بعد الانقلاب.. الجيل "Z" في مدغشقر يسعى لتغيير النظام وتحقيق الرخاء
يواجه سكان مدغشقر الشباب مشاكل عديدة نتيجة "سوء الإدارة" المتعاقبة، في حين يأملون بعد الانقلاب الأخير تحقيق الرخاء وتوفير الخدمات الأساسية في البلاد.
-
شبان يحملون علماً عليه صورة شعار "One Piece" وهو رمز تبنته حركات الاحتجاج من الجيل Z في جميع أنحاء العالم وفي مدغشقر (رويترز)
عندما انضم عقيد من قوات النخبة في الجيش إلى الاحتجاجات الشبابية في مدغشقر، في وقت سابق من هذا الشهر، كانت زعيمة حركة "الجيل Z"، أوليفيا رافيتيسون، سعيدة بالحصول على حماية الرجال المسلحين، بعد أسابيع من القمع الحكومي. وقالت "نحن مع الشعب، سنساعدكم، نحن بجانبكم".
وقالت رافيتيسون، إنّ " الملغاشيون اتحدوا من أجل قضية واحدة". (الملغاشيون هم سكان مدغشقر)، في إشارتها إلى الاحتجاجات على نقص الكهرباء والمياه التي تحولت إلى انتفاضة ضد الرئيس أندريه راجولينا.
وبعد إعلان العقيد، مايكل راندريانيرينا، أن الجيش هو المسؤول عن الوضع، قالت رافيتيسون، لوكالة "رويترز" في وسط مدينة أنتاناناريفو، إن "الأمر تحوّل من حماية الشعب إلى الاستيلاء على السلطة. لا أقول إنني ضده... لكنني أشعر ببعض التناقض".
الجيل "Z": لتغيير النظام وليس القائد
ولفتت رافيتيسون، زعيمة حركة "الجيل Z" الجماعية، وهي ائتلاف يضم عدة مجموعات احتجاجية، إلى أنّها ليست المشارك الوحيد في الانتفاضة الذي يشعر بالتردد تجاه رجل يرتدي زياً عسكرياً يملأ فراغ السلطة الذي خلّفه رحيل راجولينا. في حين يتساءل كثر عما إذا كانت مخاوفهم ستُؤخذ في الاعتبار أم سيتم تجاهلها، كما حدث في الماضي.
ووفقاً لـ"رويترز"، استقبل زعيم الانقلاب راندريانيرينا، كلا من رافيتيسون وشخصيات بارزة أخرى من الجيل "Z"، التي قالت "هذه ليست نهاية النضال: نحن نناضل من أجل تغيير النظام، لا من أجل استبدال رئيس بآخر".
ويواجه سكان مدغشقر الشباب، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 19 عاماً فقط، سلسلة من المشاكل التي تُعزى في معظمها إلى سوء الإدارة. وحتى الرئيس، أندريه راجولينا، الذي كان أصغر رئيس في العالم عند توليه السلطة في انقلاب عام 2009، خيب آمال الشباب بفشله في تحقيق الرخاء أو توفير الخدمات الأساسية بحلول الوقت الذي أُطيح به وهو في الخمسينيات من عمره.
اليوم، أصبحت شوارع أنتاناناريفو المتعرجة المرصوفة بالحصى مليئة بالمتسولين والباعة الجائلين الذين يكافحون من أجل كسب عيشهم من خلال بيع كل ما في وسعهم. "الجميع يستغلون النظام، ولا يكترثون. حتى لو مات السكان جوعاً، فهذا لا يعني شيئاً بالنسبة لهم"، هذا ما قالته أليسيا أندريانا، من جمعية الطلاب الملغاشيين النشطين (أسيدو-مادا).
لقد طلبنا الماء والكهرباء والطعام بأسعار معقولة
وبشأن رضاها عن النتيجة النهائية التي توصلت إليها البلاد، قالت أندريانا "لا، ليس تماماً. ليس بعد، لأننا لم نحصل على ما طلبناه. طلبنا الماء والكهرباء، وأن تحصل كل أسرة على ما يكفيها من الطعام"، مضيفةً أن قادة الانقلاب بحاجة إلى "وضع نظام جديد قادر على تغيير الحياة في مدغشقر".
يشعر بعض عناصر حركة الجيل "Z" في مدغشقر بالقلق من احتمال الحكم العسكري. وقد حذّرت مجموعة على "فيسبوك" تُدعى "جيل زد تونغا ساينا"، تضم 18 ألف عضو، في وقت متأخر من يوم الخميس من أن الجيش "يحمي مصالح النظام، لا الشعب".
بدورها، قالت نائبة رئيس منظمة الشفافية الدولية، التي لعبت دوراً في تنظيم بعض الاحتجاجات الأولية وهي من مدغشقر، كيتاكاندريانا رافيتوسون، إن "الانقلابات دائماً غير مرغوب فيها للديمقراطية ولكن في هذه الحالة كان هناك عدم رغبة واضح من جانب الزعماء السياسيين في معالجة المظالم"، أعقبها قمع عنيف ثم هروب رئيس دون وجود بديل مدني موثوق به.
من جهتها، قالت تولوترا أندريانيرينا، المتحدثة باسم حملة "الجيل Z"، لـ"رويترز"، إنه "لا يمكننا أن نكون متأكدين من أن الحكومة العسكرية ستنصت، لكن يمكننا أن نأمل. وإذا لم يفعلوا ذلك سنعود إلى الشوارع. لقد فعلناها مرة، وسنفعلها مرة أخرى إذا لزم الأمر".