المئات يرفضون الخدمة في "الاحتياط".. التعديلات القضائية تهزّ "إسرائيل"

تنامي حركة رفض الخدمة العسكرية في قوات الاحتياط في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على مشروع التعديلات القضائية الذي تُصر على تمريره حكومة، بنيامين نتنياهو، مما يؤكّد عمق الأزمة التي يعيشها كيان الاحتلال.

  • متظاهرون يهتفون خلال مظاهرة ضد مشروع قانون حكومة الاحتلال للتعديل القضائي، في
    محتجون يهتفون خلال تظاهرة ضد مشروع قانون حكومة الاحتلال للتعديل القضائي، في "تل أبيب"، في آذار/مارس الماضي (أ ف ب)

أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ عشرات آلاف المتظاهرين يحتجّون في "تل أبيب" والقدس المحتلة وحيفا هذا المساء، رفضاً للتعديلات القضائية التي تقترحها حكومة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أنّه جرى إغلاق جادة "أيالون" في "تل أبيب" من قِبل متظاهرين، وأنّ الشرطة تحاول فتحها.

ومع استمرار التظاهرات وتفاقم حالة الاحتقان التي ترافقها، نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن عضو "كنيست" الاحتلال عن حزب "هناك مستقبل"، ونائب رئيس "الموساد" سابقاً، رام بن باراك، قوله: "لو كنت اليوم في الجيش، لم أكن لأخدم في الاحتياط"، وذلك احتجاجاً على التعديلات القضائية.

وأفاد مراسل الشؤون القضائية في القناة الـ 12 الإسرائيلية، غاي بيلد، بأنّ اجتماعاً لـ350 طياراً انتهى اليوم، و"تحدثوا بجدية عن وقف التطوع في الاحتياط".

كما صرّح وزير الأمن الحالي في حكومة نتنياهو، يوآف غالانت، بأنّه "ليس لدينا جيش آخر، رفض الخدمة الاحتياطية يمس بالجيش الإسرائيلي وأمن إسرائيل"، وذلك كما تداولت القناة الـ 13 الإسرائيلية.

وأكّد غالانت أنّ الدعوات لرفض الخدمة في "الجيش" خطيرة، قائلاً إنّها "تشكّل جائزةً لأعدائنا".

وقال: "أدعو الشخصيات العامة من اليمين واليسار على حد سواء، إلى ترك السياسة خارج الجيش. لا تخطئوا -اليوم هي حكومة، وغداً قد تكون حكومة أخرى. الشيء الوحيد الذي يبقينا متحدين هو الجيش. رفض الخدمة يضر بالجيش الإسرائيلي. الرفض يضر بالمؤسسة الأمنية. الرفض يضر بأمن إسرائيل. الجيش الإسرائيلي هو أداة الحماية التي تعطي الحياة لدولة إسرائيل".

وأبلغ العديد من مقاتلي الاحتياط في "الشييطت 13"، وهي وحدة الكوماندوس الإسرائيلي البحري، قادتهم اليوم الثلاثاء، أنّهم "لن يخدموا في الوحدة حتى يتم إيقاف تشريع التعديل القضائي"، وذلك حسبما أفاد موقع "والاه" الإسرائيلي.

كما نشر الموقع أنّ 120 من خريجي لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، نشروا اليوم عريضةً أعلنوا فيها أنّه "إذا استمرت عملية التعديل القضائي أحادية الجانب، سنرفض الخدمة في الاحتياط".

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: تعليق واشنطن على التظاهرات يؤكد أننا في حضيض غير مسبوق

وكشف موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنّ ضابطاً كبيراً في سلاح الجو الإسرائيلي أنهى خدمته الاحتياطية احتجاجاً على التعديل القضائي.

وأوضح الموقع أنّ الضابط الكبير هو عميد احتياط في سلاح الجو، ومدرب طيران، وأنّه "يشغل منصباً تشغيلياً كبيراً ومهماً حتى في هذه الأيام"، قد أعلن اليوم لكبار مسؤولي القوات الجوية أنّه "يُنهي خدمته الاحتياطية احتجاجاً على التعديل القضائي".

كما أوردت القناة حديثاً لمتظاهر من حركة الاحتجاج، هاجم فيه نتنياهو، واتهمه قائلاً: "نتنياهو لا يهمه حرق الدولة، وإنهاء اقتصاد إسرائيل، والتكنولوجيا الفائقة والشرطة والجيش والتضامن الذي ساد على مدى 75 سنة".

بينما نشرت القناة الـ 13 الإسرائيلية تصريحاتٍ لزعيم المعارضة ووزير أمن الاحتلال السابق، بيني غانتس، قال فيها: "نحن في مسارٍ لحربٍ أهلية، وندعو نتنياهو للتوقف".

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ حصيلة التظاهرات المتواصلة في أنحاء كيان الاحتلال بلغت 48 موقوفاً، كما أوضحت قناة "كان" الإسرائيلية أنّ الإصابات في صفوف المتظاهرين وصلت إلى 13 إصابة، بسبب المواجهات مع خيالة شرطة الاحتلال.

اقرأ أيضاً: هرتسوغ: "إسرائيل" في وضع سيئ.. وأعداؤنا يسعون لتدميرنا

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك