نتاج "وليد غلمية" في عهدة الجامعة الأميركية في بيروت

السيدة "إلهام" أرملة الفنان الدكتور "وليد غلمية"، نفذت وصية زوجها وسلّمت كامل أرشيفه ومتعلقاته الشخصية إلى قسم المحفوظات والمجموعات الخاصة في مكتبة "يافث" التذكارية في الجامعة الأميركية في بيروت، وسط إحتفالية حضرتها عائلة الراحل، أمين المكتبة الدكتور لقمان محو، والأمينة المشاركة في قسم المحفوظات الدكتورة كوكب شبارو، بينما قاد المتميز والعارف بكامل نتاج "غلمية"، المايسترو "أندريه الحاج" الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق –عربية، وتم إستذكار مجموعة من إبداعاته الموسيقية.

المايسترو أندريه الحاج يقود الأوركسترا خلال تكريم "غلمية"
"تحافظ الجامعة الأميركية في بيروت على الإرث المهم للأشخاص المهميمين، أحب وليد أن يحفظ هذه المجموعة، وأن تكون في أيد أمينة، وأن تنتقل من جيل إلى جيل"، هذا ما قالته أرملة الراحل في كلمتها مختصرة كامل جوانب هذه المبادرة التي تعني فيما تعني، أن الركن الآمن الوحيد للحفاظ على إبداعات الكبار هو الحضن الأكاديمي النخبوي، في غياب شبه كامل للذاكرة الفنية التي يفترض بها أن تكون حارسة وحافظة لما أبدعته قرائح الكبار على مدى عقود وأجيال، حتى لا تضيع في غياهب الإهمال والنسيان.


حتى أن الإجتهاد الشخصي للمايسترو "الحاج" أفلح في العثور على نماذج لحنية لـ"غلمية" ليست متداولة إعلامياً وفي الأوساط الفنية، عزفتها الأوركسترا التي كان له الفضل في إطلاقها مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية، والأوركسترا الفيلهارموني، ومعها مقطوعات من السيمفونيات التي أغنت المكتبة الموسيقية العربية طوال عدة عقود، وأدخلت على موسيقانا هذا النمط الموسيقي الكلاسيكي العالمي، ليضع بذلك موسيقى "الربع تون" على سكة الإبداعات الخالدة في العالم ويُحسب لنا حساب في اللائحة الممتازة لمبدعي الأنغام.


النوستالجيا في الحفظ والصون. ومبادرة ورثة الراحل غلمية يجب أن تحفّز الأجهزة المعنية في وزارة الثقافة لتلقف هذا الموضوع والإيعاز بإستحداث مركز أو مرجعية للذاكرة الوطنية التي تحتضن إبداعات كبارنا وتطمئنهم إلى أن ما ما جادوا به من إبداعات لن يضيع أو يُهمل بل سيكون كأي معلم لبناني حضاري مهم في رعاية مؤكدة لا تشوبها شائبة مهما كانت.