علماء الفلك يكتشفون ثقباً أسود جديداً

المرصد الأوروبي الجنوبي يؤكد أن الثقب الأسود المكتشف قابل للرؤية بالعين المجردة، ويوضح أنه متأتٍ من انهيار نجم ضخم داخلياً.

  • علماء الفلك يكتشفون ثقباً أسود جديداً
    الثقب الجديد صامت لأنه لا يتفاعل بصورة عنيفة مع محيطه

كشف علماء فلك في المرصد الأوروبي الجنوبي ثقباً أسود جديداً هو الأقرب إلى الأرض من بين الاكتشافات المماثلة.

وبحسب ما أظهرت دراسة نشرت اليوم الأربعاء، فإن الثقب الجديد يقع في نظام نجمي مرئي بالعين المجردة، وأوضح المرصد الأوروبي الجنوبي، في بيان، أن الثقب متأتٍ من انهيار نجم ضخم داخلياً، ويوازي حجمه أربع مرات حجم الشمس.

وأضاف المرصد أن هذا الثقب "صامت"، لأنه "لا يتفاعل بصورة عنيفة مع محيطه" على خلاف الثقوب السود الهائلة، لذا فإنه "أسود فعلاً" وفي موقع خفي في النظام النجمي "إتش آر 6819".

ودرس فريق المرصد الأوروبي الجنوبي في بادئ الأمر "إتش آر 6819" على أنه نظام نجمي ثنائي يتضمن مجموعة متنوعة من نجوم أضخم وأكثر توهجاً من الشمس.

وبفضل مرسام الطيف "فيروس"، وهو أداة تتيح قياس السرعة الشعاعية لجسم ما، وموجود في مرصد "لا سيا" في تشيلي، لاحظ علماء الفلك أن إحدى النجمتين كانت تتحرك بسرعة أكبر من الثانية وتتنقل بطريقة غير اعتيادية حول جسم غير مرئي مرة كل 40 يوماً.

ومن خلال درس هذا المسار، تمكنوا من رصد وجود ثقب أسود واحتساب حجم كتلته.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية توماس ريفينيوس، وهو المعد الرئيس للدراسة التي نشرتها مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس"، أن "جسماً غير مرئي بحجم يوازي أربع مرات على الأقل حجم الشمس، لا يمكن أن يكون سوى ثقب أسود"، لافتاً إلى أن "هذا النظام النجمي يحوي أقرب ثقب أسود نعرفه إلى الأرض".

وقال بيتر هادرافا من أكاديمية العلوم في العاصمة التشيكية براغ، وهو أحد معدي الدراسة: "فوجئنا تماماً عندما أدركنا أنه أول نظام نجمي مرئي بالعين المجردة مع ثقب أسود".

وذكرت الدراسة بأن علماء الفلك رصدوا حتى اليوم حوالى 25 ثقباً أسوداً في مجرتنا التي تضم في وسطها ثقباً أسود هائلاً.

وقال عالم الفلك في مرصد "بي أس أل" في باريس، بيار كيرفيلا: "نعرف القليل من الثقوب السود النجمية في مجرة درب التبانة، لكننا نظن أن ثمة الكثير منها، لأنها ناتج طبيعي لتطور النجوم الضخمة".