"نادين سيرين وكارين" ثلاث نجمات من ذهب

نحن في النصف الثاني من أيام الشهر الكريم، والوجبة الدرامية التلفزيونية تتفاعل وتتنافس لتُصبح أكثر قرباً من تحديد ماهيّة أحداثها والنهايات المنتظرة لكل منها، ومع رصدنا لمناخ التجاذبات بينها نعلن أن من يتقدم إلى الصفوف الأمامية ليس عملاً واحداً بل أكثر من مسلسل وصل حالياً إلى النقاط الأخيرة من السباق غير المحموم للفوز بأكبر عدد من النقاط في مرمى المشاهدين.

فرغم ما إستطاعه فنانون مشهود لهم بالإجادة من تحريك للأحداث، فإن تياراً قوياً من النجمات فرض نفسه كعامل محوري في المعادلة التلفزيونية. نعم حضر (تيم حسن، قصي خولي، معتصم النهار، عمار شلق، عابد فهد، باسل خياط، ورفيق علي أحمد) لكن الأحداث اثبتت أن الحالة النسائية في المسلسلات المتميزة كانت وازنة مع (نادين نسيب نجيم، سيرين عبد النور، كارين رزق الله، رلى حمادة، ستيفاني صليبا، ودانييلا رحمة) هذا إضافة إلى تنويهات يستحقها كثيرون وكثيرات، فيما نرغب في إشادة خاصة جداً بالمخرج "فيليب أسمر" على كل ما أبدعه في إدارة الممثلين وحركة الكاميرا ورصد ردود الفعل في المسلسل الأقرب إلى قلوبنا وعقولنا "خمسة ونص" عن نص رائع لـ "إيمان سعيد". وبقي المخرج "سامر برقاوي" محافظاً على مستواه المتقدم في الجزء الثالث من "الهيبة"، والمفاجأة الحقيقية رافقت حلقات "إنتي مين" نص وبطولة "كارين رزق الله" والديو الموفق جداً مع الممثل "عمار شلق"بإدارة "إيلي حبيب".
بالمقابل وبعد تداول الكثير من التعليقات حول حضور الممثلين أو المخرجين أو الكتاب السوريين في المسلسلات التي توقفنا عندها، يتجاهل كثيرون من قصيري النظر ما أثمره هذا التعاون من تكامل إنعكس إيجاباً على العمل الفني، فكيف لا يرى هؤلاء خصوصية أداء "باسل خياط" لشخصية "يونس جبران" في مسلسل "الكاتب"، أو "عابد فهد" في "دقيقة صمت" والحضور اللافت لـ "دانييلا رحمة" في الأول، و"ستيفاني صليبا" في الثاني، هنا كان الكاستنغ هو سيد الموقف من دون النظر إلى جنسية البطلة أو البطل، ونعتقد في هذا الإطار أن مشهد إعتراف الدكتورة "بيان" (نادين) لـ "جاد" (معتصم) بأنها تحبه في ختام حلقة ليل الأربعاء في "خمسة ونص"، هو من أقوى المشاهد المعبرة بذكاء عن حب بين طرفين بإدارة مخرج فذ (فيليب أسمر).
هنا لا بد من التوقف عند نتاج الحال العامة للمسلسلات، فنلاحظ حضوراً حقيقياً وفاعلاً سبق وتناولناه في رمضان الماضي، عن الأعمال اللبنانية، في مقابل قصور في الحضور المصري على الشاشات العربية، التي لا تشتري أعمالاً بنجوم أدنى من الصف الأول، مع غياب الكبار(عادل إمام، يحيى الفخراني، يسرا، ليلى علوي، نيللي كريم، إلهام شاهين، وغيرهم) عن الأعمال المنفذة لهذا العام بإستثناء حضور(أحمد السقا، ومحمد رمضان) في عملين (ولد الغلابة، وزلزال). ونحن بإنتظار ما ستحمله الحلقات الأخيرة من المسلسلات لحسم صورة الوجبة التلفزيونية الرمضانية بشكل نهائي.