السيد نصر الله في تكريم رئيسي ورفاقه: آمَنوا بالمقاومة ومشروعها.. وإيران سندنا الأقوى

الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ألقى كلمةً في الاحتفال التكريمي للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما، مثنياً على دورهم في دعم المقاومة، ومؤكداً استمرار إيران في تقديم هذا الدعم.

  • أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الاحتفال التكريمي للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما
    الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الاحتفال التكريمي للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ الرئيس الإيراني الشهيد، إبراهيم رئيسي، كان لديه "إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركاتها، وعداء شديد للاحتلال الإسرائيلي، والتزام كبير بشأن دعم حركات المقاومة، بالمال والسلاح والتدريب والخبرة".

وفي الحفل التأبيني، الذي أقامه حزب الله تكريماً للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما، في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدّد السيد نصر الله على أنّ الرئيس الشهيد كان "عالماً ومتواضعاً وشجاعاً جداً في مواجهة المنافقين والأعداء، ومؤمناً بالمقاومة ومشروعها، وخادماً لبلده إيران". 

وأضاء السيد نصر الله على عهد الشهيد رئيسي في رئاسة الجمهورية الإسلامية، قائلاً إنّه "شهد تطوراً في الحضور الدبلوماسي لإيران، وإعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق، مع المحافظة على العلاقات بالغرب ضمن مستوى معيّن".

وذكّر السيد نصر الله بالكلمة التي ألقاها الشهيد رئيسي خلال القمة العربية - الإسلامية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي دعا فيها إلى تقديم السلاح إلى الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّ ذلك الموقف مثّل "السقف الأعلى" بين الدول في دعم فلسطين.

وإذ أشار إلى الحاجة إلى القدوة كي "لا يبقى ما نؤمن به أفكاراً وحبراً على ورق"، فإنّه أكد ضرورة النظر إلى الشهيد إبراهيم رئيسي "على أنّه قدوة في كل المواقع التي تولّى مسؤوليتها".

وفي هذا الإطار، لفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ الشهيد رئيسي أحدث تحولاً كبيراً في إدارة العتبة الرضوية وتطويرها عند توليه مسؤوليتها، مؤكداً أنّ المحرومين والفقراء استفادوا من الخدمات التي وفّرها.  

ولدى حديثه عن الشهيد أمير عبد اللهيان، أكد السيد نصر الله أنّ الوزير الشهيد كان "شديد الحب لفلسطين ولبنان ولكل حركات المقاومة، ومؤمناً بها".

وعبّر السيد نصر الله عن الألم والحزن لسقوط مروحية الرئيس الشهيد رئيسي، مؤكداً أنّها حادثة مؤلمة ومحزنة لداخل إيران وخارجها، مشدداً على أنّ الشهداء "وقفوا معنا دائماً، ولم يتخلوا عنّا في يوم من الأيام".

وأضاف: "نحن لم نرَ من الشهيدين رئيسي وأمير عبد اللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان، ونشكرهما على ذلك كثيراً"، مؤكداً أنّ من أهم ما ميّز هاتين الشخصيتين سمة التواضع.

"إيران دولة متماسكة وتحظى بثقة شعبية.. ولا تتخلى عن المقاومة"

أما بشأن إيران، فأكد الأمين العام لحزب الله أنّها "صمدت أمام الأخطار والتحديات التي تواجهها، منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979"، بحيث تعرّضت للحصار الاقتصادي والعقوبات المتزايدة والحرب الكونية والاغتيالات الداخلية.

وتطرّق السيد نصر الله إلى المشاهد الضخمة عن تشييع الشهداء، من تبريز وصولاً إلى مدينة مشهد، مؤكداً أنّ الرسالة التي تبعثها هي "الوفاء والالتزام الحازم" بخط قائد الثورة الإسلامية في إيران ومفجّرها، الإمام الخميني، وقيادة الجمهورية الإسلامية.

وأوضح أنّ أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو "إنكار الواقع والانفصال عنه"، مشدداً على أن إيران "دولة قوية ومتماسكة وصلبة، وآلمها استشهاد رئيسها ومن معه جداً، إلا أنّ ذلك لم يُضعفها أو يهزّها".

في السياق نفسه، أكد السيد نصر الله أنّ إيران "دولة مؤسسات وقانون، ويوجد على رأسها قائد حكيم يدير هذه الدولة، وفيها إرادة وثقة شعبيتان عاليتان جداً".

وفيما يتعلّق بالدعم الإيراني لحركات المقاومة، شدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ إيران هي "السند الأقوى للمقاومة"، معتبراً أنّ من ينتظر أن تتخلى إيران عن فلسطين والمقاومة "واهم جداً".

وأكد أنّ هذا الدعم هو "جزء من رؤية الجمهورية الإسلامية، وجزء أصيل من دينها، وهو لا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين"، مضيفاً أنّ طهران مستمرّة في دعم حركات المقاومة، ومشدداً على أنّه "يزداد ويظهر إلى العلن بصورة واضحة".

"على إسرائيل أن تنتظر منّا المفاجآت"

وفيما يتعلق بالحرب على غزة، أكد السيد نصر الله أنّ إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الاستمرار في عدوانه، يعني أنّ "إسرائيل سوف تذهب إلى الهاوية والكارثة"، مشدّداً على أنّ الاحتلال "لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه".

وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّ نتنياهو "تبرّأ من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال الحرب، إذ إنّه قال إنّها لم تزوّده بتقويم صحيح بشأن التهديدات من غزة".

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ الإسرائيليين، في الشهر الثامن من الحرب، يُجمعون كلهم على أنّ ما عاشه كيانهم خلال هذا العام "لم يسبق له مثيل".

وبشأن جبهة جنوبي لبنان، المساندة لغزة، أكد السيد نصر الله أنّ المقاومة "درست كل الفرضيات والسيناريوهات، التي يمكن أن يلجأ إليها الاحتلال ضدّ لبنان".

وتوجّه إلى الاحتلال قائلاً: "فاجأتكم غزة المحاصرة في الـ7 من أكتوبر، وفاجأتكم المقاومة في لبنان في الـ8 من أكتوبر بفتح الجبهة، وفاجأكم اليمن بدخوله المعركة بهذه القوة والصلابة والشجاعة، وفاجأكم العراق، وفاجأتكم إيران بصواريخها ومسيّراتها ووعدها الصادق".

وتابع متوجهاً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي: "يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت".

وجدّد السيد نصر الله تأكيده أنّ الهدف الأول للمقاومة الإسلامية في لبنان هو مساندة غزة، بينما الهدف الثاني هو منع أي عملية استباقية للاحتلال على لبنان.

"الاعتراف بدولة فلسطين وطلب اعتقال مسؤولين إسرائيليين من نتائج طوفان الأقصى"

إلى جانب ذلك، تحدّث الأمين العام لحزب الله عن اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، التي "ترفضها مختلف التيارات في كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ ترى فيها تهديداً وجودياً" لكيان الاحتلال.

وأكد السيد نصر الله أنّ اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية يمثّل خسارةً كبيرةً للاحتلال، ويُعَدُّ من أهم ما يعانيه المسؤولون الإسرائيليون.

وفي السياق نفسه، شدّد السيد نصر الله على أنّ "الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو آخذ في الاتساع، يُعدُّ من نتائج طوفان الأقصى، وما بعده".

ورأى أنّ من نتائج طوفان الأقصى والثبات والصمود الفلسطينيين أيضاً الوضع الذي تعانيه "إسرائيل" في المحاكم الدولية، وما حدث مؤخراً في "الجنائية الدولية"، التي طلبت إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين.

وشدّد أيضاً على  أنّ "طوفان الأقصى" استنهض المشاعر الإنسانية في كل العالم، متوجهاً بالشكر إلى الأساتذة والطلاب في كل أنحاء العالم، والذين تظاهروا دعماً للشعب الفلسطيني.

وبشأن هذه المظاهرات، أكد الأمين العام لحزب الله أنّها "تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم". 

اقرأ أيضاً: السيد نصر الله يُبرق إلى السيد خامنئي معزّياً باستشهاد رئيسي وأمير عبد اللهيان

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك