"سجن النساء" للينا أبيض.. نوال السعداوي على خشبة المدينة

للمرة الثانية خلال 23 عاماً نقلت المخرجة اللبنانية لينا أبيض إلى الخشبة أجواء رواية الكاتبة الراحلة الدكتورة نوال السعداوي "مذكراتي في سجن النساء".

  • ملصق مسرحية
    ملصق مسرحية "سجن النساء": نسخة 2021

مع عودة بعض الحياة إلى صالاتنا السينمائية، وعدد من مسارحنا، افتتحت المخرجة اللبنانية لينا أبيض مساء الأربعاء في 16 حزيران/يونيو الجاري على خشبة مسرح المدينة عرضاً جديداً من مسرحية "سجن النساء"، للكاتبة الراحلة مؤخراً الدكتورة نوال السعداوي.

العرض جاء مختلفاً عن الذي قدمته عام 1998 بحضور السعداوي نفسها التي أشادت بأمانة الاقتباس، لكن نسخة 2021 عن رواية "مذكراتي في سجن النساء"، كانت مختلفة تماماً، حيث أرادت المخرجة أبيض إظهار مدى رمزية التمثيل الواسع  لنوال السعداوي، بين جموع النساء، وفاعلية تحركها ومواقفها السياسية من نظام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، صاحب الأمر بسجنها 29 يوماً تصورتها السيدة نوال دهراً.

  • لقطة من المسرحية
    لقطة من مسرحية "سجن النساء"

9 صبايا هنّ من تلاميذ المخرجة أبيض في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت (LAU) حضروا على خشبة مسرح المدينة مع 9 كراسي لهن، وفي زاوية المسرح عازف الساكسوفون توم هورينغ، يؤمّن بهدوء ومزاج فني رفيع فواصل موسيقية بين مقطع وآخر تحافظ على إيقاع المسرحية على وتيرة متماسكة وحية، أمام جمهور ملأ كل المقاعد المسموح بها، في صورة تؤكد شوقاً جماهيرياً لعودة النشاط إلى هذا القطاع الفني النموذجي.

وبمنتهى الدقة والشفافية تواترت الحوارات التي تؤشر على الموضوع من حيثيات سجن القناطر الذي اقتيدت إليه الدكتورة نوال مع نساء أخريات (بينهن: لطيفة الزيات، وعواطف عبد الرحمن)، وبدأت التفاصيل عن حشرات المكان وانعدام النظافة فيه، وتنوع أفكار وعقائد المحتجزات، وكل منهن تغني على ليلاها، وصولاً إلى وقت السماح لنوال بلقاء الرئيس حسني مبارك في القصر الجمهوري حيث شرحت أوضاعها، بعدها تركت وحدها في الشارع لتعود إلى منزلها بسيارة تاكسي.

المخرجة أبيض أعدت نص المسرحية معتمدة على فكرة مغايرة لتلك التي اعتمدتها في نسحة العام 1998، بما يعني أن الإعادة راعت أن يكون هناك اختلاف في التعاطي مع الرواية كلما تقدم الزمن، وخدمها في ذلك عفوية الصبايا اللواتي قمن بتجسيد النسخ التسع للدكتورة السعداوي، مما أضفى على العمل روحاً نسائية خاصة هي نفسها التي جذبت الكاتبة قبل 23 عاماً إلى النسخة الأولى من الاقتباس.