اعتبر الفنان عادل إمام أن عائلته الصغيرة وجمهوره العربي المنتشر في كل مكان أهم ثروة بشرية يمتلكها ويفتخر بها.

واحتفل عادل إمام الذي يُنادى أينما حل بـ الزعيم، ببلوغه سن الـ 81، ليل 17 أيار/مايو الجاري، متحفظاً حتى الآن على توزيع لقطات من الحفل، سادته مشاعر التقدير لكبير العائلة الذي عرف كيف يسيطر على القمة دون أن يتزحزح، رغم تعاقب أجيال النجوم من حوله، وعدم تردده في مشاركة الكثيرين منهم الأدوار الأولى في أعماله للشاشتين بدءاً من حقبة السبعينات وما تلاها مقدماً صورة مبهجة ومبهرة لموهبة فطرية ظهرت أول ماظهرت في كلية الزراعة.

لم ينم الفنان إمام على حرير نجاحاته أبداً، بل ظل يبتكر ويبحث عن موضوعات وقضايا لكي يطرحها بجرأة ووعي وعمق، فتناول سجناء الرأي (إحنا بتوع الأوتوبيس) والإرهاب (الإرهابي، الإرهاب والكباب، طيور الظلام) المواجهة مع "إسرائيل" (السفارة في العمارة، مسلسل: دموع في عيون وقحة، وحلقات فرقة ناجي عطالله) الأحكام غير الحقيقية (مسرحية شاهد ماشافش حاجة)، سطوة رجال المال (الغول)، ودخل على خط التنوع الطائفي في المجتمع المصري ليقف أمام النجم العالمي عمر الشريف في (حسن ومرقص) وإصرار عمر أن يكون إسم عادل قبل إسمه لأنه النجم الأول في مصر والعالم العربي، كنوع من تزكية نجوميته، والرد على تساؤلات لم يعجبها أن يسبق إسمه إسم عمر.

على الخشبة سجّل الكثير من العلامات الفارقة خصوصاً في مسرحية ولدت أكثر من نجم في آن واحد: مدرسة المشاغبين (أحمد زكي، يونس شلبي، سعيد صالح، سهير البابلي،حصراً)، وتوازن حضوره على الشاشتين أيضاً فذاق النجاح في كل شريط أو مسلسل عمل فيه، إلى حد القول عنه: يكفي أن يرد إسمه في أي عمل حتى ينجح مهما كان مستواه، وقد استطاع الحفاظ على سيرة شخصية نظيفة فحلّت البركة على عائلته، وفيما هو يرتاح هذه الأيام من إرهاق السنين، عثر نجله محمد على طريق فنية له واكتسب جمهوراً يحبه ويقصده في الصالات، كما يتابعه على الشاشات الصغيرة (النمر)، وحل إبنه البكر: رامي، مخرجاً خلف الكاميرا يستعين به في معظم جديده.