كان الفنان يحيى الفخراني على حق عندما قرر أن يطوي شهادة الطب ويسلك درب الفن فهو أثبت موهبة كبيرة في حقل التمثيل هي التي أجبرته على حسم موقفه باكراً ومباشرة ما يُحب.

ومنذ وقوفه أوائل السبعينات أمام الفنان عبد المنعم مدبولي في حلقات: "أيام المرح"، وهو يسمع كلاماً إيجابياً عن الكاريسما التي يتمتع بها ويقدر من خلالها على جذب متابعيه.

وفيما يُحيي الذكرى 76 لمولده في 7 نيسان/ إبريل عام 1945، فهو في الوقت نفسه يرى أمامه سيلاً طويلاً من الانجازات الفنية التي تواصلت من دون توقف على الشاشتين والخشبة، وهو ما يُعتبر إنجازاً لا يقوى على تسجيله سوى الكبار الذين يتركون بصمة عميقة في البال والقلب على السواء.

ترك الطب نعم لكنه الطبيب المناوب في كل أيام تصويره لأعماله منذ نصف قرن وحتى الآن، وأكثر من مرة أنعش زميلات وزملاء له غابوا عن الوعي أو سقطوا مغشياً عليهم من شدة الإرهاق: نادوا على الدكتور يحيى، وهو يلبي الطلب سريعاً مستعيناً بحقيبة صغيرة تبقى معه في سيارته لأي طارئ قد يواجهه.

ويلاحظ المتعاونون معه أنه يدخل في جلد شخصياته التي يجسدها، وهو ما يفسر انتظاره الشخصية المميزة والحبكة العميقة الأثر في النفس الإنسانية وإلا فهو لا يهتم بفوضى حضوره بل يلجأ إلى البحث الدائم حتى العثور على ما يملأ دماغه لكي يتشجع ويوافق على مباشرة التحضير للتصوير مع موجبات بعض الرتوش على النص ومراجعة من تم إختيارهم للعمل معه فيجب أن ينسجم معهم ويرتاح لكونهم أهلاً للمهمة.

العام المنصرم كان عيده الماسي حين بلغ 75 عاماً وقد أعلن أن هناك نصاً أعجبه وسينجزه لرمضان 2021 وهو ما أنهى تصويره بعنوان"نجيب زاهي زركش" للعرض في الماراتون الرمضاني ودائماً من دون مشاكل أو عقبات، خصوصاً وأنه أفضل حظاً مع إبنه شادي مخرج هذا العمل، من حظ الفنان عادل إمام مع نجله رامي خصوصاً العام المنصرم ( مع حلقات: فالانتينو)، لذا فإن القرابة ليست شرطاً أساسياً لقبول العمل، بل فهم المخرج لفحوى ومؤدّى النص الذي سيعمل عليه، لذا فموقف الفنان يحيى صارم جداً فيما خص ترشيح شادي من عدمه لإدارته أمام الكاميرا.