"السيّد الأمة" من المقاومة الوطنية إلى المقاومة الإسلامية.. حوار مع رياض صوما

القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما يكشف في شهادة خاصة للميادين تفاصيل ولادة المقاومة بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، والعلاقة بين الحزب الشيوعي وحزب الله، مؤكداً أنّ السيد نصر الله شكّل نموذجاً عابراً للطوائف وإرثاً يلهم أجيالاً جديدة.

0:00
  • العضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما
    العضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما

تحدث العضو السابق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، رياض صوما، في حوار مع الميادين ضمن سلسلة حلقات "السيّد الأمة"، عن تفاصيل ولادة المقاومة بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، والعلاقة بين الحزب الشيوعي وحزب الله، مؤكداً أنّ السيد نصر الله شكّل نموذجاً عابراً للطوائف وإرثاً يلهم أجيالاً جديدة.

واستعاد صوما مرحلة احتلال بيروت، واصفاً إياها بـ"الدافع الأساسي لولادة مقاومة لبنانية جديدة بعد خروج المقاومة الفلسطينية". وكشف أنّه "في تلك اللحظة اتُفق على اجتماع في بيت الشهيد كمال جنبلاط في وطى المصيطبة، بحضور قيادات من الحركة الوطنية أبرزهم جورج حاوي، محسن إبراهيم، سمير صبّاغ، وإنعام رعد".

 وأشار إلى أنّ "الأحزاب الوطنية تبادلت المعلومات ونفذت بعض العمليات المشتركة، لينخرط تدريجياً الحزب الشيوعي والحزب القومي ومنظمة العمل وبعض القوى الفلسطينية، وصولاً إلى انخراط حزب الله وحركة أمل لاحقاً".

وعن تطور العلاقة بين الحزب الشيوعي وحزب الله، أوضح صوما أنّها "شهدت تحسناً نوعياً مع تولي السيد نصر الله الأمانة العامة"، مؤكداً أنّها تطورت "من الحوار إلى التنسيق وصولاً إلى المشاركة الميدانية المشتركة في حرب تموز 2006".

وأضاف: ومنذ تلك الفترة وصعوداً حصل تعاون أكثر تنسيقاً، وكما قلت في تلك الفترة جرى دعم عسكري ومالي أيضاً، حزب الله كان إذا احتجنا لسلاح وذخيرة يقدّم لنا وكل الحاجات ضمن حدود معينة، يعني حاجاتنا نحن، وأيضاً كان هناك دعم مالي لإذاعة صوت الشعب بعشرات ومئات آلاف الدولارات وليس دعماً قليلاً"

ورأى صوما أنّ "القاسم المشترك الأكبر بين السيد نصر الله والأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي هو العداء لإسرائيل"، لافتاً إلى أنّ حاوي "عبّر مراراً عن إعجابه بنصر الله قائلاً: إسلامي مقاوم أقرب إليّ من شيوعي مهادن".

وأضاف أنّ "العلاقة بينهما بلغت مستوى متقدماً من الثقة، حتى أنّ حاوي ألقى محاضرات أمام مئات من قادة المقاومة الإسلامية بدعوة من حزب الله".

وأضاف أنّ مساهمة الحزب الشيوعي كانت "الأكبر في العمل المقاوم خلال الثمانينيات"، قبل أن يواجه الحزب أزمات داخلية انعكست على دوره بعد اتفاق الطائف. لكنه شدّد على أنّ التعاون مع حزب الله استمر، وصولاً إلى لقاءات جورج حاوي والسيد نصر الله عام 2005، مؤكداً أنّ العلاقة بينهما اتسمت بالاحترام والتقدير المتبادل حتى استشهاد حاوي.

وتابع صوما أنّ "حتى المحطات الأخيرة قبيل اغتيال جورج حاوي، كان هناك تعاون ولقاءات بينه وبين السيد حسن نصر الله، خصوصاً في محطات صعبة مثل عام 2005."

وذكر صوما أن السيد نصر الله كان يربط بين المعركة في غزة ومعركة الهيمنة الأميركية على المنطقة.

وبحسب صوما، فإنّ ما ميّز السيد نصر الله هو "قدرته على الربط بين تحرير فلسطين ونهضة المنطقة ومواجهة الهيمنة الأميركية"، مشدداً على أنّه "كان قائداً مقاوماً عابراً للطوائف والانقسامات، أسّس لحلف واسع من القوى المقاوِمة سيقوم بمتابعة المعركة في لبنان والمنطقة".

وأوضح صوما أنّ "السيد حسن بتجربته وبطرحه النظري والثقافي أسس لهذا الحلف الواسع الذي سيتابع المعركة"، مضيفاً: "أعتقد أن السيد حسن أهم زعيم عربي بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وسيبقى إرثه وتجربته مصدرَي إلهام لأجيال جديدة من المناضلين".

وأشار صوما إلى أنّ تجربة السيد نصر الله أرست نموذجاً لمقاومة متعددة الرؤى والانتماءات، قادرة على استيعاب كل المكوّنات الوطنية والقومية في المشرق، معتبراً أنّ "إرثه الفكري والسياسي والثقافي يشكّل المرجع لتطوير هذا النموذج في المستقبل".

لمشاهدة الحلقة كاملة: