"الشرقاوي" الذي في سجلّ خبرته الطويلة المسرحية الخالدة "مدرسة المشاغبين" يتناول في عمله الجديد موضوعاً له مكانه الخاص في تاريخ المنطقة العربية: غزو الزعيم المغولي "هولاكو خان" لـ بغداد وإحتلالها قبل 760 عاماً (عام 656 هجري، 1258 ميلادي) ووفاته بعد ذلك بسبعة أعوام (1265 ميلادي) مسجّلاً مصرع عدد كبير من أهل المدينة في معارك غير متكافئة، أعقبت رفض الخليفة العباسي لطلب "هولاكو" الإنصياع وتسليم المدينة له، ويشارك في لعب الأدوار الرئيسية (رغدة، كمال أبو رية، وآية عبد الله). هذا يعني التذكير بالخليفة الذي قال لا وتحمل تبعات موقفه بحيث تكون المسرحية محطة في رحلة العرب مع كل المخططات التي تستهدف وجودهم، وهو ما أكد عليه "الشرقاوي" عنما إختار نص الشاعر "جويدة" لتحويله إلى دم وروح على الخشبة.

المخرج الذي يحمل دبلوم إخراج من "معهد جوليان برتو للدراما" في باريس،ودبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس، وبكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة، ليس الأول الذي يشتغل مسرحياً على هذا الموضوع، فقد نشر حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور "سلطان بن محمد القاسمي" نصاً مسرحياً بعنوان "عودة هولاكو"، يتناول في 4 فصول كيفية إحتلال المغول لـ بغداد وما نتج عنها من سقوط الدولة العباسية. والمسرحية التي يستقبلها المسرح القومي بحلته العصرية المتجددة ستكون الأولى بعد العمل الناجح الذي قدمه الفنان يحيى الفخراني (بدءاً من شهر آب/لأ بعنوان "ليلة من ألف ليلة" إخراج "محسن حلمي" عن نص لـ "بيرم التونسي"، وشارك في لعب الأدوار (هبة مجدي، سلمى غريب، ضياء عبد الخالق، لطفي لبيب، ومحمد محسن).

واضح أن الموسم المسرحي الجديد على الخشبة الأكثر إحتراماً في القاهرة سيكون قوياً ومميزاً في وقت تتالت الدعوات من مثقفين وفنانين لبرمجة ذات وزن يتم إعتمادها للمسرح القومي في حلته العصرية، بحيث لا تتوقف العروض النخبوية والضخمة على مدار العام ولا تكون موسمية فقط.