التضخم في الولايات المتحدة: 300,000 دولار تكلفة تربية طفل واحد

التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يقترب من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود، ما أدى الى ارتفاع جنوني في الأسعار في جميع جوانب الحياة، وصولاً الى إنجاب طفل ورعايته.

  • الكثير من الناس سيفكرون مرتين قبل أن يكون لديهم طفل أول أو طفل لاحق (أرشيف)
    معهد بروكينغز: الكثير من الناس سوف يفكرون مرتين قبل أن يكون لديهم طفل (أرشيف)

ارتفعت تكلفة تربية طفل من لحظة ولادته وصولاً إلى المدرسة الثانوية، في الولايات المتحدة، إلى أكثر من 300 ألف دولار، بسبب التضخم الذي يقترب من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود، وفقاً لتقديرات معهد "بروكينغز". 

وذكر المعهد إن إجمالي تكلفة السنة ارتفعت 26011 دولاراً أو أكثر من 9% مقارنةً بحساب يستند إلى معدل التضخم قبل عامين وقبل أن ترتفع الأسعار بشكل كبير.

وبناءً على تقدير قامت به وزارة الزراعة عام 2017، قامت "بروكينغز" بحساب تكلفة تربية الأسرة. يغطي التقدير مجموعة من النفقات، بما في ذلك السكن والغذاء والملابس والرعاية الصحية ورعاية الطفل، كما يأخذ في الاعتبار حياة الأطفال وتكلفة أنشطتهم.

وبحسب المعهد، فإن "الكثير من الناس سوف يفكرون مرتين قبل أن يكون لديهم طفل أول أو طفل لاحق لأن كل شيء بات يكلف أكثر"، وأحياناً "قد تشعر أيضاً بأن عليك أن تعمل أكثر".

من جهته، قال الدكتور ساوهيل إن مسار التضخم في المستقبل ليس واضحاً، إذ يرجع جزئياً إلى أن جهود الاحتياطي الفيدرالي لخفض سعر الفائدة لها نتيجة غير مؤكدة. وأضاف: "نعلم أنه مرتفع جداً في الوقت الحالي، لكننا نعلم أيضاً أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يضغط على الفرامل بشدة وأنه سينخفض، لكننا لا نعرف مدى السرعة وإلى أي مستوى وكم من الوقت سيبقى مرتفعاً إلى حد ما".

وكان معدل التضخم السنوي قد تراجع إلى 8.5% في تموز/يوليو، منخفضاً عن معدل 9.1% الذي بلغه الشهر الماضي. وعليه، انخفضت أسعار البنزين وباقي أنواع الطاقة عن الشهر السابق. في المقابل، استمرت أسعار المواد الغذائية بالارتفاع، حيث بلغت حسب وزارة العمل نسبة 13.1% في تموز/يوليو مقارنةً بالعام السابق، ما زاد الضغط على ميزانيات الأسر.

كما أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تغير أسلوب الحياة لدى العائلات هناك. مثلاً، بات بعضهم يقسم أنواع الوجبات على أيام الأسبوع.

ارتفاع نفقات تربية الأسرة يمكن أن يؤثر بشكل غير متناسب على الأسر ذوي الدخل المنخفض، كما قال الدكتور ساوهيل، المتخصص في الاقتصاد. وأضاف أنه بالنسبة للوالد الذي يكسب 20 ألف دولار أو 30 ألف دولار سنوياً، فإن صرف الأموال الإضافية للطفل قد يكون صعباً. 

كذلك، يقول خبراء اقتصاديون إن الأسر ذوي البشرة السمراء، أكثر عرضةً لتقلبات التضخم، حيث أظهر باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وبنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، أن العائلات ذوي البشرة السمراء، تعاني من مستويات أعلى من تقلب الأسعار، ما قد يجعل من الصعب عليهم تحديد ماهية الأمور التي يمكن أن يشترونها مقابل أموالهم.

واستجابةً لارتفاع الأسعار، قد يأخذ المواطنون خيار التسوق في متجر بأسعار مخفضة أو معقولة، لكن الأسر ذوي البشرة السمراء، كانوا يفعلون ذلك أساساً، حسب مونسيوب لي، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا.

"لم يتبق شيء لقطعه"، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة "Brown Mamas"، وهي شبكة تضم أكثر من 6500 أم من ذوي البشرة السمراء في منطقة بيتسبرغ. "نحن نقطع الكابل اليوم لأننا لا نستطيع تحمل تكاليفه"، قالت عن الجهود المبذولة لخفض تكاليف أسرتها.

أما بالنسبة لرعاية الأطفال، بما في ذلك المربيات ورياض الأطفال ودور الحضانة، فإنها أكبر التكاليف لمعظم الأسر. تقول أدريان بريغز، التي تدير داراً  لرعاية الطفل في فيلادلفيا والحاصلة على درجة الماجستير في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، إن راتبها لا يتناسب مع تعليمها، إذ تتقاضى أقل من الحد الأدنى للأجور، وهو 7.25 دولار في الساعة في ولاية بنسلفانيا. 

يشار إلى إن معظم الأسر التي لديها أطفال، تتلقى إعانات حكومية، إذ يبدو من الصعب نوعاً ما تحديد التكلفة الحقيقية عليها من جراء التضخم، وحتى قبل التضخم، لأن المشكلة في السياسات الاقتصادية المتبعة نفسها وليس في المواطنين.

اخترنا لك