3 مجندين أميركيين فاشلين سيطروا على مسلح على متن قطار بين "أمستردام" و"باريس"

هي أحداث حقيقية وقعت في 12 آب/أغسطس 2015 عندما نجح 3 مجندين أميركيين يقومون برحلة سياحية في أوروبا من السيطرة على مسلح هدد 500 راكب على متن قطار سريع في رحلته الروتينية بين "أمستردام" و"باريس"، وهو ما دفع الفنان الكبير "كلينت إيستوود" إلى الإتصال بهم والإتفاق معهم على لعب أدوارهم الحقيقية في فيلم سينمائي حمل عنوان "15:17 to paris".

هو فيلم صغير، بسيط جداً ليس فيه أحداث كثيرة جاذبة، ولا تتعدى مدته الـ 94 دقيقة، فيما باشرت الصالات الأميركية عرضه في 9 شباط/فبراير الجاري من دون تسجيل أرقام مرتفعة عند شباك التذاكر تليق بإسم "إيستوود" والقدرات الإخراجية الرائعة التي أثبتها طوال العشرين عاماً الأخيرة من عمره الذي بلغ الـ 88، وهو ما يزال مصرّاً على العمل خلف الكاميرا، لكن الواضح أن الغاية من فيلمه الجديد هي توجيه مجرد تحية عسكرية من باب السينما بحيث يسمع العالم الصدى، عن المجندين الأغرار في الجيش الأميركي(ألك سكارلاتوس، سبنسر ستون، جيفري.إ.ستيرن) الذين نشروا كتاباً يلخص تفاصيل ما واجهوه من مخاطر بعد قرارهم التصدّي للمسلح الذي يحمل كلاشينكوف و500 طلقة بمعدل واحدة لكل راكب.

الفيلم ينطلق مع عملية تخشين وتدريب لمجندين جدد في الجيش الأميركي، ونتعرف على قصور في إستيعابهم العلم العسكري، والعثور على مخارج لمشاكل طارئة تعترضهم خلال أداء مهماتهم القتالية، كما ينفذون عقوبات بحقهم لكثرة مخالفاتهم التي تنم عن طيش وجهل، مع ذلك يستغلون أول إجازة لهم للسفر إلى عدد من العواصم الأوروبية تبدأ ب "روما، ثم "برلين"، "أمستردام" فـ "باريس"، وتكون المشكلة الوحيدة التي واجهتهم على متن القطار الذي أقلهم بين آخر عاصمتين حين وقف شاب ملتح وله ملامح شرقية يدعى "أيوب" (يؤدي الدور: راي كوراساني، غير المعروف الجنسية) لقّم رشاشه إستعداداً لإطلاق النار عشوائياً على الركاب، فإندفع بإتجاهه أحد المجندين وكان محظوظاً لأن الرشاش "روكب" فأخذه في طريقه وأسقطه أرضاً.

وتدخل الآخران فوراً ونجحوا معاً في تثبيت حركته، بعدما أصاب أحدهم بجروح بليغة في عنقه، وتعاون معهم الركاب، الذين تعرض أحدهم للذبح وتمت مداواته ووقف النزيف ريثما يصل القطار إلى باريس وتتم مداواة الجرحى وإعتفال المسلح، ومن ثم تقليد الرئيس الفرنسي السابق "فرنسوا هولاند" المجندين الثلاثة مع راكب رابع وسام الشرف لما بذلوه في سبيل إنقاذ حياة 500 شخص كانوا مسافرين على متن القطار. بهذه البساطة يقدّم الفيلم نفسه، من دون أي إبداع سينمائي، ويحصل في برلين أن دليلاً سياحياً كان يدلهم على المكان الذي إنتحر فيه "هتلر" قبل إحتلال برلين من قبل الجيش الروسي، فقال له أحد المجندين "نحن نعرف أن الأميركيين قتلوه"، فرد الدليل " أنتم الأميركيون تزورون التاريخ على الدوام وتنسبون لأنفسكم كل الإنجازات الكبيرة".