"صداقتنا مع دول الشرق الأوسط حقيقية".. زاخاروفا للميادين: لا نفرض شيئاً على أحد

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تؤكد للميادين أن بلادها، وخلافاً لدول الغرب، لا تفرض على أحد أيديولوجيتها، وأن علاقاتها مع الآخرين قائمة على المساواة والاحترام المتبادل للسيادة.

0:00
  • المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (أرشيف)
    المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (أرشيف)

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ روسيا لا تفرض أيديولوجياتها على أحد، ولا تملي على أحد من يصادق أو لا يصادق.

جاء كلام زاخاروفا رداً على سؤال وجّهته إليها الميادين عن إمكانية الحديث عن شراكة استراتيجية كاملة لروسيا مع الدول العربية في الوقت الذي تتمركز أكبر القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها، وعن تأثير هذا العامل في العلاقات بين روسيا والدول العربية.

وشددت زاخاروفا على أنّ علاقات روسيا مع العالم العربي، وكذلك مع دول المناطق الأخرى، مبنية تقليدياً على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة الطرفين لمصالح بعضهما بعضاً، على عكس دول الغرب مجتمعة.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن هذا الموقف المبدئي الذي عبرت عنه بكلمات بسيطة موضّح بالمصطلحات المناسبة في الوثائق العقائدية المفاهيمية.

وأكدت أنه بفضل هذا النهج تمكنت روسيا من إقامة علاقات صداقة حقيقية مع شعوب الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، لافتةً إلى أنّ تاريخ هذه العلاقات يعود إلى ماضٍ بعيد، بحيث تعود جذورها إلى قرون خلت، قبل أن يسمعوا في هذه البلدان أو المناطق عن الولايات المتحدة الأميركية.

"وبالاعتماد على هذا الأساس المتين، نواصل تطوير تعاون متعدد الأوجه مع شركائنا العرب"، قالت زاخاروفا للميادين، قبل أن تضيف أنّ "كثافة التبادل على جميع المستويات ومؤشرات التعاون التجاري مع دول المنطقة التي تتزايد من عام إلى آخر تتحدث عن نفسها".

ورأت زاخاروفا أنّ وجود القواعد الأميركية يمنع العديد من الدول، بما في ذلك دول المنطقة، من تطوير علاقاتها بشكل كامل مع من تودّ وترغب. وعندما تثير دولة ذات سيادة مسألة انسحاب القواعد الأميركية من أراضيها، فإن الولايات المتحدة ترفض ذلك.

وقالت زاخاروفا إنّ الولايات المتحدة الأميركية جاءت إلى دول متعددة بطرق مختلفة. وفي بعض الحالات، كان الأمر عبارة عن احتلال مباشر للبلد بأكمله والاستيلاء على المناطق الأكثر أهمية بغرض استغلال الموارد الطبيعية.

وأكدت زاخاروفا أنّ "من الصعب جداً على دول المنطقة أن تضمن أنّ القوات المسلحة الأميركية، سواء كانت قوات نظامية، أو مرتزقة، أو شركات عسكرية خاصَّة تابعة للولايات المتحدة، ستغادر أراضيها السيادية"، مضيفةً: "هذا أمرٌ صعبٌ للغاية. لذلك، تجد الدول نفسها لسبب أو لآخر، طوعاً أو قسراً، في حالة احتلال من قبل القوات الأميركية".

وأشارت زاخاروفا إلى أنهم يجب أن يعرفوا: إلى ماذا يؤدي ذلك؟

وفي الإجابة عن هذا السؤال، ضربت زاخاروفا ألمانيا مثالاً، لأنها، وكما تقول عن نفسها، دولة لديها نظام متطور من العلاقات القانونية وتاريخ ديمقراطي وما إلى ذلك، مشيرةً إلى أنّ فيها قاعدة عسكرية أميركية كبيرة، كما لو أن ألمانيا تشعر بالأمان نتيجة ذلك.

ولفتت إلى أنّ ألمانيا حُرمت من أهم عنصر من عناصر البنية التحتية لأمن الطاقة، من خلال "نورد ستريم 1 و2"، وتعرضت مستشارتها للتنصت بشكل منتظم من قبل الأميركيين، فيما تتمركز فيها القاعدة الأميركية على أرضيها، موضحةً: "هذا هو الجواب على السؤال عما يفعلونه هناك".

وختمت زاخاروفا بالتأكيد أنّ هذا ما تفعله القواعد الأميركية، ليس فقط في هذه المنطقة (ألمانيا)، وليس فقط في المنطقة التي ذكرها السؤال، بل تنطبق على جميع مناطق العالم أينما وصلت قدمٌ بحذاء أميركي.

اقرأ أيضاً: روسيا تدعو لوقف إطلاق النار في السودان وإقامة حوار وطني

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك