ما تزال تحتفظ ببقايا غاز تعود إلى فترة تشكّلها الأولى، أو ربما توجد سحابة غازية خفيفة للغاية في محيطها أثرت على بنيتها. ومع ذلك، يبقى هذا اللغز قائما دون حل حتى الآن.