"بلومبرغ": الناخبون الهولنديون يتجهون نحو الوسطيين مع تراجع اليمين المتطرف
"بلومبرغ" تفيد بأن الناخبين الهولنديين يتّجهون نحو الأحزاب الوسطية، حيث يُتوقع أن يفوز حزب الديمقراطيين (D66) بـ 26 مقعداً من أصل 150 في مجلس النواب.
-
علم هولندا (أرشيف)
ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الناخبين في هولندا منحوا دفعة قوية للأحزاب الوسطية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في وقتٍ تراجع فيه دعم اليمين المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز.
وأشارت الوكالة إلى أن حزب الديمقراطيين (D66)، المؤيد للاتحاد الأوروبي والمركّز على أزمة الإسكان، بات مستعدّاً للعب دور محوري في تشكيل الحكومة المقبلة، بعدما تضاعف دعمه نحو 3 مرات.
وبحسب توقعات وكالة الأنباء الهولندية "ANP" بعد فرز 98% من الأصوات، من المتوقع أن يفوز الحزب بـ 26 مقعداً من أصل 150 في مجلس النواب.
تراجع حزب الحرية
في المقابل، حصل حزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز على 26 مقعداً أيضاً، لكنه خسر 11 مقعداً مقارنة بالانتخابات السابقة، فيما تستبعد معظم الأحزاب الهولندية التعاون معه، ما يعني أنّه سيبقى معزولاً سياسيّاً رغم عدد مقاعده، وفقاً لـ"بلومبرغ".
صعوبة تشكيل الحكومة
كما أوضحت الوكالة، أنّ تجزئة البرلمان الهولندي تجعل عملية تشكيل الحكومة من بين الأبطأ في أوروبا، إذ يضم البرلمان 15 حزباً. فبعد الانتخابات السابقة، احتاجت 4 أحزاب أكثر من 7 أشهر للتوصل إلى اتفاق ائتلافي.
وترى "بلومبرغ" أنّ زعيم حزب "D66"، روب جيتن، يقف الآن في موقع يمكّنه من قيادة مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وربما يصبح رئيس الوزراء القادم للبلاد.
بدوره، قال جيتن في خطاب أمام أنصاره: "لقد نجحنا. لقد طوى ملايين الناخبين الهولنديين صفحة الماضي وودّعوا سياسة السلبية والكراهية".
وكان انسحاب فيلدرز المفاجئ من الائتلاف الحاكم في حزيران/يونيو الماضي، قد أدّى إلى انتخابات مبكرة أضعفت موقع حزبه.
وذكرت الوكالة، أنه رغم إقراره بالهزيمة في البداية، كتب فيلدرز على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس: "يرغب حزب الحرية في قيادة عملية تشكيل الحكومة إذا أصبحنا الحزب الأكبر… ما دامت الأمور غير واضحة تماماً، فلا يمكن لأي مسؤول من حزب D66 أن يبدأ هذه المهمة. سنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك".
تحالف وسطي محتمل
وتوقعت "بلومبرغ" أن يقود حزب D66 ائتلافاً وسطيّاً يضم الحزب الديمقراطي المسيحي المعتدل، وتحالف اليسار الأخضر والعمال، وحزب الشعب اليميني الوسطي.
ومن المنتظر إعلان النتائج النهائية للانتخابات في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، على أن يبقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته ديك شخوف في منصب تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
وخلال الحملة الانتخابية، ركّز جيتن على أزمة الإسكان باعتبارها الشاغل الأكبر للناخبين، كما دعا إلى إيجاد توازن في سياسات الهجرة بين استقطاب الكفاءات الدولية وتقليص العمالة الأقل أهمية للاقتصاد الوطني.
بدورها، أشارت أستاذة السياسة الهولندية في جامعة "لايدن"، سارة دي لانغ، إلى أن "الرهان الحقيقي في هذه الانتخابات هو ما إذا كان من الممكن تشكيل حكومة مستقرة، قادرة على تقديم التنازلات والبقاء في السلطة لمدة أربع سنوات".