ذكرى النكبة الـ 75.. المقاومة تسير بفلسطين إلى مشهد النصر وإنهاء الاحتلال

ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه عام 1948 تحلّ مع تغيّر كبير في المعادلات، بالإضافة إلى انقلابٍ واضح في المشهد السياسي، فكيف تسير فلسطين نحو قلب مشهد النكبة؟

  • المقاومة الفلسطينية تعيد رسم المشهد الفلسطيني وتوجيهه نحو تحقيق العودة والانتصار على الاحتلال.
    المقاومة الفلسطينية تعيد رسم المشهد الفلسطيني وتوجيهه نحو تحقيق العودة والانتصار على الاحتلال

تحلّ ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام، وفكرة السلام المزعوم نُسفَت، وفعل المقاومة تكرّس مشروعاً جامعاً وقاعدةً للتحرير. كما تحلّ ذكرى النكبة، والآباء ربّما ماتت أغلبيتهم، لكنّ الأبناء، بل الأحفاد، وأحفاد الأحفاد، لم ينسوا ما حلّ بالبلاد.

حلّت الكارثة على الشعب الفلسطيني، حينما قامت "إسرائيل"، بقوة الاحتلال والقتل عام 1948. ودُمّرَت وهُجّرَت نحو خمسمئة قرية، بينما شُرّد وهُجّر أكثر من ثمانمئة ألف فلسطينيٍ من أصل نحو مليونٍ وأربعمئة ألف.

ويبلغ عدد اللاجئين اليوم نحو ستّة ملايين ونصف مليون، وهم يتمسّكون بحقّ العودة الحتمي.

الفلسطينيون كبروا مقاومين و"إسرائيل" تتأكَّل

بدوره، أكّد محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحّام، أنّه بعد خمسة وسبعين عاماً على احتلال الأراضي الفلسطينية، "فاجأ الجيل الفلسطيني الرابع الجميع، "فهو لا يقول، بل يفعل"، مضيفاً أنّ هذا الجيل لا يقبل أبداً المساومة، ويتمسّك أكثر من الجيل الأوّل بحقّ العودة إلى كامل التراب الفلسطيني.

وأشار اللحّام إلى أنّ الصغار في فلسطين لم ينسوا، كما راهن الاحتلال، لافتاً إلى أنّ الحقيقة هي أنّ الكبار في كيان الاحتلال ماتوا، ونسي الجيل الصهيوني الجديد لماذا هو يقاتل، موضحاً أنّ الأرقام والحقائق تؤكّد أنّ الجيل الصهيوني الجديد يفضّل أن يعيش حياة بعيدة عن الصراع.

اقرأ أيضاً: في ذكرى النكبة: المقاومة تفرض معادلاتها.. والردع الإسرائيلي يتآكل

ورأى محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين، أنّ المراهنات الإسرائيلية على تطويع المقاومة في قطاع غزة فشلت واندحرت اليوم، مضيفاً أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقاتل اليوم بسلاحٍ أميركي، كما قاتل قبل النكبة وخلالها بسلاحٍ بريطاني.

ولفت عز الدين إلى أنّ ما جرى في أيام النكبة، وقبل عام 1948، هو ما يُستكمل اليوم، من تفتيتٍ للدول، واستغلالٍ لثرواتها، والسيطرة على الشعوب والهيمنة عليها.

من جهته، فال محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، إنّ الملفّ الفلسطيني مستمر في الغياب عن اهتمام الولايات المتّحدة الأميركية وما يُسمى المجتمع الدولي، لافتاً إلى تجاهل دولي مقصود، لا يتم العودة عنه إلّا عندما يقوم الاحتلال بعدوانٍ وحشي، وتتم محاولة ترتيب وقف إطلاق نار لحمايته من المقاومة.

وأوضح سليمان أنّ المقاومة الفلسطينية راكمت وعياً جديداً، وحقائق جديدة، واستعداداً جديداً قادراً على تحدي كيان الاحتلال، مؤكّداً أنّ فصيلاً واحداً من فصائلها يستطيع أن يتحدى الاحتلال.

وأشار سليمان إلى ضرورة وحدة الساحة الفلسطينية في هذا الظرف، وتحوّل الساحة النضالية إلى وحدة فعلية على المستوى القيادي، وأن يتمّ إلغاء حالة الشلل التي تمّت منذ "اتفاق أوسلو"، لافتاً إلى أنّ السلطة الفلسطينية لا تزال تتمسّك به، على رغم نعيه من جانب الإسرائيليين.   

وأكّد وجوب تجاوز الانقسام الفلسطيني، لتشكيل رافعة حقيقية في ذكرى النكبة، وتغيير الأجواء الحزينة التي نتذكرها بأمنيات حقيقية فعلية، مرتبطة بالتضحية النضالية للشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ75 للنكبة.. وملايين اللاجئين في المخيمات

اخترنا لك