الجنرال المتقاعد بيتر بافيل يفوز برئاسة تشيكيا بعد فرز 90% من الأصوات

الجنرال المتقاعد في "الناتو" بيتر بافيل يفوز في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية، وفق ما أظهرت نتائج فرز 90% من الأصوات.

  • فوز الجنرال المتقاعد بيتر بافيل برئاسة تشيكيا بعد فرز 90% من الأصوات
    الجنرال المتقاعد بيتر بافيل رئيساً لتشيكيا

فاز الجنرال المُتقاعد في قوات حلف شمال الأطلسي بيتر بافيل، على منافسه رئيس الوزراء السابق أندريه بابيش في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية، وفق ما أظهرت نتائج فرز شبه نهائي للأصوات.

مكتب الإحصاءات أعلن أنّ بافيل حصد نحو 57% من الأصوات وفاز على منافسه الملياردير بابيش الذي نال نحو 42%، وذلك بعد فرز أكثر من 90% من الأصوات.

وعلى غير العادة شهدت الانتخابات في تشيكيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والبالغ عدد سكانها 10,5 ملايين نسمة، إقبالاً كثيفاً بلغت نسبته نحو 70% بعد حملة انتخابية حامية اتّسمت بالجدل وصولاً إلى تهديدات بالقتل وتهم بممارسة الخداع.

وسيخلف بافيل الرئيس المنتهية ولايته ميلوش زيمان البالغ 78 عاماً والذي أقام علاقات وثيقة مع موسكو قبل العملية العسكرية الروسية.

وتصدّر بافيل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين بحصوله على 35,4% من الأصوات متقدّماً بفارقٍ ضئيل على بابيش الذي نال 35% من الأصوات.

مذّاك يتلقى بابيش وعائلته تهديداتٍ بالقتل، فيما يتعرّض بافيل لحملةِ تضليل، وقد سرت شائعة بوفاته.

ورغم أنّ منصبه فخريٌ إلى حدٍ كبير، فإنّ الرئيس التشيكي هو الذي يُعيّن الحكومة ويختار محافظ البنك المركزي وكذلك قضاة المحكمة الدستورية ويتولى مهمّة القائد العام للقوات المسلحة.

لدى إدلائها بصوتها في بلدة دوبريتشوفيتسي الصغيرة الواقعة جنوب غربي براغ، صباح السبت، قالت إيرينا تشيهيلكوفا في تصريحٍ لوكالة "فرانس برس" إنّه على الرئيس الجديد أن يخدم البلاد على نحوٍ جيد.

وتابعت: "يجب أن يكون صريحاً وودوداً، وأن يكون مصدر قوةٍ للبلاد، وألا يتسبب بمشاكلَ في الخارج على غرار بعض من رجال الدولة التشيكيين".

وقبل أسبوعين تقريباً، نجت الحكومة التشيكية من محاولة أطلقتها المعارضة للإطاحة بها من خلال تصويت لحجب الثقة، إذ صوّت البرلمان بأغلبية 102 صوت لرفض المقترح مقابل 81 صوتاً.

 بافيل: سأكون رئيساً مستقلاً متحرراً من ضغوط الأحزاب السياسية

سيكون بافيل رابع رئيس لجمهورية تشيكيا منذ تأسيسها في العام 1993 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وانفصالها سلمياً عن سلوفاكيا.

وسبق أن تعاقب على المنصب فاتسلاف هافيل المناهض للشيوعية من العام 1993 وحتى العام 2003، ومن ثم الخبير الاقتصادي فاتسلاف كلاوس (2003-2013) وزيمان الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في آذار/مارس.

وترأس بافيل وهو عسكري وجنرال سابق يبلغ 61 عاماً اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من 2015 إلى 2018، كان بافيل مظلياً من النخبة وقد ساعد ذات مرّة في تحرير جنود فرنسيين من منطقة حرب صربية-كرواتية.

على غرار بابيش، كان بافيل عضواً في الحزب الشيوعي في ثمانينيات القرن الماضي. لكن مذّاك أصبح الرجل الشغوف بالدراجات النارية ذات المحرّكات القوية، مدافعاً شرساً عن عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

ونقل عنه الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية، قوله: "لا خيار أفضل لدينا. علينا أن نغتنم الفرص التي توفّرها لنا العضوية وأن نُحاول تغيير ما لا يعجبنا".

وتابع: "تشيكيا دولة سيدة كاملة العضوية، لذا لا يمكننا أن نكتفي بالجلوس والصمت والإيماء ومن ثم انتقاد النتائج. علينا أن نكون أكثر نشاطاً وفي الوقت نفسه بنّائين".

وتعهّد بافيل بأن يكون رئيساً مستقلاً متحرراً من ضغوط الأحزاب السياسية، وبالمُضيّ قُدماً في دعم أوكرانيا لنيل العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وقال بافيل: "على أوكرانيا في المقام الأول أن تُلبي كل الشروط لكي تصبح عضواً، على غرار تحقيق تقدّمٍ على صعيد مكافحة الفساد. لكنّي أعتقد أنّ من حقّها أن تنال الفرصة نفسها التي نلناها في الماضي". وكذلك أيّد بافيل زواج المثليين وحق الأزواج المثليين في التبني.

اقرأ أيضاً: إعادة هندسة أوروبا استراتيجياً بعد الحرب الروسية الأوكرانية

اخترنا لك