"فايننشال تايمز": زيارة بوتين إلى الصين تُظهر أن التهديدات الأميركية مجرد أمنيات

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تتحدث عن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، مشيرةً إلى أنّ هذه الزيارة تُظهر أن التهديدات الأميركية مجرد أمنيات.

  • الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره الصيني، شي جين بينغ، خلال زيارة سابقة له إلى بكين في تشرين الأول/أكتوبر 2023

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستعد للسفر إلى الصين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ التعديلات الوزارية التي أجراها بوتين، الأحد الماضي، لم تمس بمناصب المسؤولين الرئيسيين في العلاقات الصينية - الروسية، لافتةً إلى أنّ وزير الدفاع الجديد، أندريه بيلوسوف،وهو خبير اقتصادي، يتمتع بعلاقات عميقة مع القيادة الصينية.

وذكرت الصحيفة أنّه منذ شباط/فبراير 2022 (بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا)، أصبحت بكين أكبر سوق للنفط والغاز الروسي، فضلاً عن كونها مصدراً رئيسياً للواردات.

بينما هدّد البيت الأبيض، في كانون الأول/ديسمبر، بفرض عقوبات على "أي بنك يسدد مدفوعات روسيا". وفي وقت سابق من هذا العام، زارت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الصين وعرضا "التهديدات" للقادة الصينيين والمؤسسات المالية، وفق الصحيفة.

ومع ذلك، فإن الآمال بأن تؤدي التهديدات الأميركية  إلى حل المشكلة بشكل نهائي هي "مجرد أمنيات"، بحسب ما أكدت "فايننشال تايمز"، التي شدّدت على أنّ الحكومتين الروسية والصينية أظهرتا قدرة ملحوظة على التكيف مع القيود الأميركية.

وبالعودة إلى زيارة بوتين، فقد قالت الصحيفة إنها "تمثل فرصة جديدة لتبادل الأفكار بشأن الخيارات في الخفاء قبل تنفيذها بهدوء"، مرجحةً أن يرافق الرئيس الروسي فريق من ذوي الخبرة من البنك المركزي ووزارة المالية المسؤولين عن حملة الكرملين لإلغاء دولرة النظام المالي في البلاد منذ عام 2014.

ولفتت إلى أنّ حملة الكرملين في هذا الإطار مكنت البلاد من تحمل الصدمة الأولية للعقوبات، ثم تحويل نظامها المالي بسرعة من الاعتماد على الدولار الأميركي واليورو الأوروبي إلى الاعتماد على الرنمينبي الصيني.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنّه بحلول كانون الأول/ديسمبر 2023، استحوذ الرنمينبي على أكثر من ثلث التسويات في التجارة الروسية مع الشركاء الأجانب، بعد أن كانت صفراً تقريباً قبل الحرب في أوكرانيا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تحويل الديون من الدولار واليورو إلى الرنمينبي.

وأكدت "فايننشال تايمز" أنّ روسيا والصين تستخدمان البنية التحتية المحلية لإتمام المعاملات وتخليصها، مشيرةً إلى أنّ موسكو ستعمد في خطوة قادمة إلى إنشاء بنية تحتية متطورة لتخليص المدفوعات الأكثر حساسية، لأنّ "الخطوة السابقة لا تحمي وحدها البنوك الصينية من العقوبات إذا اكتشفت واشنطن أي معاملات"، وفق الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ البنوك الصينية الإقليمية البالغ عددها 4500 بنك لديها بالفعل علاقات مراسلة مع البنوك الروسية، مرجحةً "ألا تشمل المعاملات أي بنك صيني كبير مدمج في النظام المالي العالمي".

وفي ضوء ما سبق، شددت "فايننشال تايمز" على إمكانية صقل السلطات الصينية للبنية التحتية المالية، بما يسمح أن تستخدمها الدول الأخرى التي تسعى إلى إيجاد ترياق مضاد لتحويل واشنطن الدولار إلى سلاح.

الكرملين: بوتين يزور الصين يومي 16 و17 الشهر الجاري

وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين يومي 16 و17 الشهر الجاري بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ.

وجاء في بيان الكرملين أن الزعيمين الروسي والصيني سيبحثان مجموعة كاملة من قضايا الشراكة الشاملة والتعاون الثنائي الاستراتيجي، والقضايا الدولية والإقليمية.

وفي أعقاب محادثاتهما، سيوقّع الرئيسان بياناً مشتركاً وعدداً من الاتفاقات الثنائية.

كما سيشاركان في احتفالات الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسيأذنان بإطلاق عامي الثقافة الروسية والصينية في البلدين.

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": الحملة الأميركية لعزل روسيا فشلت

اخترنا لك