"رماة ماهرون": تطور سلاح ضد الدروع لدى حزب الله.. ضابط يكشف ماذا ينتظر الاحتلال

سلاح "ضدّ الدروع" هو أحد الاختصاصات الكثيرة في المقاومة الإسلامية في لبنان، وقد جعلت المواجهة الحالية هذا السلاح يأخذ صدارة هذه المرحلة.. فكيف تطور هذا السلاح؟ وبماذا توعد قيادي في حزب الله الاحتلال؟

  • "رماة ماهرون": تطور سلاح ضد الدروع لدى حزب الله.. ضابط يكشف ماذا ينتظر الاحتلال

تحدث محلّل الميادين للشؤون السياسية واللبنانية، عباس فنيش، عن توسيع المقاومة الإسلامية في لبنان لعملياتها في اليومين الأخيرين. وتطرق فنيش إلى إسقاط مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع "هرميز 450" بصاروخ أرض جو، مؤكداً أنها "عملية نوعية ودقيقة".

وأشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي "نفّذ بشكلٍ مباشر بعض الغارات ووصل إلى البقاع، وهو يقول بالتالي أنا أقوم بالتوسيع"، مضيفاً أنّ "المقاومة جاءت لتقول للإسرائيلي: أنت توسع بالمدى، وأنا لدي أسلوبي أيضاً وطريقة فهمي للتوسيع، فإذا بها تذهب وتستهدف هذا العمق لدى الاحتلال".

وأكد فنيش أنّ المقاومة في لبنان تقوم باستهداف قواعد وقدرات عسكرية إسرائيلية كبيرة، لافتاً إلى أنّ هذه الاستهدافات تؤتي ثمارها إما تدميراً وإما قتلاً.

وتحدث فنيش عن عمليات المقاومة اليوم، مشيراً إلى أنّ حزب الله استهدف "ميرون" و"جعتون"، إلى جانب استهداف مواقع "رويسات العلم"، "البغدادي"، "تلة الطيحات"، "الرمثا"، وموقع المرج.

  • المواقع الإسرائيلية التي استهدفتها المقاومة اليوم

وفي هذا الصدد، أوضح محلل الميادين أنّ المقاومة تقوم بالاستهداف بهذه الطريقة ضمن سياق التوسيع على طريقة حزب الله.

حزب الله يوسّع على طريقته

كما تطرق فنيش إلى نسق عمليات المقاومة في اليومين الماضيين، مشيراً إلى أنه في البداية كان هناك عمل بصاروخ أرض- جو، ومن ثم الجولان المحتل كان في دائرة النار، هذا إلى جانب استهداف متعدد لقواعد إسرائيلية،وغزارة في صواريخ "الكاتيوشا"، إضافةّ إلى استهداف وتدمير قاعدة "ميرون" للمراقبة الجوية.

  • نسق عمليات المقاومة في لبنان في اليومين الماضيين

وأكد أنّ "حزب الله يوسّع على طريقته، فهو يكثّف ويستهدف حيثما يعتقد أنه يوصِل الرسائل المطلوبة للاحتلال الإسرائلي، والتي تحذره من الذهاب إلى حربٍ من دون سقوف".

صواريخ "ألماس"

كذلك، تحدث فنيش عن استخدام المقاومة الإسلامية لصواريخ "ألماس" المضادة للدروع، شارحاً الأهداف الإسرائيلية المرمية بالمنظومة الخاصة.

وأوضح أنّ الهدف الأول للصواريخ هو المواقع، حيث كان الصاروخ الأول منها على موقع "جل العلام" وثم على رأس الناقورة البحري. أما الهدف الثاني فهو الدبابات والآليات، فيما كان الهدف الثالث الثكنات والمباني الإسرائيلية.

ولفت فنيش إلى أنّ المقاومة تستفيد من أسلحتها الاستفادة القصوى، مشيراً إلى أنّ هذه الاستفادة هي "عمل كبير ودؤوب وفهم لطبيعة الميدان ولطبيعة المهمة الموكلة فيها، وطريقة تكتيك تعتمدها المقاومة تكذّب ادعاءات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية".

 ما شاهده العدو لم يتجاوز 5% من قدراتنا

هذا وأكد قائدٌ في "سلاح ضد الدروع" في المقاومة الإسلامية - حزب الله للميادين، أنّ المقاومة "تكيّفت مع أي متغيّر يمكن أن يلجأ إليه العدو من خلال معرفتها الكبيرة بالأرض"، مؤكداً أنّ "ما شاهده العدو لم يتجاوز الـ5% من مستوى قدراتنا".

وأوضح، في سياق عمليات المقاومة، أنّ المقاومين لم يرموا الصواريخ من القرى والبيوت لإبعاد الأذى عن المدنيين، على الرغم من أنّ ذلك يمثل لهم بعض الإعاقة.

وأضاف القائد في المقاومة الإسلامية أنّ "نظام المعركة مع العدو كان امتحانه عملية طوفان الأقصى، ويمكننا القول إننا تفوقنا على نظام معركة العدو، لأنّ العدو ادعى كذباً أنّه قضى على 50 خلية من حزب الله في سلاح ضد الدروع، في الوقت لم يتجاوز عدد شهدائنا في سلاح ضد الدروع الذين سقطوا في المواجهة مع العدو عدد أصابع اليد الواحدة".

كيف وصلت المقاومة إلى هذه المرحلة؟

وفي هذا الإطار، أكد فنيش أنّ المقاومة راكمت خلال سنواتٍ طويلة معرفة بالأرض، وهي تستشرف ماذا سيفعل العدو، وهي قامت بما يلزم استفادةً من هذه الجغرافيا.

وشدّد على أنّ "جيش" الاحتلال لديه عجز حقيقي في القضاء على هذه الخلايا، مشيراً إلى أنّ المقاومة لديها تطور دائم على الجبهة على مستوى القيادة،المعلومات، العمليات، التنفيذ والقادة الميدانيين. 

وبشأن كيفية وصول المقاومة إلى هذه المرحلة من القوة والقدرات، أوضح فنيش أنّ هذا الأمر جاء نتيجة تراكم كبير، مشيراً إلى أنّ أساس هذا التراكم كان سنة 2006.

وبحسب ما تابع، "فعندما نتكلم عن سنة 2006 لا يمكننا أن نبدأ إلا من مقدمات الحرب، أي من العام 2000، لأنّ هذه الحرب تمّ الاستعداد لها بناءً على معطيات وعلى استشراف من قبل المقاومة".

فبين عامي 2000 و2005، كان هناك قناعة لدى القائد الشهيد ةعماد مغنية والمجلس الجهادي في المقاومة والقيادة العسكرية والأمين العام لحزب الله، أنّ الاحتلال لن يسكت عن انسحابه من لبنان عام 2000، لذا كان التحضير تحت عنوان "الدفاع عن الأرض".

وهذا التحضير، وفق فنيش، يستلزم إعداد أنساق دفاعية وقتال صدّ ومنع، مشيراً إلى متابعة حثيثة لـ"جيش" الاحتلال، وفي المقابل، كانت المقاومة تقوم بما يلزم التجهيز.

أما في العام 2006، فكانت الاحتكاك والمفصل، حيث نزلت المقاومة و"جيش" الاحتلال الى الميدان، وأصبح هناك مواجهة ومبادرة لدى المقاومة في اشتباكاتها.

وأكد فنيش أنّ المعركة البرية الإسرائيلية أُفشلت في النهاية، وسقطت الشروط السياسية للاحتلال.

أما عنوان العمل ما بعد 2006، فكان تدمير "جيش" الاحتلال براً، مشيراً إلى أنه بعد استشهاد القائد عماد مغنية، استمرّت المقاومة في تطوير نفسها، كما استفادت من حروب غزة المتتابعة، وحتى استفادت من ميدان المقاومة العراقية.

معرفة العدو

وفي إطار الحديث عن خبرة سلاح ضد الدروع للمقاومة في مواجهة الاحتلال، أكد القائد لدى المقاومة الإسلامية أنّ 40 عاماً هي عمر تجربة المقاومة مع العدو، موضحاً أنّ سلاح ضد الدروع للمقاومة كان يتعامل مع العدو خلال الأعوام هذه.

وأضاف قائلاً: "خبرنا العدو جيداً، ولدينا مواكبة للعدو بشكل يومي"، مؤكداً: "لا نغفل صغيرة ولا كبيرة للعدو، وبالتالي هذه المتابعة التفصيلية لكل متغيرات العدو جعلتنا نكون في مكان نعرف جيداً قدراته وتكتيكاته".

وأوضح، للميادين، أنّ هذه المعرفة هي واحدة من أهم العناصر التي ساعدت مجاهدي المقاومة في التفوق على العدو في نظام معركته.

منظومة ثار الله

وفي ما يخص منظومة "ثار الله" المضادة للدروع، قال القائد إنّ المقاومة أعلنت عن هذه المنظومة قبل عام، لكن ابتكارها كان عام 2015، مؤكداً أنّ هذا الإصدار الأول منها.

وشدّد الضابط  في سلاح ضد الدروع على أنّ "ما يجب أن يتوقعه العدو في الحرب المقبلة هو أجيال جديدة من منظومة ثار الله.

استهداف "ميرون" رسالة للعدو

وتطرق الضابط في المقاومة إلى استهداف المقاومة لقاعدة "ميرون" الجوية الإسرائيلية، موضحاً أنّ "عملية ميرون ليست عملية كاملة المواصفات بحسب الاعتقاد الذي حضرناه نحن في هذا المجال".

وأكد أنّ استهدافها هو "رسالة للعدو بأنّ المقاومة تستطيع تدمير هذه القاعدة الجوية الأولى الموجودة على مستوى الكيان".

"غابة من الصواريخ المضادة للدروع"

هذا وأكد الضابط أنّ "المعركة القادمة إنّ حصلت سيرى العدو أضعاف ما يراه في الوضع الحالي، سنافجئه بكل ما للكلمة من معنى".

وتوعد الاحتلال قائلاً إنّ "الحرب لو وقعت سيقع العدو في غابة من الصواريخ المضادة للدروع"، مؤكداً أنّ الاحتلال "لن يستطيع إخراج جندي من الميادان في ما لو قرر الدخول إلى أرضنا".

اقرأ أيضاً: "رماة ماهرون": مميزات سلاح ضد الدروع في حزب الله.. ما الذي كشفه قيادي للميادين؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك