"العنف في الساحل قوّض الثقة".. ألمانيا تطالب السلطات السورية بضمان أمن جميع السوريين

بعد موجة العنف التي شهدها الساحل السوري أخيراً من قبل مجموعات مسلحة تابعة للإدارة الانتقالية الجديدة، وزيرة الخارجية الألمانية تدعو دمشق قبيل زيارتها لها ضمان أمن جميع السوريين، مشيرةً إلى أنّ العنف قوّض الثقة بها.

0:00
  • وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك
    وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السلطات السورية بضرورة "ضمان السلام والأمن لجميع السوريين"، وذلك بعد أسبوعين على مواجهات عنيفة أودت بحياة أكثر من 1500 سوري على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت بيربوك في بيان، اليوم الخميس، قبيل زيارة مرتقبة إلى دمشق إنّ "أعمال العنف قوّضت الثقة في السلطات السورية الجديدة".

وجاء في البيان "يخشى العديد من السوريين من أنّ الحياة في سوريا المستقبلية لن تكون آمنة بالنسبة إلى جميع السوريين".

وشددت بيربوك في البيان على أنّ "موجات العنف المروّعة قبل أسبوعين كلّفت قدراً هائلاً من الثقة".

ضرورة السيطرة على المسلحين في صفوف الحكومة الانتقالية

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية الحكومة السورية الانتقالية التي تولّت السلطة في البلاد بعد سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى "ضمان سيطرتها على المجموعات المسلّحة ضمن صفوفها".

وشددت بيربوك على أنّ "على الحكومة السورية محاكمة المسؤولين عن العنف وضمان السلام والازدهار في كل أنحاء سوريا"، مشيرةً إلى أنه "هذه هي المهمة الضخمة التي تواجه الحكومة الانتقالية السورية في عهد أحمد الشرع".

كذلك أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنها ستستغل زيارتها للتوضيح للحكومة السورية أنّ "قلب صفحة جديدة في العلاقة بين أوروبا وألمانيا من جهة، وسوريا من جهة أخرى، مشروط بتمتع جميع السوريين بالحرية والأمن بغض النظر عن المعتقد والنوع الاجتماعي والعرقية".

وشهدت منطقة الساحل السوري أسوأ موجة عنف وإبادة ضد الطائفة العلوية، في الأيام التي تلت السادس من آذار/مارس الماضي.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 16 آذار/مارس الجاري، أنه حصل على 4 أشرطة مصورة تُوثق عمليات إعدام ميدانية بحق شبان عُزّل من الطائفة العلوية، نفّذتها عناصر أمنية في قرية الشير بريف اللاذقية، في السابع من آذار/مارس الجاري.

وبحسب "المرصد السوري"، فقد قتلت القوات الأمنية ومجموعات رديفة لها أكثر من 1500 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد.

إعادة افتتاح السفارة الألمانية في سوريا

في السياق ذاته، أعلن المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا أن الوزيرة بيربوك أعادت اليوم افتتاح السفارة الألمانية في سوريا رسمياً. وقال "يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل"، لكنه أوضح "للأسف، لا يزال فريقنا صغيراً، لذا ستبقى شؤون التأشيرات والقنصليات تُدار من بيروت للفترة المقبلة". 

وفي السياق، أكّدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير كتبه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، أنّ العنف، الذي شهدته المدن الساحلية في سوريا، يُعَدّ مؤشراً مُقلقاً على احتمال انقسام البلاد إلى مناطق طائفية.

وشدّد الكاتب على أنّ العنف الطائفي يُمثّل جرس إنذار لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، واصفاً وعد الشرع بتشكيل حكومة شاملة بـ"الفارغ، إلى حدٍّ كبير، حتى الآن".

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": صراع سوريا لتوحيد الجيش يصعب أمام عدم السيطرة على العنف

اخترنا لك