"الغارديان": الصراع مع إيران يزداد تعقيداً.. هل تستطيع "إسرائيل" تحمل تبعاته؟

بعد الرد الإيراني الصاروخي.. هلّ ستكتفي "إسرائيل" برد يحفظ ماء الوجه، أمّ انها ستتجه نحو ردّ يغرقها في مستنقع جديد؟ تتساءل "الغارديان" البريطانية.

0:00
  • صور الأقمار الصناعية تظهر الأضرار التي لحقت بقاعدة
    صور الأقمار الصناعية تظهر الأضرار التي لحقت بقاعدة "نيفاتيم" الجوية الإسرائيلية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني (AP)

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّه على الرغم من التقارير الأولية التي قللّت من حجم الأضرار التي خلّفها، إلا أنّ الردّ الإيراني في 1 تشرين الأول/أكتوبر على "إسرائيل" كان أكثر تأثيراً مما تم الاعتراف به في البداية.

وأظهرت لقطات من الأقمار الصناعية نشرتها الصحيفة، بالإضافة إلى فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من الرقابة العسكريّة والأوامر بالتعتيم عن ما حصل، كيف أنّ صاروخاً تلو الآخر وصل إلى هدفه في قاعدة جوية في صحراء النقب.

وذكرت الصحيفة أن الخبراء قدّروا أن "ما لا يقل عن 32 ضربة مباشرة، بعضها سقط بالقرب من حظائر الطائرات التي تضم طائرات إف-35 الإسرائيلية، وهي من بين الأصول العسكرية الأكثر قيمة في البلاد".

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريح رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء السبت، اعترف فيه بحجم الضرر الحاصل جرّاء الصواريخ الإيرانية: "إيران أطلقت علينا مئات الصواريخ البالستية مرتين في هجمات تعد من الأكبر في التاريخ.. تعرضنا لأكبر هجوم في التاريخ، ولا يمكن لأي دولة أن تقبل ذلك ولهذا سنرد".

ولذلك، قالت الصحيفة إنّ كلام نتنياهو يُمكن اعتباره تمهيداً لرد إسرائيلي وشيك على إيران، بعدما حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي جو بايدن، وبعد وصول الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية إلى "إسرائيل" ليشارك في مشاورات مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين.

"إسرائيل غير قادرة على على الصمود أمام الرد الإيراني"

ومن جهّة أخرى، تشهد الأمور تعقيداً حيث حذّرت إيران بشكلٍ مباشر عبر مسؤوليها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان من رد أقسى إذا اتخذت "إسرائيل" خطوة تصعيدية كبيرة ضدها، الأمر الذي قد يحوّل إلى جولة من الردود ويرفع من نسبة تدهور الأمور الى حرب إقليمية.

ولذلك سلّطت صحيفة "الغارديان" الضوء على فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي للهجمات، خصوصاً وأنّ حرس الثورة الإيراني أعلن أنّ 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بدقّة، لافتةً إلى أن الاقتصاد يشكل تحدياً آخر لـ "إسرائيل" في حال استمرار تبادل الضربات مع إيران، نظراً لارتفاع تكلفة أنظمة الدفاع الجوي المحدودة. كما حذّرت من أن استمرار الصراع "قد يجعل إسرائيل أكثر عرضة للهجمات الإيرانية".

وفي حديث مع الصحيفة، قال ديكر إيفليث، المحلل في مجموعة الأبحاث والتحليل الذي حلل صور الأقمار الصناعية أن "إيران أثبتت قدرتها على ضرب إسرائيل بقوة إذا أرادت ذلك، وعلى الرغم من أن القواعد الجوية تُعتبر أهدافاً صعبة وتقلل من احتمالية وقوع قتلى، إلا أن إيران قد تختار مستقبلاً أهدافاً مدنية أو قواعد عسكرية مكتظة، مما قد يتسبب في خسائر كبيرة".

وأضاف إيفليث قائلاً: "نظراً لأن إسرائيل قد تعهدت علناً بضرب إيران، فمن المحتمل أن هذا التبادل الصاروخي لن يكون الأخير"، محذّراً من عدم قدرة "إسرائيل" على الصمود أمام ذلك، موضحاً أن "ما يقلقني هو أن إسرائيل قد لا تكون قادرة على تحمل تبادل الضربات على المدى الطويل، إذا تحول هذا الصراع إلى مواجهة ممتدة الأمد".

إلى جانب ذلك، لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه، على الرغم من عدم إصابة الصواريخ للطائرات وفقاً لما ذكرته، إلا أن تلك الصواريخ قد تكون لها آثار مدمرة إذا تم إطلاقها على مدينة مثل "تل أبيب" أو إذا وُجِّهت إلى أهداف عالية القيمة مثل مصافي النفط التابعة لمجموعة بازان بالقرب من حيفا، التي تُعتبر أكبر منشأة متكاملة للتكرير والبتروكيماويات في "إسرائيل"، مما قد يؤدي إلى كارثة بيئية.

اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": صواريخ إيران اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضربت منشآت عسكرية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك