كندا تستأنف مفاوضات التجارة مع واشنطن بعد إلغاء الضريبة الرقمية على شركات أميركية

كندا تلغي ضريبة الخدمات الرقمية لتجنّب حرب تجارية مع واشنطن، وتستأنف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قبل 21 تموز/يوليو وسط تهديدات ترامب الجمركية.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء مارك كارني خلال قمة مجموعة السبع في كندا (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء مارك كارني خلال قمة مجموعة السبع في كندا (أ ف ب)

أعلنت كندا إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية التي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية قبل ساعات من دخولها حيّز التنفيذ، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء مفاوضات التجارة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد تصعيد غير مسبوق هدّد بعودة التوتر إلى العلاقات الثنائية.

وقالت وزارة المالية الكندية إنّ رئيس الوزراء مارك كارني اتفق مع ترامب على استئناف المفاوضات التجارية والتوصل إلى اتفاق بحلول 21 تموز/يوليو، بعد أن تسببت الضريبة الرقمية في انهيار المحادثات خلال الأيام الماضية.

وكان ترامب قد علّق المحادثات يوم الجمعة الماضي، واصفاً الضريبة بأنها "هجوم سافر"، ملوحاً بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الكندية.

تفاصيل الضريبة الرقمية الملغاة

كانت كندا تنوي فرض ضريبة بنسبة 3% على إيرادات الخدمات الرقمية التي تجنيها الشركات من المستخدمين الكنديين إذا تجاوزت عائداتها 20 مليون دولار سنوياً، بأثر رجعي منذ عام 2022.

وكان من المتوقع أن تطال هذه الضريبة شركات أميركية كبرى مثل: أمازون، ميتا، غوغل (ألفابت)، وأبل.

ردود الفعل والتداعيات الاقتصادية

بيان وزارة المالية الكندية أكّد إيقاف تحصيل الضريبة وطرح تشريع لإلغائها رسمياً. وقال البيان إنّ كندا كانت تسعى من البداية لاتفاق متعدّد الأطراف يعالج مسألة الضرائب الرقمية، مشيرة إلى أنّ الإعلان الأول صدر في عام 2020 نتيجة امتناع شركات التكنولوجيا عن دفع الضرائب العادلة.

وبعد إعلان الإلغاء، سجلت الأسواق الأميركية والآسيوية ارتفاعاً في مؤشرات الأسهم والعقود الآجلة.

أهمية العلاقات التجارية بين البلدين

وتعدّ كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر مستورد للسلع الأميركية، حيث بلغت وارداتها من أميركا 349.4 مليار دولار في 2024، مقابل صادرات بقيمة 412.7 مليار دولار.

وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد طلبت مشاورات لتسوية النزاع التجاري بشأن الضريبة في 2024، معتبرة أنها تنتهك التزامات كندا في اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).

وعلى الرغم من تفادي رسوم شاملة في نيسان/أبريل الماضي، تواجه كندا حالياً رسوماً بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم. وتوعّد ترامب بإجراءات جديدة إذا لم تنجح المحادثات.

كندا: لإرساء استقرار في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة

وأعلن كارني في 19 حزيران/يونيو أن بلاده سوف "تعدّل" رسومها المضادة البالغة نسبتها 25 بالمئة على الواردات الأميركية من الصلب والألمنيوم رداً على زيادة الرسوم الأميركية، إذا لم يتم التوصل لاتفاق تجاري خلال 30 يوماً.

وشدّد كارني، الجمعة الماضي على أنّ بلاده "ستواصل خوض هذه المفاوضات المعقدة بما يخدم مصلحة الكنديين".

وكان كارني اعتبر سابقاً أنّ تحقيق نتائج جيدة في المحادثات يتمثّل في "إرساء استقرار في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة" و"الوصول السهل للشركات الكندية إلى الأسواق الأميركية"، مع "عدم تكبيل أيدينا على مستوى تعاملاتنا مع بقية دول العالم".

والتقى ترامب وكارني على هامش قمة مجموعة السبع التي استضافتها كندا في وقت سابق من حزيران/يونيو. وحضّ قادة الدول الصناعية الرئيس الأميركي على التراجع عن حربه التجارية التي يخوضها ضد شركاء الولايات المتحدة.

وتترقب عشرات الدول مهلة التاسع من تموز/يوليو، والذي من المقرر أن يبدأ فيه فرض الرسوم الجمركية الإضافية التي اعتمدها ترامب، لتضاف الى رسم 10% الساري حالياً. وتخوض أطراف عدّة مفاوضات مع الولايات المتحدة سعياً لإبرام اتفاقات قبل انقضاء المهلة المحددة.

 اقرأ أيضاً: كندا: لن ننخرط في مفاوضات شاملة مع ترامب حتى يُظهر احترامه بلدنا

اخترنا لك