كندا تتعثر بين موجة تفشٍ جديدة وبطء التلقيح

يتمثل الحل الكندي في أنه سيتعين على معظم الكنديين الانتظار لشهور بين الجرعة الأولى والجرعة الثانية من اللقاح.

  • يعاني الكنديون من بطء حملات التطعيم.
    يعاني الكنديون من بطء حملات التطعيم.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كندا قد عرفت موجات قليلة من تفشي فيروس كورونا، ولكن بالمقارنة مع جارتها في الجنوب، الولايات المتحدة، تمكنت البلاد إلى حد كبير من السيطرة على تفشي المرض.

لكن زيادة جديدة في حالات الإصابة، مدفوعة إلى حد كبير بالمتغيرB.1.1.7، قد أدت إلى أن يصبح عدد الحالات الجديدة للفرد في كندا أعلى مما هو عليه في الولايات المتحدة لأول مرة. وقد تمت إعادة فرض القيود في العديد من المقاطعات، مع حظر تجول ليلي في أجزاء من كيبيك، ويواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هجمات سياسية متجددة بسبب معدل التلقيح البطيء في البلاد.

وحول كيف حدثت زيادة في عدد الحالات، قالت مراسلة الصحيفة إنه في أونتاريو، وهي المقاطعة التي تشهد معظم التفشي الحالي للفيروس، تزداد الأثقال على وحدة العناية المركزة. وقد تم تعديل مستشفيات الأطفال في المقاطعة بحيث يمكن إرسال المرضى البالغين إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بهم. وفي مقاطعات مثل ألبرتا، حيث توجد حركة مناهضة للتطعيم ومضادة للأقنعة، لا تسير الأمور على ما يرام كذلك.

لماذا تحدث هذه الزيادة؟

قالت المراسلة إن ذلك كان بسبب مزيج من الأشياء. الأول هو قدرة الفيروس المتحور على الانتشار بسهولة أكبر. في تطور أكثر حداثة، يبدو أن المدارس، التي كانت مفتوحة بشكل عام لبعض الوقت في معظم كندا، أصبحت إلى حد ما ناقلة للوباء على نحو متزايد.

أما عن مسار عملية طرح اللقاح، فقالت المراسلة إنها تعتقد أن هناك الكثير من الحسد من الكنديين وهم يتطلعون إلى الولايات المتحدة بشأن مسار التلقيح. فالكنديون مهووسون بالبيانات، الصادرة من أكسفورد، التي تصنف البلدان حسب التطعيمات؛ يبدو الأمر أشبه بالنظر إلى نتائج المباريات الرياضية هنا. وكندا في تلك القائمة متأخرة كثيراً عن الولايات المتحدة. لقد تراوحت درجتها من 30 إلى 50 في العالم في بعض الأحيان، وغالباً ما كانت متأخرة كثيراً عن البلدان الأقل تقدماً. ومع ذلك، فإن كندا في الواقع لا تختلف كثيراً عن أجزاء كثيرة من أوروبا، وهذا يعني أنها ليست بعيدة جداً.

وعن سبب البطء الشديد في طرح اللقاحات، أوضحت مراسلة "نيويورك تايمز" أن كندا لا تملك قدرة إنتاج لقاح لذا فهي مشترٍ خالص. وكان من الواضح دائماً أن كندا ستكون في الربع الأول من هذا العام في الجانب العجاف عندما يتعلق الأمر بالجرعات، مما أدى إلى "الحل الكندي".

الحل الكندي

إذ سيتعين على معظم الكنديين الانتظار لشهور بين الجرعة الأولى والجرعة الثانية. على سبيل المثال، حصلت على أول جرعة من فايزر اليو ، وسأحصل على الجرعة الثانية خلال أربعة أشهر. تم اتخاذ القرار بأنه من الأفضل إعطاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص جرعة واحدة - مع مستوى معين من الحماية - بدلاً من إعطاء نصف هذا العدد من الأشخاص جرعتين.

كيف يشعر الكنديون تجاه الأشهر القليلة المقبلة؟ قالت المراسلة إن الناس قلقون للغاية. هناك أيضاً الكثير من نفاد الصبر والغضب بشأن السرعة التي يتم بها توصيل اللقاح. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم في بريطانيا، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم في الولايات المتحدة، كلما زاد الإحباط في كندا. لكن هذا قد يبدأ في التراجع لأن وصول شحنات اللقاح إلى البلاد من المقرر أن تتصاعد بشكل كبير. ومع ذلك، فإن الجدول الزمني الذي تفاوضت عليه الحكومة الفيدرالية مع الشركات المصنعة لن يرى فعلاً وصول أكبر عدد من اللقاحات حتى الصيف.

الأمل في المناعة

وبالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، فإن لقاحات فيروس كورونا ليست خياراً. لقد قضت الأمراض أو العلاجات على خلاياهم المناعية، ولا تستطيع أجسامهم تعلّم نشر أجسام مضادة كمناعة ضد الفيروس. إذا أصيبوا بالعدوى، فقد يعانون من مرض طويل الأمد، مع معدلات وفيات تصل إلى 55 في المائة.

كانت خطة العمل الأكثر أماناً خلال الوباء هي عزل أنفسهم عن العالم حتى يتراجع الفيروس. ومع ذلك، يختبر العلماء طريقة أخرى: علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

قد يكون المرضى قادرين على تلقي دفعات منتظمة من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي نسخ منتجة بكميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تم الحصول عليها من الأشخاص الذين تعافوا من مرض "كوفيد-19"، كطريقة لمنع العدوى. وقد تساعد كذلك بلازما النقاهة أو غاما غلوبولين - الأجسام المضادة المقطرة من دم المتبرعين الأصحاء - ولكن الأطباء المتخصصين في علاج الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة يتوقعون على الأقل إصابة بعض مرضاهم بالعدوى حتى مع العلاج، أو مواجهة صعوبات أخرى.

نقله إلى العربية: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.