تظاهرات "الحريديم" تتحول إلى مواجهات.. ومعارضو نتنياهو يعملون على إسقاطه

المستوطنون "الحريديم" يواصلون احتجاجاتهم رفضاً لفرض التجنيد الإجباري عليهم في "الجيش"، وتظاهراتهم تتحول إلى مواجهات مع الشرطة في شوارع "تل أبيب" والقدس المحتلة، والمعارضة ضد نتنياهو تتسع.

0:00
  • مستوطنون
    مستوطنون "حريديم" يحرقون القمامة احتجاجاً ضد تجنيدهم في "الجيش"، القدس المحتلة، 30 حزيران/يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)

تظاهر آلاف المستوطنين "الحريديم"، مساء الأحد إلى ساعات الفجر الأولى اليوم الاثنين، في مدينة القدس المحتلة، ضد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بإلزامهم بأداء الخدمة العسكرية، كما اعتدوا على سيارة وزير في حكومة الكيان، ورفعوا شعارت مضادة لرئيسها، بنيامين نتنياهو.

وشارك أكثر من 25 ألفاً من عدّة تيارات من "الحريديم"، من مختلف الأجيال، في احتجاجٍ ضخم، في ساحة "السبت" في القدس المحتلة، تحوّل إلى مواجهات مع شرطة الاحتلال، ضد قانون التجنيد، وذلك بعد أن تمّ استدعاؤها إلى مكان الحدث لهدف "محاولة إنقاذ وزير هاجم المتظاهرون سيارته".

واندلعت خلال التظاهرة اشتباكات عنيفة، تعرضت خلالها، سيارة وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال، إسحاق غولدكنوبف، لهجوم من قبل المتظاهرين المحتشدين، الذين حاصروا السيارة وهاجموها، كما أحرقوا القمامة وعدّة أغراض وسط الشوارع بهدف قطعها.

شرطة الاحتلال قالت في تصريحٍ نشرته إنّه "تمّ رشقها بالحجارة خلال الاحتجاجات وأعمال الشغب"، معلنةً إصابة شرطية بجروحٍ في الرأس، كما أضافت أنّ "المتظاهرين اتهموا عناصرنا بالنازية، وقالوا لهم اذهبوا إلى الموت في غزة".

بالإضافة إلى ذلك، أغلق المتظاهرون تقاطع شارعي "وزراء إسرائيل" و"ملوك إسرائيل"، وشرعوا في تجميع صناديق القمامة وحرقها، ليشتبكوا مع الشرطة، التي هاجمتهم مستخدمةً أدوات تفريق التظاهرات، إلى جانب عناصر خيالة.

يُذكر أنّ المحكمة العليا الإسرائيلية، قضت، الثلاثاء، بفرض تجنيد "الحريديم" في "جيش" الاحتلال، الذي يقاتل بلا نتائج حقيقة للأهداف التي وضعها لحربه في قطاع غزة، والتي تستمر في استنزافه وتكبيد قواته خسائر ثقيلة، إضافةً إلى ما يتعرض له من ضغط  على جبهة شمالي فلسطين المحتلة مع لبنان.

المحكمة العليا الإسرائيلية أمرت أيضاً إلى جانب ما يتعلق بالتجنيد، بتجميد ميزانية المدارس الدينية التي يرتادها "الحريديم"، وقالت في قرارها إنّه "لا يوجد أساس قانوني تستند إليه الحكومة في إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد".

وعمّق هذا القرار من الشرخ الموجود في ائتلاف رئيس حكومة كيان الاحتلال، المعارض لتجنيد "الحريديم"، والذي يقوم على اليمين المتطرف.

من جهتها، قالت مجلّة "نيوزويك" الأميركية إنّ "هناك حرباً تدور رحاها حالياً داخل إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين"، موردةً ذلك ضمن حديثها بشأن خلفية قرار المحكمة العليا الذي قضي بإلزام "الحريديم" بالانضمام إلى صفوف "جيش" الاحتلال.

لابيد: نعمل مع قادة آخرين لإسقاط حكومة نتنياهو

في شأن متصل، وضمن السجالات المستمرة التي تؤجّج أزمات كيان الاحتلال، صرّح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، للقناة "الـ13" الإسرائيلية، مهاجماً نتنياهو، ومورداً في حديثه أكثر من تلميح إلى مساعٍ تُبذل في الخفاء لإقناع أعضاء من حزب نتنياهو "الليكود"، بالانشقاق عن ائتلاف الحكومة.

وقال لابيد في تصريحاته: "نُدير حواراً مع الجميع، ولا أريد أن أتحدث عنه عبر الإعلام لأنه قد يُعقد الأمور"، مُضيفاً أنّ "الأمر ليس سهلاً، ولكننا نعمل سويّاً مع قادة أحزاب المعارضة الأخرى من أجل إسقاط الحكومة".

ويبدو واضحاً أنّ الملف الذي يستطيع لابيد وغيره من معارضي نتنياهو أنّ يحرّضوا من خلاله أعضاء من "الليكود" على نتنياهو، هو تجنيد "الحريديم"، حيث أنّ الحزب اليميني كان قد تبنّى موقفاً واضحاً رافضاً لتمرير الإلزام.

اقرأ أيضاً: بعد 76 عاماً من تأسيسها.. "إسرائيل" نحو مزيد من التطرّف والتفكّك!!

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك