"ياقمر ضوّي عالناس": الصغار والكبار على منصة الدهشة المشهدية

بمجرد ذكر إسم كريم دكروب، يتراءى سريعاً مشهد الاطفال والدمى، ولقطات من مسرحيات علقت صورها في الأذهان. "ياقمر ضوّي عالناس" مسرحية جديدة لدكروب تخاطب الانسان في كل زمان ومكان.

من زمان وأعمال دكروب تطال الفئة العمرية
بمجرد ذكر إسم كريم دكروب، يتراءى سريعاً مشهد الاطفال والدمى، ولقطات من مسرحيات علقت صورها في الأذهان: يللا ينام مرجان، شو صار بكفرمنخار، فراس العطاس، ألف وردة ووردة، كراكيب، وآخر ما يعرضه: يا قمر ضوّي عالناس، التي تقدّم مرة واحدة أسبوعياً على خشبة مسرح دوار الشمس في بيروت.

كمّ المناخ الفني يبدو منسجماً مع موسيقى وأغنيات إشتغل عليها الفنان أحمد قعبور شريك دكروب في مشوار طويل من التعاون والإبداع، لما يأخذ بألباب الصغار وبعقول الكبار الذين دخلوا هذا المربع الفني، بعدما وجدوا أن الخطاب في المسرحيات يقصد الإنسان في كل زمان ومكان، وبالتالي فلا عمر أو جيل مقصوداً لوحده.

من زمان وأعمال دكروب تطال الفئة العمرية من 6 إلى 99 عاماً، وهذه حقيقة لا بد من التأكيد عليها، مع هذا الفن الذي لمع مع دكروب وتحوّل مادة جاذبة جماهيرياً كونه ما قدّم جديداً إلا مع إضافات، تجديد ورسائل في أكثر من إتجاه، وفي جديده اليوم رسالة قاسية إلى نزعات البشر، إلى سلبياتهم، بل إلى الوحشية التي تميز أفعالهم وتتجاوز ما هو معروف عن الوحوش المفترسة.

لقد إختار الدببة وحكى بلسانها، هي تعترف بأنها تصطاد الطرائد لأبنائها وحين وقع في كمين بشري ظهرت وحشية الإنسان في التعاطي معه، وسط مناخ من المشاهد المبهجة للقمر بدراً تتسلق عليه الدمى زاحفة، كأنها في سفر طويل تستكمل طريقها عبر شاشة مثبتة في خلفية المسرح، ليبدو المشهد نزوحاً سببه أفعال البشر.

ويتابع نعمة نعمة وأليسا رعد الصورة الإنتقادية مع عرض صورة المؤامرة التي تعرض لها النبي يوسف من إخوته حين أنزلوه في بئر حسداً منه.

ويقول دكروب إن هدف هذا المشهد هو الدلالة على وحشية الإنسان حتى مع من هم من صلبه. "هذا الرأي ليس قاسياً أبداً لأن كل الأفعال البشرية تدل على وحشية الإنسان مع من هم مثله، أو مع باقي المخلوقات. علينا أن نغيّر مساراتنا ونجعل من تصرفاتنا صورة إيجابية تؤشر على معنى التسامح والسلام في يومياتنا الإنسانية. أنا أقول ما يتعبني ويرعبني أريد للإنسان أن يكون إسماً على مسمّى"، ويضيف دكروب "نعم في فن الدمى لكل إسهام فني إطاره وفعاليته، وقد أعطينا للدمى ومحرّكيها إطاراً، للموسيقى والأغنيات دورها، للديكور، الإضاءة، والسينوغرافيا الدور المفصلي، وفضل لأسماء: وليد دكروب، محمد العماري، وليد ضاهر، فاطمة إسماعيل، صبا كوراني، وأليسا شمالي. مع الفنان فؤاد يمين كمساعد مخرج ، والسياق العام محكوم بإدارة جمعية خيال للتربية والفن".

 

من زمان وأعمال دكروب تطال الفئة العمرية