القمة الأميركية الأفريقية.. قلق واشنطن من النفوذ الصيني في القارة

الولايات المتحدة تقوم بإعادة ضبط سياستها الخارجية مع التركيز بشكل أكبر على الصين وسط ترقّب لما سيحدث في القمة الأميركية الأفريقية.

  • قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا في واسنطن 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022 (أ ف ب).
    قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا في واسنطن 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022 (أ ف ب)

أقرّ نائب وزير التجارة الأميركي، دون غريفز، بأن الولايات المتحدة تخلّفت عن الركب بعدما تجاوزت الصين الاستثمار الأجنبي الأميركي في إفريقيا، لكنه اعتبر أن واشنطن لا تزال "الشريك المفضل" لأفريقيا.

وقبل بدء قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا اليوم الثلاثاء، قال غريفز في حديث لـ "أسوشييتد برس" إن "القارة، التي يشعر قادتها في كثير من الأحيان بأنهم لم ينالوا اهتماماً كبيراً من قبل الاقتصادات الرائدة، باتت مهمة للقوى العالمية بسبب النمو السريع في عدد سكانها، ومواردها الطبيعية الكبيرة، وكتلة تصويت كبيرة في الأمم المتحدة".

وقبل أن تبدأ القمة الأميركية الأفريقية رسمياً، أعلن البيت الأبيض دعم الرئيس جو بايدن للاتحاد الأفريقي ليصبح عضواً دائماً في مجموعة الدول العشرين.

كما أعلن بايدن تعيين جوني كارسون، وهو دبلوماسي مخضرم، ليكون الشخص المسؤول عن تنفيذ المبادرات التي خرجت من القمة.

ومن دون ذكر مباشر للصين، دقَّ نائب وزير الخزانة والي أديمو ناقوس الخطر بشأن تضاؤل ​​الاستثمار في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، لا سيما في إفريقيا.

وبلغت التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 44.9  مليار دولار العام الماضي، بزيادة 22% عن عام 2019، لكنّ الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة انخفض بنسبة 5.3% إلى 30.31 مليار دولار في عام 2021.

في المقابل، ارتفعت التجارة بين إفريقيا والصين العام الماضي إلى 254 مليار دولار في العام الماضي، وزادت بنحو 35% مع زيادة الصادرات الصينية في القارة.

وقال سفير الصين لدى الولايات المتحدة، تشين جانغ، إن الصين كانت منذ فترة طويلة "صادقة في التعامل مع إفريقيا باعتبارها السوق الناشئ النابض بالحياة في المستقبل"، وأضاف: "لسنا مهتمين بآراء أي دولة أخرى حول دور الصين في إفريقيا".

كذلك، قال مسؤولون للصحيفة أن واشنطن لا تستطيع ولن تطلب من الدول الأفريقية الابتعاد عن الصين، رغم أن إنشاء قواعد عسكرية صينية في أفريقيا واستخدام أنظمة الاتصالات الصينية هناك، يمكن أن يضر بواشنطن وبالعلاقات العسكرية معهم.

من جهته، قال شيدي بلايدن، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الإفريقية: "لدينا نوع معين من العلاقات الأمنية والعسكرية والدفاعية  مع الشركاء الأفارقة، ويمكن أن يتعرض ذلك للخطر إذا كان لديهم قاعدة صينية في منطقتهم".

وأضاف أن "استخدام شبكة اتصالات هواوي الصينية يجعل من الصعب علينا أن نكون قادرين على العمل مع الشركاء الأفارقة".

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قال  في وقت سابق إنّ الولايات المتحدة سوف تتعهد، خلال القمة الأميركية الأفريقية، دعم أفريقيا بمبلغ قيمته 55 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

وتنطلق اليوم الثلاثاء، على مدار 3 أيام، القمة الأميركية الأفريقية في الولايات المتحدة، بحضور قادة وممثلين عن أكثر من 40 دولة أفريقية.

اقرأ أيضاً: واشنطن: نراقب حضور روسيا في شمالي أفريقيا.. ولسنا في وارد الردّ حالياً

اخترنا لك