استمرار المعارك في شرق الكونغو الديمقراطية.. وهروب جماعي لسجناء

استمرار المعارك بين "مارس 23" ومجموعات موالية للحكومة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومصادر تقول إن مسؤولين من حزب الرئيس السابق، جوزيف كابيلا، تلقوا دعوة للمثول أمام المدعي العسكري على خلفية التوتر السياسي بشأن تقدم المتمردين شرقاً.

0:00
  • آثار الاشتباكات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
    آثار الاشتباكات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية

أفاد سكان بأن قتالاً اندلع بين متمردي حركة "مارس 23" ومجموعات موالية للحكومة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس الأحد، في نيابيوندو شمالي غوما بعد أيام من هجوم سابق خلف عدداً كبيراً من القتلى المدنيين، وفق ما قالت الأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية.

وقال، كيباندا بييري، مسؤول من السلطة الإدارية المحلية فر من المنطقة، لوكالة "رويترز"، إن "حركة أم-23 سيطرت على نيابيوندو منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً (0900 بتوقيت جرينتش) بعد اشتباكات."

بدوره، قال مقرر المجتمع المدني في ماسيسي، تيلسفور ميتونديكي، المنطقة التي تقع فيها نيابيوندو في إشارة إلى متمردي حركة "أم-23" إن "العدو شن هجوماً واسع النطاق على نيابيوندو هذا الصباح (...) في الوقت الراهن، هناك إطلاق نار من كل الاتجاهات في وسط نيابيوندو، حيث تدور الاشتباكات."

وقالت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، اطلعت عليها "رويترز" الأحد، إنه "يُعتقد أن ما بين 40 و70 مدنياً قتلوا في ذلك الهجوم". في حين قال محللون إن "انتشار المجموعة في مناطق جديدة غنية بالمعادن هذا العام يمنحها أيضاً مجالاً للحصول على المزيد من عائدات التعدين".

وتعتبر الكونغو غنية بالكوبالت والليثيوم واليورانيوم بالإضافة إلى المعادن الأخرى.

هروب جماعي من السجون يثير الذعر بعد تقدم المتمردين

إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "عمليات الهروب الجماعي من السجون أثناء فوضى القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تسبّبت في إثارة الذعر بين عامة الناس".

ووفقاً للصحيفة، رافقت حالات الهروب من السجون، التي شملت آلاف الأشخاص في أربعة سجون في المنطقة، التقدم السريع الذي بدأه المتمردون في كانون الثاني/يناير الماضي، والذي تسبب أيضاً في انتشار الفوضى والارتباك على نطاق واسع.

وقالت ناشطة حقوق الإنسان في جمعية متطوعي الكونغو، دوفينا تابو موينباتيندي، إنه "مع هروب السجناء، نشعر بعدم الأمان".

وفي وقت لاحق، حدثت المزيد من حالات الهروب - في بوكافو وكاباري وسجن كاليمي المركزي - وكان آخرها في كاليمي في 19 فبراير. وقد أدين السجناء بجرائم بما في ذلك الاغتصاب والقتل والمشاركة في حركات التمرد والاختلاس وجرائم النظام العام.

بدوره، أوضح محلل أمني مقيم في بوكافو طلب عدم الكشف عن هويته أن السجناء الهاربين قد يحاولون تصفية الحسابات مع ضحاياهم، قائلاً إن "بعض الأشخاص المحتجزين يحملون ضغينة مميتة ضد أولئك الذين اعتقلوهم أو اتهموهم. وعندما يتمكنون من الخروج من السجن، فإنهم ينطلقون للانتقام. وهذا أمر خطير".

حلفاء كابيلا سيخضعون للاستجواب

وفي سياق متصل، ذكرت "رويترز" أن "مسؤولين من حزب الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، تلقوا دعوة للمثول أمام المدعي العسكري"، اليوم الاثنين، في إشارة إلى التوتر السياسي بشأن تقدم المتمردين المدعومين من رواندا في شرق البلاد.

وكان الرئيس، فيليكس تشيسكيدي، اتهم كابيلا مؤخراً برعاية متمردي حركة "أم-23" الذين استولوا على أكبر مدينتين في شرق الكونغو منذ يناير/كانون الثاني.

وأشار مبويو إلى أن مكتب المدعي العسكري أرسل نحو 10 خطابات دعوة إلى أعضاء في "حزب الشعب لإعادة الإعمار والديمقراطية" الذي يتزعمه كابيلا، بالرغم من أنه من المتوقع مثول 3 أشخاص فقط للاستجواب في العاصمة كينشاسا، اليوم الاثنين.

وأضاف أنه "من بين المعتقلين أوبين ميناكو نائب رئيس الحزب والرئيس السابق للجمعية الوطنية، وإيمانويل رامازاني شاداري وزير الداخلية السابق والمرشح الرئاسي (...) سنستمع لأن الدعوة لا تحتوي على أي سبب".

من جهته، قال ميناكو إن المسؤولين سيردون على الدعوات "لتجنب أي شكوك" ونفى أي صلة لهم بحركة إم23 أو أي جماعة مسلحة أخرى، مؤكداً "نحن نتبع نهجاً جمهورياً بحتاً وليس تمرداً (...) لقد استنكرنا بوضوح أي وجود غير مشروع للقوات الأجنبية".

انفتاح أميركي على الكونغو في مجال التعدين

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "الولايات المتحدة منفتحة على مناقشة الشراكات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية في هذا القطاع التي تتوافق مع أجندة أميركا أولاً لإدارة ترامب"، مشيراً إلى أن الكونغو تمتلك "حصة كبيرة من المعادن الحيوية في العالم المطلوبة للتكنولوجيات المتقدمة".

وأضاف أن الولايات المتحدة عملت "على تعزيز استثمارات القطاع الخاص الأميركي في جمهورية الكونغو الديمقراطية لتطوير موارد التعدين بطريقة مسؤولة وشفافة".

وكان المتحدث باسم الحكومة الكونغولية، باتريك مويايا، قال الأسبوع الماضي إن "هناك رغبة من جانبنا في تنويع شركائنا"، مضيفا أن هناك "تبادلات يومية بين الكونغو والولايات المتحدة (...) إذا كان المستثمرون الأميركيون مهتمين اليوم بالقدوم إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فمن الواضح أنهم سيجدون المساحة... جمهورية الكونغو الديمقراطية لديها احتياطيات متاحة وسيكون من الجيد أيضا أن يتمكن رأس المال الأميركي من الاستثمار هنا".

اقرأ أيضاً: "تصاعد الهجمات في مدينة بوكافو التي يسيطر عليها المتمردون في شرق الكونغو"

اخترنا لك