"فوربس": ترامب يواصل الضغط لخفض الدولار خلال جولته الآسيوية

تقرير لموقع "فوربس" يفيد بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يواصل خلال جولته الآسيوية، الدفع نحو إضعاف الدولار رغم تحذيرات اقتصادية من انعكاساته السلبية على الولايات المتحدة.

0:00
  • إذا أضعف ترامب الدولار فإن ذلك سيقلص من وزن الاقتصاد الأميركي من الاقتصاد العالمي.
    "فوربس": ترامب يواصل الضغط لخفض الدولار خلال جولته الآسيوية رغم التحذيرات (أرشيف)

أفاد تقرير لموقع "فوربس"، بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال جولته في آسيا التي تشمل كوالالمبور وطوكيو وسول، يجعل من إضعاف الدولار محوراً خفيّاً في جدول أعماله، رغم أنّ معظم الاقتصادات التي يزورها تُظهر بوضوح مساوئ ضعف العملات بشكل مصطنع.

وأوضح التقرير أنّ ترامب ومساعديه، خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الآسيويين، يركّزون على الرسوم الجمركية والأمن والاستثمارات، لكنهم يُصرّون في كلّ محطة على خفض سعر الصرف لترجيح كفّة المنافسة لصالح الصناعة الأميركية، في وقت تُحذّر فيه الاقتصادات الكبرى من مخاطر مثل هذه السياسات.

اليابان نموذج لآثار ضعف العملة

كما ذكر التقرير أنّ اليابان تمثّل المثال الأبرز على تداعيات إضعاف العملة. فالنموذج الاقتصادي الذي تقوده الصادرات جعل الين ضعيفاً لعقود، لكنّ الإدارة المهووسة بأسعار الصرف خلال الأعوام الـ 25 الماضية أضرّت بالاقتصاد الياباني.

وأكدت أنّ ضعف الين المفرط لم يُعد الحيوية للاقتصاد الياباني، بل قلّل الحاجة إلى الإصلاحات البنيوية، مثل تقليص البيروقراطية، وتحفيز الابتكار، وتعزيز الإنتاجية، وتمكين المرأة، واستعادة مكانة طوكيو في قلب النظام المالي الآسيوي.

تراجع الابتكار وصعود الصين"

كما أشار التقرير إلى أنّ انخفاض الين قلّل حافز الشركات اليابانية للابتكار والمخاطرة، كما فعلت في ثمانينيات القرن الماضي، ما جعلها أقلّ ديناميكية في مواجهة التحوّل الصيني السريع في الاقتصاد العالمي.

وبيّن "فوربس" أنّ بنك اليابان المركزي، لجأ في عام 2013 إلى التيسير الكمّي بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى انخفاض الين بنسبة 30% مقابل الدولار، ورفع الناتج المحلي الإجمالي مؤقتاً، ودفع سوق الأسهم إلى الارتفاع، لكنه لم يحسّن الكفاءة الاقتصادية أو التنافسية العالمية لليابان.

وأضاف أنّ سياسات "أبينوميكس" التي أطلقها رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، بهدف إصلاح الاقتصاد الياباني عبر سلسلة من التحسينات الهيكلية، لم تُحدث التحوّل المطلوب، لأن آبي ركّز على السياسات النقدية بدلاً من الإصلاحات الإنتاجية العميقة.

الصين تتفادى خطأ اليابان

كما أوضح أنّ الصين، التي تتابع عن كثب تجربة اليابان، تعلم كيف قادت اتفاقية بلازا عام 1985 إلى ارتفاع الين وتراجع الاقتصاد الياباني لاحقاً، لذلك تحرص على عدم رفع قيمة اليوان بشكل مفرط، لتجنّب المخاطر على اقتصادها القائم على التصدير.

ضعف الدولار خطر على أميركا نفسها

وفي السياق، حذّر التقرير من أنّ إضعاف الدولار سيؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأميركي، إذ سيقوّض الثقة في سندات الخزانة ويرفع عوائدها، ما يهدّد استقرار سوق الدين العام الذي بلغ 38 تريليون دولار، مشيراً إلى أنّ ترامب يتجاهل "الامتياز الباهظ" الذي تتمتع به واشنطن بفضل قوة عملتها.

كما تناول هجوم ترامب على الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، ونعته له بأوصاف مهينة، معتبرة ذلك تهديداً لصورة المؤسسة التي تحمي قيمة الدولار وتحظى باحترام عالمي.

وخلص التقارير إلى أنّ إصرار ترامب على إضعاف الدولار، في وقتٍ يسعى لإقناع الصين باتفاق جديد على أسعار الصرف، قد يقوّض الثقة في التزامات واشنطن، ويهدّد استقرار النظام المالي العالمي. فمحاولات تقويض ركيزة التجارة والتمويل الدوليين لا تصبّ في مصلحة أحد، ولا سيما الاقتصاد الأميركي.