"جريمة الإيموبيليا" العمارة الأشهر بعد يعقوبيان يسقط فيها 4 قتلى

ليل الأحد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري شهدت القاعة الكبرى لدار الأوبرا المصرية عرضاً خاصاً لشريط "جريمة الإيموبيليا" نص وإخراج "خالد الحجر" إنتاج المخرج "خالد يوسف" الذي ألقى كلمة قبل العرض أشار فيها إلى أنه أعجب بالنص فقرر إنتاجه، ولم يتدخل في عمل المخرج "الحجر" حتى إنتهاء التصوير، وأنه أحب الفيلم أكثر عند مشاهدته لأول مرة رغم أن الدماء تميّز أحداثه الدامية جداً والتي تتوّج بمشهد تقطيع جثة على يد بطل الفيلم "كمال" (هاني عادل) ووضع أجزاء الضحية في حقيبة سفر ورمي مافيها ثم العودة إلى المنزل، رغم كونه كاتباً مشهوراً له مؤلفات معروفة في السوق، لكن أزمات متلاحقة داهمته وحوّلته إلى إنسان غير موزون وجاهز لفعل أي شيء دونما تردد.

خالد الحجر يقدم الجريمة النفسية في فيلم "جريمة الإيموبيليا"

القاعة الرئيسية للدار العريقة مع الطبقات الثلاث التي تزنرها من ثلاث جهات، كانت مكتظة عن آخرها، لكن أحداً لم يغادر الصالة خلال الـ 121 دقيقة عرض، نتعرف خلالها على الكاتب المشهور "كمال حلمي" (هاني) الذي يبدو في حالة إحباط وإنهزامية دائمة، إلى حد السؤال عن إمكانية تصديق أن كاتباً على شاكلة الصورة التي رسمها المخرج "الحجر"له، يستحيل تصديقها، فالرجل توفيت زوجته وغادر ولداه إلى كندا، ليغرق هو في وحدته مع هواجسه وصوت داخلي معه يدفعه لإرتكاب الجرائم واحدة تلو أخرى، من دون الإنتباه إلى أنه هو الذي يقوم بهذا الفعل الشنيع والوحشي خصوصاً الجريمة الرابعة التي أراد إخفاء آثارها فعمد إلى تقطيع الضحية بساطور لكي تستوعبه حقيبة كبيرة حملها إلى منطقة معزولة، فرمى مافيها وعاد بالحقيبة فارغة إلى بيته لكي يصبح القتيل الخامس برصاصة في الرأس من مسدسه.
البداية كانت مع زيارة تقوم بها الشابة الجميلة "سحر" (ناهد السباعي) إلى منزل "كمال" وإغوائه، بينما هو يبدو كجلمود صخر، لا يهتز ولا يتحرك ولا يبدي أي رد فعل تجاه المرأة الشابة، ويحصل أنها تدافعت مع "كمال" ووقعت لترتطم مؤخرة رأسها بحافة البانيو وتفقد الوعي ثم تلفظ أنفاسها، ويجد كمال في صديقه وناشر رواياته "حبيب" السند الحقيقي له في محنته هذه بعدما تورط في جريمة لم يخطط لها ولم يرتكبها بمعنى الفعل المادي. وتم إستغلال بوّاب العمارة لكي يساعدهما في التخلص من الجثة، وفتحا الموضوع معه من باب أنه يريد تزويج إبنته فعرضوا عليه تقديم مال يساعده في الصرف على عرس إبنته، وبعد معارضة طلب مبلغ 50 ألف دولار قبضها وطلب فوقها 20 ألفاً ونالها، لكنه عاد مطالباً بمال إضافي فتصدّ ى له كمال وطعنه عدة طعنات قضت عليه، ثم جاء دور الصديق حبيب، قبل أن يجيء الشاب خطيب "سحر" الذي جاء إلى منزل "كمال مستطلعاً ما جاء به إلى جنازة القتيلة الأولى، وكانت نهاية الشاب وخيمة لأنه أصيب برصاصة في الرأس وفارق الحياة ثم تقطعت جثته إلى عدة أجزاء.
لم يبق في الميدان إلا "كمال" الذي كان مع كل جريمة يرتكبها يسمع صوتاً داخلياً كأنه الضمير يبارك له تنفيذه الجرائم واحدة تلو الأخرى، وعندما صوّب مسدسه إلى صدغه دعاه لأن يفعلها، فأقدم على الإنتحار برصاصة أودت بحياته وأنهت الفيلم.