بما فيها "نيوم".. صندوق الثروة السعودي يخفّض 8 مليارات دولار من استثماراته

صندوق الثروة السيادي السعودي يخفّض 8 مليارات دولار من قيمة استثماراته في مشاريع المملكة الضخمة، بسبب تجاوزات الميزانية، ووسط انخفاض أسعار النفط.

0:00
  • يمتلك صندوق الثروة السعودي 5 مشاريع ضخمة من بينها
    يمتلك صندوق الثروة السعودي 5 مشاريع ضخمة من بينها "نيوم"

خفّض صندوق الثروة السيادي السعودي 8 مليارات دولار من قيمة استثماراته في مشاريع المملكة الضخمة، بما في ذلك مشروعه الرئيسي "نيوم"، مع تضرر الجهود الرامية إلى تحويل الاقتصاد المحلي، بسبب تجاوزات الميزانية وانخفاض أسعار النفط.

وقال صندوق الاستثمارات العامة إنّ استثماراته في المشاريع الضخمة بلغت قيمتها 56 مليار دولار (211 مليار ريال) في نهاية 2024، بانخفاض قدره 12.4% مقارنةً بالعام السابق، بحيث تكافئ عملية التخفيض هذه نحو 8 مليارات دولار.

وأوضح شخص مطّلع أنّ "هناك تخفيضات في قيمة بعض المشاريع تتعلق أساساً بالظروف الاقتصادية العالمية، وتغييرات في الخطط التشغيلية، وزيادات في التكاليف المدرجة في الميزانية".

ويمتلك الصندوق 5 مشاريع ضخمة، من بينها "نيوم"، بحيث تعدّ هذه المشاريع مركزية في خطط ولي العهد محمد بن سلمان لتحديث المملكة وتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

لكن المسؤولين السعوديين أشاروا إلى أنّ المملكة تقوم بمراجعة هذه المشاريع في ظل تأثير انخفاض أسعار النفط على الإنفاق الحكومي.

وتخضع مشاريع "نيوم" حالياً لإعادة تقييم، ومن المتوقع أن يتم تقليص العديد منها أو تأجيلها تدريجياً.

ورغم النمو القوي الذي شهدته قطاعات أخرى في السنوات الأخيرة، لا تزال المملكة تعتمد على صادرات النفط لأكثر من 60% من إيراداتها.

الاضطرابات الجيوسياسية أثرت على مشاريع السعودية

وفي السياق، قالت آنا ناتسفالوڤايت، الباحثة في جامعة "أكسفورد" والمتخصصة في صناديق الثروة السيادية، إنّ الاضطرابات الجيوسياسية والتحديات الهندسية "ربما أثرت على تقييم صندوق الاستثمارات العامة لمشاريعه الضخمة". 

وكشف الصندوق في تقريره السنوي لعام 2024، الذي نُشر اليوم الأربعاء، عن ارتفاع الأصول الإجمالية التي يديرها إلى نحو 913 مليار دولار، بزيادة قدرها 19% مقارنةً بنهاية 2023، في حين تمثل المشاريع الضخمة 6% من أصول الصندوق، بانخفاض من 8% في 2023.

وارتفع الصندوق جزئياً نتيجة زيادة حصته في شركة النفط الحكومية "أرامكو" خلال عام 2024، حين نقلت الحكومة السعودية 8% إضافية إلى الصندوق، ليصل إجمالي ملكيته إلى 16%. وبحلول نهاية العام، كان أكثر من ثلث استثمارات الصندوق في شركات سعودية.

وحوّل برنامج رؤية 2030 الصندوق من مجرد شركة استثمار محلية هادئة إلى لاعب رئيسي على المستويين المحلي والدولي. لكن الصندوق، الذي كان معروفاً بمراهناته الكبيرة على بطولات الغولف الدولية ومنافس لشركة "تيسلا"، قلّص الحصة العالمية من محفظته، مفضلاً التركيز على الاستثمارات المحلية.

اقرأ أيضاً: "بلومبرغ": السعودية بعيدة عن التوقف عن الاعتماد على النفط