"تشرشل" الذي هزم "هتلر" قبل 78 عاماً

"رجل في أمة" هذا هو التوصيف العالمي لرئيس الوزراء البريطاني في الأربعينات "ونستون تشرشل" الذي تجرّأ على قول لا للزعيم النازي "أدولف هتلر" إبان الحرب العالمية الثانية، ورفض الإستسلام مفضّلاً التحالف مع فرنسا والقتال حتى الموت، بدل الإستسلام كما فعلت: بولندا، هولندا، وبلجيكا في بداية الزحف الألماني على أوروبا، وحظي في تلك الفترة العصيبة بدعم مطلق من الملك "جورج السادس".

الممثل الإنكليزي "غاري أولدمان" جسّد بثقة وقيمة شخصية "تشرشل" في الفيلم (darkest hour) للمخرج الإنكليزي "جو رايت"، الذي يحكي سيرته، وصلابة مواقفه في وجه معارضيه الإنهزاميين الذين فضّلوا وساطة الزعيم الإيطالي "موسوليني" خادم الفوهرر (كما يصفه تشرشل) لتأمين إستسلام مشرّف لبريطانيا التي حاصر النازيون 300 ألف من جنودها في ميناء "دنكرك" الفرنسي وأمطروهم بأطنان من البارود في مئات الغارات مهددين بإبادتهم إذا لم تستسلم بريطانيا، ورفض "تشرشل" مقولة ونصائح كبار الضباط بالتفاوض والإستسلام منعاً لحصول مجزرة كبيرة ضد الجنود المحاصرين، وكان ردّه: "أبداً"، الكلمة التي إستعان بها في مجلس النواب، ومصدرها طفلة صغيرة حادثها داخل قطار متجه إلى "ويستمنستر" صعد إليه فجأة بينما كان يفكّر في الذي سيقوله للنواب الذين ينتظرونه بفارغ الصبر والخوف.

"أبداً"، كانت تعني رفض التفاوض والصمود في وجه قوات "هتلر" الغازية، ولأن الأمور بلغت حدّ الإنهيار، فاجأ الملك "جورج السادس" (يجسده بن مندلسون) رئيس وزرائه "تشرشل" في ساعة متأخرة من الليل، لكي يقول له "أنا معك وسأدعمك حتى النهاية في قراراتك، وأعترف أنني كنت مخطئاً حين وقفت ضدّك في مرحلة سابقة"عندها دخل "تشرشل" وألقى كلمة رائعة في النواب، معلناً أن قراره هو القتال حتى النهاية، منعاً للرؤوس المستسلمة من عدم القدرة على النهوض بعد ذلك، وقال للذين ضغطوا لحصول مفاوضات "يستحيل أن أفاوض النمر ورأسي بين شدقيه، أنا أعدكم بالنصر"، وهنا إشتعلت القاعة الرحبة في البرلمان بالتصفيق، بعدما أثار الزعيم الصلب حميّة الجميع للمواجهة بكل الوسائل المتاحة لوقف "الغول النازي" من الإندفاع دونما مقاومة.

هذا القرار جعل الرجل يتدخل في موضوع  الخطط العسكرية فطلب من آخر قوة إنكليزية تقاتل في "كاليه" أن تستميت في القتال للعمل ميدانياً على إستغلال إنشغال الألمان بـ "كاليه" لفتح الطريق أمام إنقاذ المحاصرين بحراً من "دنكرك"، لذا طلب قائد القوة في كاليه بث نداء إلى المواطنين الذين يمتلكون مراكب مدنية تسليمها للجيش، وإستطاع تأمين 813 مركباً أعادت معظم الجنود إلى بلدهم بسلام، بعدما إعتذر الرئيس الأميركي "فرانكلن روزفلت" لـ "تشرشل" عن عدم قدرته على تأمين سفن لنقل الجنود لوقوفه على الحياد في الحرب (حصل هذا في بداية الحرب)، ولم يعنه كثيراً قول "تشرشل" له "أنا لا أطلب منك مساعدة بل إرسال سفن دفع ثمنها البريطانيون ولم نتسلمها بعد". ومن الأسماء المشاركة في لعب الأدوار (كريستن سكوت توماس،ليلي جيمس، ستيفن ديلان، وصموئيل ويست).