طهران: نتحمل مسؤولية أخلاقية أمام جرائم الاحتلال.. ولا نسعى إلى التوتر في المنطقة

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يؤكد أن طهران لا تتبادل الرسائل مع الاحتلال، ولا تعترف بمشروعيته، ويشدد على أن زيارة وزير الخارجية الأردني تأتي في إطار التشاور الطبيعي بين البلدين.

0:00
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي في الوزارة، 05 آب/أغسطس 2024
    المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي في الوزارة، الاثنين 05 آب/أغسطس 2024 (وسائل إعلام إيرانية)

أكد القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كنّي، اليوم الاثنين، أن طهران تتحمّل مسؤوليةً أخلاقية أمام الجرائم المستمرة في فلسطين، داعياً إلى "عدم التزام الصمت".

وشدد باقري كنّي، في مؤتمرٍ عُقد بحضور السفراء الأجانب المقيمين في طهران، بشأن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، على أنّ جريمة الاحتلال "هي جزء من الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".

ورأى باقري كني أنّ "الجرائم التي تُرتَكَب بحق الفلسطينين منذ 10 أشهر ليست نتيجة غطرسة الكيان الصهيوني فحسب، بل هي نتيجة انعدام محاسبة المجرمين ودعم الولايات المتحدة والغرب لهم"، منتقداً "عدم اتخاذ المنظمات الدولية اي اجراء لردع جرائم الكيان الصهيوني وإبادته الجماعية للفلسطينيين".

وشدّد باقري كني على أن جريمة اغتيال الشهيد هنية، هي جزء من استهداف الشعب الفلسطيني والمجارز المرتكبة بحقه، مؤكداً أنه يجب النظر إليها ضمن هذا الإطار. 

ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن اغتيال الشهيد هنية يُعدّ انتهاكاً للقانون الدولي، مشددةً على احتفاظ طهران بحقها في الدفاع عن سيادتها، ومشيرةً أنه لا يحق لأحد منعها عن الرد. وحمّلت الوزارة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن جريمة الاغتيال، إضافةً إلى كل من يدعم كيان الاحتلال.

وقال كنعاني، في مؤتمر صحافي، إنّ اغتيال هنية "ينتهك القانون الدولي، وعلى العالم أن يتخذ إجراءات لمحاسبة الكيان الصهيوني"، مضيفاً أن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ومؤكداً أن الرد على اغتيال هنية سيكون في إطار القوانين والأعراف الدولية.

وتطرّق إلى زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، التي أجراها إلى طهران، الأحد، والتشاور الإيراني - الأردني، مُشدّداً على أنّه "أمر طبيعي"، ومشيراً إلى إجراء مناقشات بشأن "الوضع في فلسطين والوضع الجديد الذي طرأ بعد اغتيال الشهيد هنية".

وفي السياق نفسه، جدّد المتحدث الإيراني تأكيده أن الأردن "جارة إيران الصديقة، ومن أكثر الدول فعالية في مجال قضية فلسطين".

وأكد أن جريمة اغتيال الشهيد هنية لن تثني عزيمة الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم عن مواصلة طريق تحرير القدس، مجدّداً رفضه التشكيك في حق إيران في الرد على الجريمة، لكونه جزءاً من حقها الطبيعي في الدفاع عن سيادتها وحفظ وحدة أراضيها.

وحمّل كنعاني الاحتلال مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة، لافتاً إلى أنّ التوتر يتم "بدعمٍ مباشر وغير محدود من واشنطن"، وأنّ الإدارة الأميركية "شريكٌ أساسي مع الاحتلال في جرائمه بكامل طاقتها".

ودعا الولايات المتحدة إلى القيام بواجباتها، وأن تستخدم قوتها لوقف الكيان الصهيوني، مُشدّداً على عدم وجود "حاجة لإرسال رسالة إلى واشنطن"، وذلك كون كيان الاحتلال "لا يقوم بأي أعمال مغامرة من دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة".

وتحدث  عن المزاعم التي نشرتها وسائل إعلام حول زيارة وفد أميركي إلى إيران وتشاوره مع الحكومة بشأن اغتيال الشهيد هنية، معتبراً إيّاها "أخباراً لا تستحق حتى النفي والإنكار، ولا أساس لها من الصحة".

واتخذت إيران، بحسب كلام كنعاني، "الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة"، إضافةً إلى قيامها "بنشاطات دبلوماسية" لإدانة اغتيال الشهيد هنية في المجتمع الدولي، كاشفاً عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي بطلبٍ من إيران، وبالتعاون مع الدول الصديقة، إضافةً إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في مدينة جدّة السعودية بهدف إدانة "الأعمال الإرهابية وجرائم الاحتلال الصهيوني، والذي لاقى ترحيباً من دول إسلامية".

وشدد كنعاني على أن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تتبادل الرسائل مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا تعترف بمشروعيته، وذلك رداً على الأنباء التي وردت بشأن تبادل رسائل غير مباشرة بينها وبين الاحتلال عبر زيارة وزير الخارجية الأردنية إلى طهران.

وكان كنعاني قد قال، الأحد، في منشور له في منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إنّ التوازن الاستراتيجي لن يعود أبداً لمصلحة الكيان الصهيوني، وذلك سيكون على الرغم من الوحشية المهولة التي يمارسها والإبادة الجماعية والاغتيالات الجبانة التي ينفذها على صعيد المنطقة.

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": إيران رفضت دعوات أميركية وأوروبية وعربية لتخفيف ردها على اغتيال هنية

حركة المقاومة الإسلامية، حماس، تنعى قائدها، إسماعيل هنية، باستهداف إسرائيلي لمكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يشارك في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

اخترنا لك