"لنا حق" تدخل يومها الـ20.. أي أوضاع يعيشها معتقلو البحرين السياسيون؟

يواصل أكثر من 800 معتقل سياسي في السجون البحرينية إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على انتهاك حقوقهم المعترف بها دولياً. فماذا عن الأوضاع التي يعيشها المعتقلون السياسيون البحرينيون، وأي خطوات قادمة؟

  • السلطة البحرينية تلتف على انتهاكاتها بحق المعتقلين.. أيّ خطوات شعبية تصعيدية؟
    مظاهرة شعبية دعماً للمعتقلين السياسيين في البحرين.

دخل أكثر من 800 معتقل سياسي في سجون البحرين، اليوم الـ20، من معركة "الأمعاء الخاوية"، احتجاجاً على انتهاك حقوقهم، وممارسات إدارة السجون بحقهم. ولم تحرز المفاوضات بين المعتقلين وإدارة سجن "جَو" أيّ تقدّم حتى الآن، على نحو يشير إلى تفاقم معاناة هؤلاء المعتقلين، مع تدهور الوضع الصحي لعدد منهم، وتسجيل حالات إغماء أكثر من مرة.

لقي الإضراب صدىً شعبياً، اذ نظّم البحرينيون المظاهرات والوقفات الإسنادية، في مختلف المناطق. ونادوا بالشعارات الداعمة لمطالب المعتقلين، وندّدوا بإهمال السلطات لحقوقهم. 

 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

الموسوي: خطوات تصعيدية من داخل البحرين وخارجها دعماً للمعتقلين

في هذا السياق، أكّد المسؤول الإعلامي في جمعية الوفاق الإسلامية، طاهر الموسوي، في حديث إلى الميادين نت، أنّ "الإضراب يتزامن مع حراكٍ، ينطلق إعلامياً وحقوقياً وميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً وشعبياً، من أجل منع تعرّض أيّ من السجناء المضربين لمكروه". 

وأوضح الموسوي أنّ الخطوات لن تقتصر على ذلك، فـ "لدى القوى السياسية والمنظمات الحقوقية البحرينية والفعاليات الميدانية، مجموعة من الخطوات التصعيدية السلمية داخل البحرين وخارجها". 

ولفت الموسوي إلى أنّ عشرات الناشطين البحرينيين، في مختلف دول الاغتراب، سيدخلون في إضرابٍ عن الطعام، يوم الثلاثاء المقبل، بينما كانت قطاعات نقابية ومهنية وأطباء ومهندسون وأدباء وكتّاب وفاعلون اجتماعيون، داخل البحرين، أعلنوا، منذ اليوم الأوّل للإضراب، دعمهم "ضرورة الاستجابة لمطالب السجناء الإنسانية".  

وشدّد الموسوي على أنّ "القوى السياسية والحقوقية تعمل على مطالبة المؤسسات الدولية والأممية بضرورة التحرك السريع، من أجل دفع حكومة البحرين إلى الاستجابة لمطالب السجناء البسيطة والأساسية". 

وغاب الإعلام العالمي، والمجتمع الدولي، عن حقيقة ما يعانيه المعتقلون السياسيون، وظروف أَسرهم في السجون، وأيضاً عن إضرابهم الحالي، الذي دخلوه منذ السابع من شهر آب/أغسطس الجاري، تحت شعار "لنا حق"، كما يقول الموسوي.

وأكّد الموسوي أنّ "المجتمع الدولي لا يزال يتعاطى بخجل مع كل الانتهاكات والتجاوزات، التي تمسّ حقوق الإنسان، وواقع السجون المليئة بالمعتقلين السياسيين، فضلاً عن تجاهل المطالب السياسية البديهية بشأن الانتقال الديمقراطي، وذلك بخلاف مواقفه مع أبسط التحركات في دول أخرى، نتيجة أسباب مرتبطة بالمصالح وتحالفات البترودولار".

منتدى البحرين: انتهاكات تمسّ كرامة المعتقل 

وفي حديثه إلى الميادين نت، شرح رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، باقر درويش، جحم التجاوزات والانتهاكات بحق المعتقلين في السجون، مبيّناً أنّ السلطة البحرينية "لا تعترف  بوجود معتقلي رأي، بل توصّفهم بأنّهم سجناء جنائيون، في حين أن المؤسسات الحقوقية الدولية تؤكد أنهم سجناء رأي سياسي". 

ووفق درويش، "تبدأ التجاوزات منذ لحظة الاعتقال، وما يمر فيه الأسير من سوء معاملة تمس كرامة الإنسان، من خلال التعذيب بالصعق الكهربائي، والتحرش الجنسي، أو التقييد بطريقة مؤلمة للقدمين واليدين". 

ويضيف أنّ من أدوات التعذيب، التي تمارسها السلطة، "الحرمان من الاستحمام والطعام والنوم، أو من أداء الشعائر الدينية، إلى جانب التهديد باستهداف الأقرباء، وصولاً إلى لحظة انعقاد المحاكمة الكيدية التي تُبنى على اعترافات انتُزعت من الأسير تحت وطأة التعذيب". 

وشدّد درويش على أنّ المنتدى الحقوقي رصد انتهاكات متنوعة، فـ "هناك انتهاك لحق تلقي العلاج، وخصوصاً لمن يعاني أمراضاً مزمنة من المعتقلين"، مشيراً إلى أنّ عدة حالات وفاة سُجّلت داخل السجن وخارجه، بسبب الإهمال الطبي.

يُضاف إلى ذلك المعتقلون الذين يعانون الأمراض الاعتيادية، ولا يحصلون على العلاج المطلوب. وذكر درويش أنه "في إحدى المرات عانى عدد كبير من المعتقلين الجرَبَ، ولم تبادر إدارة السجن إلى توفير العلاج". 

الأمر الآخر الذي أشار إليه درويش، هو عقوبة العزل الأمني، اذ تعزل إدارة السجن المعتقل في زنزانة، بعيداً عن سائر المعتقلين "كأحد أشكال العقوبة"، بالإضافة إلى "مشكلة الحاجز الزجاجي، الذي يحول دون أن يصافح  المعتقل أفراد عائلته طوال أعوام، والمنع أيضاً من حق الأسير في استكمال دراسته وتعليمه الجامعي". 

ولفت درويش إلى أنّ "هذه حقوق أساسية، وليست رفاهية"، لكنّ التجاوزات تكرّست نتيجة سياسة الإفلات من العقاب، إذ "لم تحاسب السلطة طوال كلّ تلك الأعوام أي مسؤول أمني. وعلى العكس، كانت هناك مكافآت وترقيات لمن تورط في جرائم التعذيب وسوء المعاملة والاحتجازات التعسفية".

منتدى البحرين: السلطة تلجأ إلى مؤسسات تلمّع الانتهاكات بحق المعتقلين 

في الظرف الحالي، أكّد درويش أنّ السلطة لم تغيّر سلوكها المعتاد. وبالتالي، لم تتعاطَ بجدية مع إضراب المعتقلين، ولم تتفاوض بجدية معهم، بينما "من المفترض أن تبادر إلى تصحيح وضع السجون"، مؤكداً أنّ الحق الأساسي للمعتقلين هو الإفراج غير المشروط والحرية. 

وكشف درويش أنّ السلطة البحرينية "لجأت إلى الاستعانة بمؤسساتها، التي لها أغراض عبر تلميع صورة الانتهاكات، مثل الأمانة العامة للتظلمات، التي أصدرت بياناً يبرّر تلك التجاوزات". 

وقال إنّه "منذ عام 2011، تعرّض أكثر من عشرين ألف مواطن بحريني للاعتقال التعسفي، وسُجن عدد منهم في سجن "جو" المركزي، الذي يفقد قدرته الاستيعابية، ويعاني فيه المعتقون الاكتظاظ، في ظلّ تعمّد السلطة البحرينية عدم توفير الخدمات داخله". 

ولفت درويش، في ختام حديثه إلى الميادين نت، إلى "حراك كبير" من جانب المؤسسات الحقوقية الدولية للضغط من أجل وقف التجاوزات وتبييض السجون.  كما دعا المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وخبراء الأمم المتحدة، مثل مقررها الخاص بإجراءات التعذيب أو الإجراءات الخاصة، أو المقررة الخاصة باستقلال القضاء، إلى تقديم طلبات زيارة، وأن يتشكل وفد من خبراء لزيارة المعتقلين ومعاينة أوضاعهم. 

اقرأ أيضاً: معتقلو البحرين يواصلون معركة "الأمعاء الخاوية".. والشارع ينتفض نصرةً لهم

اخترنا لك