إدانات عربية للعدوان الأميركي على منشآت إيران النووية: لضرورة التهدئة والحوار

تواصلت الإدانات العربية للغارات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، إذ أصدر عدد من الدول بيانات استنكار، وسط تحذيرات من خطر التصعيد، بينها السعودية ومصر وقطر ولبنان.

0:00
  • محطة فوردو النووية في وسط إيران - 14 حزيران/يونيو 2025 (صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية)
    محطة فوردو النووية في وسط إيران - 14 حزيران/يونيو 2025 (صورة ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية)

أعربت دول عربية عدّة، الأحد، عن قلقها البالغ واستنكارها للضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محذّرةً من تداعيات التصعيد المتسارع في المنطقة.

السعودية

وفي بيان رسمي، أكّدت وزارة الخارجية السعودية أنّ المملكة "تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في إيران"، مشدّدةً على إدانة انتهاك السيادة الإيرانية.

ودعت الرياض إلى بذل "كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد"، داعيةً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حل سياسي يكفل إنهاء الأزمة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

العراق

من جانبها، عبّرت الحكومة العراقية عن بالغ قلقها وإدانتها للقصف الذي استهدف منشآت نووية إيرانية، محذّرةً من أنّ هذا التصعيد "يُمثّل تهديداً خطيراً للأمن والسلم في الشرق الأوسط"، ويعرّض المنطقة لـ"مخاطر جسيمة".

ودعت بغداد إلى احترام سيادة الدول وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خاصةً تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتُستخدم للأغراض السلمية، رافضةً استخدام القوة، ومشددةً على أنّ الحلول العسكرية "لا يمكن أن تكون بديلاً عن الحوار والدبلوماسية".

وأضافت أنّ مثل هذه الهجمات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد خطير "ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم".

كما دعا العراق إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

مصر

من جانبها، أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتسارع الذي "ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، أكّدت مصر رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي، مشددةً على ضرورة احترام سيادة الدول.

وجددت مصر تحذيرها من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر، مؤكدةً أنّ الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية - وليس الحل العسكري - هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة.

كما جدّدت مصر دعوتها إلى ضرورة وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، حفاظاً على أرواح المدنيين، وصوناً لأمن واستقرار المنطقة.

قطر

وفي السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، عن "الأسف للتدهور الذي بلغته الأمور" بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مشدّدةً على ضرورة "وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة إلى الحوار فوراً والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة".

واعتبرت الدوحة أنّ التصعيد الحالي قد يقود إلى "تداعيات كارثية" على المستويين الإقليمي والدولي، داعيةً جميع الأطراف إلى "التحلّي بالحكمة وضبط النفس وتجنّب التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات وتأثيراتها الإنسانية المأسوية".

كما أكّدت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الخلافات ونزع فتيل الأزمات بالوسائل السلمية لتوطيد السلام والاستقرار في المنطقة.

الإمارات

كذلك، أعربت الإمارات عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الايرانية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد، "لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار".

وأكّدت وزارة الخارجية، في بيان، ضرورة "تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة". 

وجددت مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة، داعيةً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على الاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال العمل الجاد على حل القضايا المزمنة في المنطقة.

عُمان

أمّا سلطنة عُمان، فأعلنت بالغ قلقها واستنكارها الشديد للهجوم الأميركي، ووصفت القصف الجوي بأنّه "عدوان غير قانوني يهدد بتوسيع رقعة الحرب".

وشدد بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية على أنّ استهداف منشآت نووية "يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية"، مؤكداً أنّ هذه المنشآت تُستخدم لأغراض سلمية وتخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب البروتوكولات الدولية.

لبنان

وفي لبنان، حذّر الرئيس جوزاف عون، من أنّ قصف المنشآت النووية الإيرانية "يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر"، داعياً إلى إطلاق مفاوضات "جدية وبنّاءة" تعيد الاستقرار إلى دول المنطقة وتجنّبها "المزيد من القتل والدمار".

وأضاف في تصريحات عبر منصة "إكس" أنّ "لبنان قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، ولا سيما أن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال".

وكانت الطائرات الأميركية، قد نفّذت فجر اليوم، هجوماً على المواقع النووية الإيرانية في كل من "فوردو" و"نطنز" وأصفهان، في تصعيد أثار قلقاً دولياً واسعاً من توسع الحرب في المنطقة.

اقرأ أيضاً: عراقتشي: واشنطن ارتكبت انتهاكاً جسيماً ونحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتنا

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك