منى مرعشلي: غابت باكراً كما أشرقت

هي حالة خاصة بين المطربين، لمعت من أول إطلالة لها عام 73 في ستوديو الفن الذي أعطى يومها: ماجدة الرومي، وليد توفيق وغسان صليبا. المطربة منى مرعشلي غزت الأسماع كما القلوب عبر أدائها الخاص لأغنيات السيدة أم كلثوم، لكنها واجهت ظروفاً خاصة قاهرة منعتها من المتابعة، والعثور على مكان لها في المقدمة، فبقيت في البال موهبة كبيرة فوجئ الوسط الفني برحيلها في الخامس من كانون الأول/ ديسمبرالجاري.

منى مرعشلي في حالة انسجام كاملة وهي تغني
 كبار مصر دعوها للتواجد بينهم،محمد سلطان، بليغ حمدي، وسيد مكاوي، أعلنوا عن إستعدادهم لإعطائها ألحاناً تتناسب وطاقة حنجرتها لكنها فضّلت إنطلاقة لبنانية خالصة، في وقت كانت الأوضاع الأمنية لا تساعد على صياغة وتنفيذ المشاريع، فإجتهدت وسخّرت ما معها من مال لتقديم أغنيات وفق قناعاتها الفنية، فسجلت تباعاً 19 أغنية( منها: شمس المغارب، علشان عيونك) ظلّت تتردد في الإذاعات، وأوساط الناس التي أحبت منى وكانت إلى جوارها في أصعب الظروف الخاصة (عائلية، صحية بإمتياز) التي كبّلتها ومنعتها من أخذ راحتها في تنظيم حضورها الفني على الساحة.

 

لم تكن تحتاج عام 73 لكثير جهد كي تعثر على مكان لها في الوسط الغنائي، فأستوديو الفن أمّن لها شاشة وحيدة(تلفزيون لبنان) كانت كافية لتكوين جمهور كبير ونوعي يقصدها أينما أحيت حفلة على إمتداد الأراضي اللبنانية، خصوصاً وأن المتعهدين طرقوا بابها بكثرة بعد أول ظهور لها إنسجاماً مع ردة الفعل الإيجابية على قدراتها الصوتية من عموم الجمهور لكنها فاجأتهم بالتريث في مقاربة الظهور الإحترافي، راغبة في خطوات مدروسة لا تترك المجال لأي هفوة أو خطأ من أي نوع لمطربة عاشت حياتها محترمة الموهبة لكن مع حظ عائر إذا ما قورن بأبرز زملائها في ستوديو الفن 73 .

 

لم يبق فنان أو مسؤول إلاّ وقال في موهبتها أعذب الكلام، ليطرح السؤال: ولماذا إذن تركت وحيدة تواجه قدرها وظروفها، تدفع من مالها الخاص لتسجيل جديدها، ثم تضطر للإبتعاد ، ثم للعودة، في عملية تجاذب طالت ثم جاءت التطورات المختلفة في لبنان فزادت من الحواجز التي تمنع منى من المبادرة وتقديم ما ترغب به.

ترحل منى(58 عاماً) باكراً تماماً كما أشرقت مطربة باكراً عام 73.