"بلومبرغ": أوروبا تسابق الزمن لتعويض تأخرها في حرب المسيّرات.. ما التحديات؟
تقرير لوكالة "بلومبرغ" يقول إنّ "تزايد اقتحامات الطائرات المسيرة للمجال الجوي الأوروبي يدفع الحلفاء الغربيين إلى الإسراع في تعزيز دفاعاتهم، لكن القارة تواجه تحديات جمة ستصعّب الاستجابة السريعة".
-
"بلومبرغ": أوروبا تتسابق للحاق بركب حرب المسيّرات.. ما التحديات؟
أشارت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إلى أن "تزايد اقتحامات الطائرات المسيرة للمجال الجوي الأوروبي دفع الحلفاء الغربيين إلى الإسراع في تعزيز دفاعاتهم، لكن القارة تواجه تحديات جمة ستصعّب الاستجابة السريعة".
"جدار للطائرات من دون طيار"
منذ أن صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الشهر الماضي بأن الاتحاد الأوروبي سوف يبني "جدار الطائرات بدون طيار" (نظام دفاعي متكامل يستخدم الطائرات المسيّرة أو الوسائل المضادة لها مثل الرادارات، الأنظمة الكهرومغناطيسية، المسيّرات الاعتراضية..)، سارع المسؤولون وقادة الصناعة في بروكسل وفي جميع أنحاء الكتلة إلى إيجاد طرق لتحويل ذلك إلى حقيقة واقعة، وفقاً للوكالة.
ومن المُتوقع، بحسب قولها، أن يُحرز قادة الاتحاد الأوروبي، الذين سيجتمعون بشكل غير رسمي في كوبنهاغن يوم الأربعاء، تقدّماً في خطة فون دير لاين، لكن من المُرجّح أن يُؤخّرها تعقيدها والتمويل اللازم لها لسنواتٍ مقبلة.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في جلسة نقاش في وارسو يوم الاثنين: "نحن لا نتحدث عن مفهوم سيتحقق خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، بل أعتقد أنه سيتحقق خلال فترة أطول".
وأضاف: "لذا، علينا أن نفكر ونتصرف وفقاً للأولويات، وهذه أولويات أخرى في رأيي".
ما الهدف الأساسي؟
ووصف شخص مطلع على الأمر للوكالة الفكرة بأنها مجرد ذريعة للعلاقات العامة تُخفي واقعاً معقداً، وأشار آخر إلى صعوبة إنشاء جدار دفاعي ضد الطائرات المسيرة على طول الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي نظراً إلى النشاط الهائل لطائرات الركاب والبضائع في المجال الجوي الأوروبي، ما يُضاعف خطر الأضرار الجانبية.
ولفتت الوكالة إلى أن الهدف الرئيسي للاتحاد الأوروبي هو معرفة من سيكون مسؤولاً عن التنسيق وكيفية ربط ومزامنة المبادرات الوطنية والإقليمية القائمة لتجاوز الأصول الوطنية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
لكن النشاط المحموم حول الطائرات بدون طيار يهدد بالطغيان على قلق أكثر عمومية، وهو أن أوروبا تفتقر إلى الدفاع الجوي والصاروخي الكافي وتعتمد بشكل كامل تقريباً على الولايات المتحدة في ما يتصل بقدراتها بعيدة المدى.
وقال الرئيس اللاتفي، إدغارز رينكيفيتش، في مقابلة مع "بلومبرغ" يوم أمس الثلاثاء: "لا تزال مسألة الدفاع الجوي التقليدي هي القضية الأهم".
وبينما أقرّ بأن الطائرات المسيّرة "عامل بالغ الأهمية في الحرب"، حذّر من "الوقوع في الطرف الآخر" وإغفال قضايا أخرى أكثر إلحاحاً.
ما صعوبات تعزيز الحدود الأوروبية؟
وأوضحت الوكالة أن من الصعوبات الأخرى التي تعترض تعزيز الحدود الشرقية لأوروبا صعوبة التمويل، فلم يتبقَّ للدول الأعضاء سوى شهرين لتقديم مشاريعها التي ستُموّل من صندوق قروض الاتحاد الأوروبي البالغ 150 مليار يورو (176 مليار دولار)، ولا يُتوقع أي تمويل آخر حتى بدء العمل بالميزانية الجديدة عام 2028.
ومن المتوقع أن يتوفر ما يصل إلى 4 مليارات يورو بحلول نهاية العام، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. ورغم أن هذه الأموال مخصصة بشكل رئيسي لأوكرانيا، فقد كان هناك أمل في أن تستفيد منها أوروبا، من خلال منحها إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الأوكرانية أو حث الشركات الأوكرانية على إنتاج قدرات للاتحاد الأوروبي.
وفي ما يتعلق بالمال، تتوقع ألمانيا مناقشة مكثفة بين زعماء الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن حول كيفية تمويل المشاريع الأوروبية الرائدة مثل جدار الطائرات من دون طيار، وفقاً لمسؤولين في برلين.
وبحسب قولهم، في حين أن أكبر اقتصاد في الاتحاد يزيد إنفاقه الدفاعي بشكل كبير ويتوقع من العواصم الأخرى أن تفعل الشيء نفسه على المستوى الوطني، فإنه ضد أي اقتراض مشترك في هذه المرحلة.