عراقتشي لـ"فرانس 24": الاتفاق على تبادل للسجناء بين إيران وفرنسا خلال الشهرين المقبلين
اتفاق على تبادل للسجناء بين إيران وفرنسا خلال الشهرين المقبلين... ما تفاصيله؟
-
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي (أرشيف)
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، الأربعاء، أنّ طهران ستسمح خلال الشهرين المقبلين بعودة الفرنسيَّين سيسيل كولر وجاك باريس إلى ديارهما، في إطار اتفاق لتبادل السجناء مع باريس يشمل الإفراج عن الإيرانية مهدية إسفندياري.
وفي مقابلة مع قناة "فرانس 24" عقب محادثاته في باريس مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، قال عراقتشي إنّ "الاتفاق على تبادل السجناء تم بالفعل، ونحن بانتظار استكمال الإجراءات القانونية والقضائية في كلا البلدين".
وكان الفرنسيان كولر وباريس، المحتجزان منذ أيار/مايو 2022، قد أفرجت عنهما إيران في وقتٍ سابق من هذا الشهر، لكنهما ما زالا داخل السفارة الفرنسية في طهران ينتظران الحصول على إذن لمغادرة إيران. وقد حُكم عليهما في تشرين الأول/أكتوبر بالسجن 20 و17 عاماً بتهم أبرزها التجسس لمصلحة الاستخبارات الفرنسية والإسرائيلية.
أما إسفندياري، التي اعتُقلت في فرنسا في فبراير/شباط بزعم ما تسميه السلطات الفرنسية ترويج "الإرهاب" في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أُفرج عنها بكفالة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي مع وضعها تحت المراقبة القضائية التي تمنعها من مغادرة الأراضي الفرنسية إلى حين محاكمتها المقررة بين 13 و16 كانون الثاني/يناير. وهي تقيم حالياً داخل السفارة الإيرانية في باريس.
وأكدت إيران أكثر من مرة أن احتجاز إسفندياري تعسفيّ، إذ جرى احتجازها بسبب منشورات مناهضة لـ"إسرائيل".
وكان عراقتشي قد قال: "لقد صدر الحكم بحق كولر وباريس، لكن، وبموجب القانون الإيراني، يمكن تبادل السجناء إذا اقتضت ذلك مصلحة الأمن القومي، وتُتخذ قرارات التبادل ضمن إطار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني".
باريس: لعودة كولر وباريس في أقرب وقت ممكن
الخارجية الفرنسية وفي بيان لها اليوم الأربعاء، قالت إن الوزير جان نويل بارو شدد خلال لقائه عراقتشي في باريس على ضرورة عودة كولر وباريس إلى فرنسا "في أقرب وقتٍ ممكن".
وجدد بارو، وفق البيان، قلق باريس ومعها شركاؤها، إزاء البرنامج النووي الإيراني، ودعا طهران إلى "العودة فوراً" إلى احترام التزاماتها المتعلقة بالضمانات والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد الوزير الفرنسي التزام بلاده المتواصل الحل الدبلوماسي، داعياً إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بهدف الوصول إلى "اتفاق متين ودائم يضمن عدم امتلاكها أسلحة نووية".
وتطرّق الوزيران إلى التطورات الإقليمية، حيث أكد بارو التزام فرنسا دعم لبنان في تعزيز سيادته وأمنه، وضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على إيجاد مسار موثوق به لتطبيق "حل الدولتين".
طهران متمسّكة بحقها في الطاقة النووية السلمية
وخلال اللقاء، رحّب عراقتشي بقرار القضاء الفرنسي الإفراج عن إسفندياري، داعياً إلى الإسراع في ترتيب إجراءات عودتها.
هذا وعبّر الوزير الإيراني عن قلق بلاده من انتهاك مبادئ الأمم المتحدة في غرب آسيا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على فلسطين ولبنان ودول أخرى، مؤكداً أنّ المجتمع الدولي بأكمله يتحمّل المسؤولية في وقف الإبادة الجماعية في غزة وانتهاك سيادة دول المنطقة على يد الكيان الصهيوني.
وشدّد عراقتشي على أنّ إيران تملك الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي، وأبدت حسن نية لطمأنة العالم حول سلمية برنامجها، داعياً الأطراف التي "انتهكت الاتفاق النووي واعتدت على المنشآت السلمية في إيران" إلى وقف إجراءاتها الاستفزازية.
كما حمّل "الترويكا" الأوروبية مسؤولية إيصال الملف النووي إلى هذه المرحلة على خلفية مواقفها في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، داعياً إياها إلى تبني "نهجاً مستقلاً ومسؤولاً لمعالجة هذا الملف".