كيسنجر يتراجع عن موقفه بشأن انضمام أوكرانيا إلى "الناتو": الحياد غير مُجدٍ

وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، يعرب عن عدم معارضته انضمام أوكرانيا إلى الناتو، في تناقض مع تصريحاته السابقة بأهمية بقاء "أوكرانيا محايدة".

  • كيسنجر يتراجع عن معارضته السابقة لانضمام أوكرانيا
    كيسنجر يتراجع عن معارضته السابقة انضمام أوكرانيا إلى "الناتو": الحياد غير مُجد

قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إنّ "انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يمكن أن يكون نتيجة ملائمة" للحرب في أوكرانيا، كما كرّر دعوته إلى "حلّ تفاوضي للصراع".

وأضاف كيسنجر، في تصريحات خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، المنعقد في دافوس السويسرية، أنّ "فكرة أوكرانيا المحايدة، في ظلّ هذه الظروف، لم تعد مجدية"، في تغيير لموقف أكّد فيه منذ أشهر معارضته عضوية أوكرانيا في المنظمة. 

وأشار إلى أنه "يؤمن بالمحافظة على الحوار مع روسيا في أثناء استمرار الحرب، بهدف إنهاء القتال، إذا تمكنت أوكرانيا من استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا"، محذّراً من نشوب "صراع مباشر بين الغرب وروسيا"، وشدّد على "أهمية السماح لروسيا بالانضمام إلى النظام الدولي". 

مسؤول أوكراني: كيسنجر لا يفهم شيئاً

والشهر الفائت، قال مساعد الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، في منشور في تطبيق "تلغرام"، إنّ "كيسنجر لا يفهم أيّ شيء: لا طبيعة الحرب في أوكرانيا، ولا تأثيرها في النظام العالمي".

وأضاف أنّ "الخطة، التي يدعو إليها وزير الخارجية الأسبق، لكنه يخشى أن يقولها بصورة واضحة، هي بسيطة: مهادنة المعتدي بالتضحية بأراضٍ من أوكرانيا، في مقابل ضمانات بعدم الاعتداء على دول أوروبا الشرقية الأخرى".

وكان الدبلوماسي الأميركي البارز، ووزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، قال في مقال له في مجلة "ذا سبكتاتور"، إن "الوقت حان من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى". 

وأضاف، في المقال الذي جاء تحت عنوان "سُبل تجنّب حرب عالمية أخرى"، أنّ "حكومة كييف رفضت مقترحاته، ورأت أنها ترقى إلى مهادنة المعتدي، وأكدت أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يتضمن التنازل عن أراضٍ".

"لا بد لأوكرانيا من أن تتخلى عن بعض الأراضي لروسيا"

وكان كيسنجر اقترح، في أيار/مايو، وقفاً لإطلاق النار، تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط التي كانت عليها قبل بدء الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وتبقى شبه جزيرة القرم محلّ مفاوضات مستقبلية.

واقترح إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبتّ في أمر الأراضي التي أعلنت روسيا ضمّها، إذا ما ثبتت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

وفي وقتٍ سابق، حذّر كيسنجر الغرب من محاولته المستمرة إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك ستكون له "عواقب وخيمة" على استقرار أوروبا في المدى البعيد.

وحذّر من "إطالة أمد الحرب في أوكرانيا"، مشدداً على "ضرورة دفع كييف إلى العودة إلى التفاوض"، وأنّ "الوضع الملائم لها هو الحياد، وأن تكون جسراً بين روسيا وأوروبا".

وحثّ كيسنجر قادة الغرب على حمل أوكرانيا على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، حتى إن كانت شروط التفاوض أقل من الأهداف التي تريد الخروج بها من الحرب.

وفي آب/أغسطس الماضي، قال كيسنجر، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إنّ "الولايات المتحدة على حافة الحرب مع روسيا والصين بشأن قضايا ساهمنا في خلقها جزئياً، من دون أي فكرة عن كيفية انتهاء تلك القضايا، أو ما الذي يُفترض أن تؤول إليه".

اخترنا لك