"غادة رجب" في عُهدة المايسترو "الحاج" إعداداً وقيادة

ليلة الأربعاء في 17 نيسان/إبريل الجاري حلّت المغنية المصرية "غادة رجب" ضيفة على لبنان ونظّم لها المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار" عبر قائد الأوركستر الوطنية اللبنانية الشرق عربية المايسترو "أندريه الحاج" حفلاً ضخماً على خشبة مسرح بيار أبو خاطر- بيروت، وقاد على الخشبة 55 عازفاً إستحقوا التهنئة الحارة لقدرتهم على تفعيل الحضور النغمي الشرقي الأصيل في تناسق وحيوية وطواعية.

ليلة الأربعاء في 17 نيسان/إبريل الجاري حلّت المغنية المصرية "غادة رجب" ضيفة على لبنان ونظّم لها المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار" عبر قائد الأوركستر الوطنية اللبنانية الشرق عربية المايسترو "أندريه الحاج" حفلاً ضخماً على خشبة مسرح بيار أبو خاطر- بيروت، وقاد على الخشبة 55 عازفاً إستحقوا التهنئة الحارة لقدرتهم على تفعيل الحضور النغمي الشرقي الأصيل في تناسق وحيوية وطواعية.
سيطرت أجواء الموسيقار "محمد عبد الوهاب"، ثم الكبيرين"عاصي ومنصورالرحباني" على الحفل الذي إستمر 90 دقيقة، وسط حضور كثيف جداً ضاقت به الصالة التي تستوعب 650 مقعداً، تقدمهم وزير الثقافة السابق الدكتور "غطاس خوري" وعدد من أركان السفارة المصرية في بيروت على رأسهم السفير نزيه النجاري وعقيلته ولوحظ أنه صوّر بهاتفه وحرص على التصفيق بقوة مع كل إجادة وتطريب في أداء "غادة" الذي إتسم بالراحة والمدّات التي تعبّر عن التجويد كلما وجدت باباً لذلك في الجمل التطريبية، وإنسجمت "غادة" مع أغنية "أم كلثوم" الخالدة (دارت الأيام)، "نجاة الصغيرة" (أيظن) و"عبد الحليم" (أهواك) مع "عبد الوهاب" نفسه في (مُضناك جفاه) و"وردة" (في يوم وليلة)، أما مع أغنية السيدة "فيروز" (بحبك يا لبنان) فإحتاجت لبعض التركيز.
قيادة المايسترو "الحاج" السلسة الدقيقة والمتجاوبة مع إرتجالات "غادة" خصوصاً مع إنسجامها الزائد في بعض الجمل، أضفت طواعية وديناميكية على الحفل، فكلما إنسجم الحضور ورددوا مقاطع من أغنية تماهت معهم "غادة" وظلّت تًعيد وتًعيد حتى إشباع رغبتهم في الإستماع والتجويد، وهو ما جعل مناخ الحفل في حالة مدّ وجزر بين الإصغاء ونشوة الذهاب بعيداً مع معاني العبارات والجمل هذا عدا عن النغمات التي يرقص القلب معها كلما لاحت كلمة حب أو شوق أو فراق في سياق الأغنية. وبدا الإنسجام كاملاً بين المايسترو والمغنية بدءاً من فترة الإعداد لبرنامج الحفل إلى عملية التمارين على المسرح كما لاحظنا ذلك من مستوى التخاطب الراقي بينهما عندما زرنا الكواليس قبل ساعة من بدء الحفل.
والواقع أن الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق عربية، تؤدي مهمات جليلة في مجال الحفاظ على النغمة الشرقية حية في آذان أكبر عدد من السميعة، خصوصاً وأن التجارب المتعاقبة مع أصوات لبنانية وعربية عديدة أكسبت العازفين المخضرمين والشباب على السواء مراناً وثقافة وتواصلاً إنعكس مهارة نموذجية في روح العزف وأصوله، مع دأب قائدها المايسترو "الحاج" لإبقاء العازفين على جهوزية كاملة للمشاركة في أي حدث فني موسيقي أو غنائي له وزنه وقيمته.