"أرامكو" السعودية: اتساع الفجوة بين الشمال والجنوب حتمي

رئيس شركة "أرامكو" السعودية يحذّر من حدوث أزمة طاقة "أكثر خطورة"، مشيراً إلى مخاطر التخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان.

  • أرامكو السعودية تعلن تراجع أرباحها 38% بالربع الثاني من العام
    رئيس "أرامكو" أشار إلى المخاطر المتعلقة بالتخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان

حذّر رئيس شركة "أرامكو" السعودية، أمين الناصر، اليوم الاثنين، من حدوث أزمة طاقة "أكثر خطورة"، مشيراً إلى احتمال حصول فجوة في مجال تحوّل الطاقة، بين شمال العالم وجنوبه.

وجاء تصريح الناصر خلال كلمته أمام مؤتمر البترول العالمي الرابع والعشرين في كالغاري بكندا، الذي حمل عنوان "تحوّل الطاقة: الطريق إلى الحياد الصفري".

وأضاف الناصر أنّ الأولوية بالنسبة للكثيرين في جنوب العالم هي "تأمين لقمة العيش والبقاء"، في حين يركّز الكثيرون في دول الشمال على الاستدامة البيئية، ما "يصعّب الموقف، ويجعل اتساع الفجوة نتيجةً حتمية".

كما أشار رئيس "أرامكو" إلى المخاطر المتعلقة بالتخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان، موضحاً أنّ أوجه القصور في خطط التحوّل الراهنة، تسبّب "إرباكاً جماعياً" للصناعات التي تنتج الطاقة أو تعتمد عليها، ما يجعل المستقبل بالنسبة للمستثمرين "غامضاً".

ووفقاً له، يؤدي ذلك إلى زيادة خطر حدوث خللٍ حاد في توازن العرض والطلب في مجال الطاقة التقليدية، ما يؤدي إلى زيادة أزمة الطاقة.

وهذه الزيادة لن تؤثّر سلباً في الاستثمارات فقط، بل إنّها ستحدّ من ازدهار الدول والشعوب وتقدُّمها، بحسب ما قال الناصر.

وتأتي تصريحات رئيس "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، بعد نحو أسبوعين، من قرار السعودية وروسيا تمديد الخفض الطوعي لإنتاجهما النفطي حتى نهاية هذا العام، في خطوة أدّت إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوياتها، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

وتُعدُّ المملكة المصدّر الأكبر للنفط في العالم منذ عقود، وهي تعتمد حالياً على النفط والغاز الطبيعي، لتلبية طلبها المتزايد على الطاقة وتحلية المياه، العملية التي تستهلك كميات هائلة من النفط.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، حدّدت "أرامكو" هدفاً يقضي بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، للانبعاثات من عمليّاتها الخاصة.

لكن ذلك ترافق أيضاً مع إعلانها أنّها تخطّط لزيادة طاقتها الإنتاجية اليومية إلى 13 مليون برميل يومياً، بحلول عام 2027، بعد أن كان 12 مليوناً.

أسعار النفط عامل مؤثر في الانتخابات الرئاسية الأميركية

وفي وقت سابق، ذكر موقع  "UnHerd" البريطاني، أنّ أسعار النفط ستواصل ارتفاعها لتصل إلى 100 دولار للبرميل خلال الشهر الحالي، وذلك للمرة الأولى في هذا العام.

ورأى الموقع أنّ ارتفاع أسعار النفط يعود جزئياً إلى الطلب المزدهر، وذلك على الرغم من أنّ قسماً كبيراً من الاقتصاد العالمي يعاني ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض النمو، لكن يبدو أنّ هناك طلباً استهلاكياً كافياً لإبقاء أسواق النفط ضيّقة.

لكن السبب الأكثر أهمية لهذا الارتفاع هو القرار المشترك الذي اتخذته السعودية وروسيا، بتمديد تخفيضات الإنتاج، في محاولة لرفع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل، وفقاً للموقع نفسه.

وأضاف الموقع أنّ أسعار النفط يمكن أن تكون "عاملاً رئيسياً في الطريقة التي ستتأرجح بها الانتخابات الأميركية العام المقبل".

وبحسب "UnHerd"، يستفيد الرؤساء الأميركيون الذين يواجهون إعادة انتخابهم من العلاقة الأميركية السعودية لخفض الأسعار عادةً، وتشير الدراسات إلى أنّ ارتفاع أسعار البنزين له آثار كبيرة على التصويت في الولايات المتحدة.

لذا، ليس من المستغرب أن يحاول رؤساء الولايات المتحدة التأثير على الرياض لخفض الأسعار، حتى ولو لفترة قصيرة.

وفي حين يُحتمَل أنّ السعوديين يفضّلون عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى منصبه، وفقاً للموقع البريطاني، فإنّ قرار الرياض الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، يشير إلى أنّ المملكة قد تبتعد عن واشنطن تماماً.

ورأى الموقع أنّ السعوديين قد يريدون "اللعب على الجانبين"، ويعتقدون أنّ رئاسةً أخرى لترامب ستسمح لهم بالقيام بذلك.

وخلص موقع "UNHERD" إلى أنه لا شك في أنّ هذه "المناورات" ستكون ذات تأثير كبير في الانتخابات المقبلة، معتبراً أنّ الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، "يعاقب نفسه حتماً"، لأنّه سمح بالتدهور الكبير في العلاقات الأميركية - السعودية. 

اخترنا لك