ولايتي: علاقات روسيا وإيران استراتيجية.. والناتو يترقب فرص التدخل بأي دولة

مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، يؤكد متانة العلاقات الروسية الإيرانية، ويحذر من أنّ أي انتهاك حدودي لدول الجوار سيسبب التوتر والحروب، ويؤدي إلى وجود دول تسعى خلف الفوضى.

  • مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي
    مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي

أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أنّ "العلاقات الروسية الإيرانية استراتيجية وتتجه نحو التوسّع".

وقال ولايتي، في مقابلة خاصة أجرتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ "العلاقات الروسية الإيرانية جيدة جداً وعلى مستوى عالٍ وهي استراتيجية وتتجه إلى التوسّع في هذه الفترة الحساسة"، لافتاً إلى أنّ "العالم اليوم يتكوّن بناءً على التعاون الإقليمي، لا على الحال الدولية البحتة التي تمناها البعض دائماً". 

ونفى ولايتي وجود "أي خلاف بين طهران وموسكو فيما يتعلق بقضية جنوبي القوقاز"، مشيراً إلى أنّ "لمنطقة القوقاز حساسية خاصة بين الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن لدينا حساسية وحذر أكثر تجاه هذا الجزء من المناطق المجاورة لنا".

وتناول موقع "المونيتور" الأميركي،يوم الجمعة، سفر وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس هذا الأسبوع إلى أذربيجان على خلفية التوترات المتزايدة مع إيران ورغبة الكيان الإسرائيلي في تعميق العلاقات الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية مع باكو.

والتقى غانتس الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ووزير الدفاع حسنوف ذاكر أصغر أوغلو. والتقى أيضاً رئيس دائرة حدود الدولة، الكولونيل إلتشين غولييف، وزار مقراً لدائرة حدود الدولة، بحسب الموقع.

وفي 13 أيلول/سبتمبر الماضي، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ الأمن في منطقة القوقاز مهم جداً لإيران، موضحاً أن طهران تراقب باستمرار الأوضاع والتطورات في المنطقة، وأنّها لا يمكن أن تتسامح مع حرب أخرى.

الناتو يترصد أي رصاصة تُطلق في أي نقطة بالعالم ليتدخل بها

وقال ولايتي: "حلف شمال الأطلسي (الناتو) يترصد أي رصاصة تُطلق في أي نقطة من العالم ليتدخل فيها بدفع أميركي، وبشكل خارج عن الأعراف الدولية".

وأوضح ولايتي أنّ "حلف الناتو يترصد بكل جموح أي رصاصة تطلقفي أي نقطة من العالم، ليقوم بعد ذلك بدفع من أميركا بالانتشارفيها على نحو غير منطقي وخارجٍ عن الأعراف الدولية"، وأضاف "من دون أي شك، هذه الأعمال الضارة التي تعارض القوانين الدولية هي من أكبر المخاطر التي تهدد الأمن العالمي والإقليمي".

وأشار ولايتي إلى أنّ "أي انتهاك حدودي من جانب دولة تجاه دولة مجاورة يسبب التوتر وإشعال الحروب، ويؤدي إلى وجود دول تسعى خلف الفوضى مثل أميركا والكيان الصهيوني".

وقالت مجلة "برايكينغ ديفينس" (Breaking Defense)، في أيلول/سبتمبر الماضي: في ظلّ "كل المؤشرات التي تشير إلى إتمام عقد اتفاق نووي جديد، تبحث إسرائيل عن طرق جديدة لتحدي طهران، من هذه الطرق توطيد العلاقات الدفاعية مع أذربيجان".

وأكد ولايتي "يكفي منطقتنا الحساسة المشكلات في سوريا والعراق وليبيا، وعلينا جميعاً أن نستخلص العبر، ونحافظ على مناطق النفوذ المشتركة بين إيران وروسيا وتركيا"، وأضاف "كي لا تتأزم الأوضاع في بعض النقاط الحساسة الأخرى من المنطقة بسبب الإهمال والتقصير".

التبادل التجاري بين روسيا والصين من دون الدولار يحررهما من الهيمنة الأميركية-ولايتي لسبوتنيك

وفي سياق آخر، أشار مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية إلى أنّ التعاون التجاري بين "روسيا والصين بالعملات المحلية يبعدهما عن التبعية للدولار الأميركي".

وشرح ولايتي أنّ "الصين وروسيا باعتبارهما العضوين الرئيسين في مجموعة البريكس، التي تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، تجريان كثيراً من تبادلاتهما التجارية فيما بينهما من دون اللجوء إلى النقد الأجنبي (الدولار)"، مشيراً إلى أنّ "هذا تطور ممتاز لكي لا تبقيا أسيرتين للدولار والإرادة الأميركية".

وتابع: "منظمة شنغهاي التي تجمع عدداً من دول آسيا وقليلاً من شرقي أوروبا، منظمة فاعلة من الناحية العملية، إذ تقدمت على نحو جيد بالنسبة إلى عمرها القصير، والتعاون الجيد في إطار منظمة شنغهاي من الخطوات الثمينة والاستراتيجية البحتة".

وأُسست "منظمة شنغهاي للتعاون" عام 2001 بهدف تعزيز الاستقرار والأمن في أراضي أعضائها ومحاربة الإرهاب والتطرف والانفصالية وتهريب المخدرات وتطوير التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة والثقافة والعلوم.

يذكر أنّ طهران عرضت وساطتها بين موسكو وكييف، لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسياً، لكن موسكو أكدت أنّ سلطات كييف تتهرب من التفاهمات كلها، التي جرى التوصّل إليها في جولات المفاوضات التي جرت في بيلاروسيا وتركيا.

وتربط بين إيران وروسيا علاقات ودية واستراتيجة، تتطور في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة والنقل والتبادلات التجارية، فضلاً عن التعاون العسكري التقني.

وأكد زعماء البلدين ضرورة تطوير العلاقات بين طهران وموسكو في المجالات كافة، وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران في تموز/يوليو الماضي، حيث التقى المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي.

والتقى بوتين رئيسي على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، حيث بحث الزعيمان العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعلن بوتين دعم روسيا لانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، فيما أكد رئيسي أنّ التعاون الإيراني مع روسيا استراتيجي ويشمل مجالات عدة، لافتاً إلى أهمية إزالة العراقيل أمام تنمية تلك العلاقات.

اخترنا لك