مستلهماً من "طوفان الأقصى".. تشكيلي تونسي يوثق فلسطين بريشته

الفن خطاب وجدان واحساس انساني يتجاوز كل الأبعاد المادية والجغرافية، ولأنه يسهم في نقل كل معاني التضامن وتشكيل حلقة تواصلية وعالمية هامة، تدعم فكرة المقاومة والنضال،

0:00
  •  أدخل الفنان لمسة امل وانتصار في لوحات عنوانها "فلسطين حرة"  (تقرير: سميحة البوغانمي)

اختار الفنان التشكيلي محمد فنينة أن يجسّد عبر لوحاته الفنية صمود فلسطين رغم كل المعاناة من خلال تنوّع الأعمال الفنية واللوحات في تلويناتها وأساليبها الفنية التي امتزجت بألوان العلم الفلسطيني، في معرضه بمنطقة الحمامات التونسية. 

عملية طوفان الأقصى كانت الملهمة

لم تكن عملية "طوفان الأقصى" حديث الإعلام والسياسة الدولية - لما حققته من انتصارات وكسرها مقولة الجيش الذي لا يهزم وكشفت انه أوهن من بيت العنكبوت - فحسب بل كانت أيضاً مصدر إلهام لفنانين ومبدعين كثر، والتشكيلي محمد فنينة كان واحد من بين هؤلاء.

يقول الفنان لـ"الميادين نت'' إنه تأثر كثيراً بعملية طوفان الأقصى والحرب في غزة ، خصوصاً في ظل ما ترتكبه "إسرائيل" من إجرام بحق الأبرياء ، وهو ما انعكس على لوحاته  التي تحاكي قصة نضال شعب رغم أشلاء الشهداء  المتناثرة على أرض سقيت من دمائهم زكية، لا يزال هذا الشعب صامداً، شامخاً، مصراً على تحقيق الانتصار، مهما كلفه ذلك من شهداء، وبيّن فنينة أن الريشة والألوان قادرة على إيصال رسائل قد تكون أبلغ حتى من الكلمات.

يمكن لزائر المعرض أن يتأمل مشاهد حية جسدها الفنان التونسي باستعمال تقنيات واساليب جديدة من ذلك استعمال الفرشاة وتسييل الألوان ضمن مساحات من الخطوط والنقاط كل ذلك لإيصال رسالة تضامن مع فلسطين والتي أرادها أن تصل إلى جمهور معرضه وتلامس روحهم، ليدركوا حجم المعاناة هناك وكم هو ضروري تقديم الدعم والمساندة بكل الطرق المتاحة.

الفن التشكيلي رسالة مرئية موجهة إلى كل العالم

قد تختلف قراءة هذه اللوحات وفهمها من زائر إلى آخر لكن لا يمكن أبدا الاختلاف على فهم الألوان الأحمر والاخضر والأبيض والأسود وهي مجتمعة كلها في لوحة واحدة، لإثبات الماضي الذي كان عليه الفلسطينيون، وترسيخ الحاضر، حاضر وان كان اليم عبّر عنه فنينة من خلال رسمه لجثث الشهداء الملقاة في كل مكان، فإنه أيضاً ادخل لمسة أمل وانتصار في لوحاته عنوانها "فلسطين حرة" وفيه استشراف لمستقبل سيكتب بحروف من دم انتصار المقاومة عاجلاً أم آجلاً.

  • مستلهماً من
    التشكيلي التونسي محمد فنينة

عندما تعشق البراءة فلسطين

فلسطين لم ولن تكون مجرد بلد في نقطة جغرافية، بل هي أعمق من ذلك بكثير في عيون كل أحرار العالم، فهي قضية أمة، تشغل بال الكبير كما الصغير على حد سواء، وإن اختلفت أساليب التعبير عن ذلك، يبقى الفن أسمى الطرق وأبلغها تعبيراً وصدقاً خصوصاً عندما يكون هذا الفنان طفل، وقد بدا هذا واضح من خلال ورشة للأطفال انتظمت على هامش المعرض، حيث عبر الأطفال وبكل براءة عن عشقهم لفلسطين الصامدة من خلال ريشاتهم التي كانت تنساب بكل حب وحرية على أوراق الرسم لتكتب بألوان الأمل والصبر "فلسطين حرة" .

التجربة الفنية

وعرف التشكيلي محمد فنينة بالعديد من اللوحات الفنية خصوصا تلك المتعلقة بالمواضيع الصوفية، وخاصة حركة الدراويش الدوّارة التي أرساها المتصوّف جلال الدين الرومي، الأمر الذي جعل تجربته الفنية حول عالم الدراويش ورقصة المولوية التي طبع بها جلّ أعماله التشكيلية تكون نواة كتاب فني صدر بين تركيا وتونس يتحدّث عن وجه الشبه بين "رقصة الدراويش" و "رقصة الفرشاة" عند الرسام التونسي، كما نظم فنينة مئات المعارض في تونس وخارجها ، معارض تضمنت عديد اللوحات التي تحاكي القضايا الإنسانية وتُأرخ لمراحل مختلفة باعتماد الريشة والألوان.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.