شارع المتنبي في بغداد يقاوم "كورونا"

بعد غزو جائحة "كورونا" التي فرضت حظراً للتجوال، يعود شارع المتنبي في بغداد ليتنفس من جديد.. كيف؟

  • شارع المتنبي في بغداد يقاوم
    شارع المتنبي في بغداد يقاوم "كورونا"

استبشر أصحاب المكتبات المنتشرة في شارع المتنبي في بغداد بعودة الحياة إلى الشارع الذي يشهد اكتظاظاً بالزائرين كل يوم جمعة.

وكانت السلطات العراقية قد فرضت إغلاق المراكز الثقافية والأماكن العامة في بغداد قبل شهور عدة بسبب تفشي وباء "كورونا"، لكنها سمحت بفتحها بعد انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس.

ويقع شارع المتنبي وسط المدينة بالقرب من شارع الرشيد، حيث تفترش الكتب جانبيه وتنشر المكتبات والمطابع على طوله، بينما ينتهي الشارع بإطلالة تمثال أبو الطيب المتنبي على نهر دجلة، قريباً من "المركز البغدادي الثقافي" ومبنى وساعة "القشلة" الذي يعود تاريخ بنائه إلى عقود طويلة.

ويعدّ الشارع الروح الثقافية والمركز الرئيس للكتب والقرطاسية لأهالي العاصمة وللمحافظات العراقية، حيث يحتضن آلاف الكتب وبجميع مجالاتها ومختلف عناوينها وبأسعار زهيدة مقارنة مع دول أخرى، وتتوفر كتب في الشارع لا يتجاوز سعر الواحد منها دولاراً أميركياً واحداً. 

وعادة ما يزدحم الشارع كل يوم جمعة، حيث يمثل ملتقى ثقافياً أسبوعياً للعديد من الأدباء والكتاب والرسامين وممارسي الفنون الأخرى، الذين تركوا بصمة واضحة هناك.

وفي ظل إغلاق الشارع بالكامل بسبب انتشار "كورونا" في العام الفائت، بدأ أصحاب المكتبات باكتساب رزقهم عن طريق التسويق الإلكتروني والترويج لعناوين الكتب بأسعار تنافسية، وبعضهم استثمر الجائحة وحظر التجوال لترتيب مكتباتهم وإعادة النظر في الكتب القديمة وإبرازها للجمهور. 

واليوم، تشهد بغداد إعادة النبض لروح الشارع الذي بدأ يستقبل القراء من أرجاء العراق.

ويحرص عبد الله الشمري على زيارة الشارع كل يوم جمعة، إلا أن الجائحة فرضت عليه الانقطاع الإجباري، لكنه عاد إلى ممارسة هوايته المفضلة وطقسه الأثير بزيارة "شارع الثقافة" كما يسميه، بعد أن أعلنت السلطات أخيراً رفع الحظر الشامل الذي كان ليومي الجمعة والسبت.

وقال الشمري في تصريح للصحافة، إن "شارع المتنبي عاد ليتنفس من جديد، وهذه المرة عودة قوية بعد غزو جائحة "كورونا" التي فرضت حظراً للتجوال عالمياً، مما زاد من تعطش الكثير من المثقفين والرواد لزيارة شارع المتنبي"، مؤكداً أن "الشارع بدأت حركته تعود من جديد إلى سابق عهده، والأيام المقبلة ستشهد إقبالاً واسعاً من قبل الكثير من الناس من أجل ممارسة نشاطاتهم المعهودة كما كانت في السابق".

أما أبو عبد الله، وهو صاحب إحدى المكتبات فقال إن الجائحة "أثرت على سوق الكتاب"، موضحاً أن "الحركة بدأت تعود ويشد الشارع إقبالًا من الرواد بعد انقطاع عنه لفترة طويلة".

وكان شارع المتنبي يحتضن كل يوم جمعة العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما دأب على استقبال الزوار من مختلف الفئات العمرية والشرائح المجتمعية.

مرّ عام على بدء انتشار وباء كورونا، تغيرت الحياة وتبدلت طبائع البشر.. ألزمنا الوباء بلزوم منازلنا لفترات طويلة، والتباعد بيننا وبين أبناء جنسنا، كان سبباً في رحيل كثر، وتبقى اللقاحات اليوم هي الأمل الوحيد للخلاص من هذا الكابوس.