"فزّاعة على منصة الأعداء".. لماذا يرجع نتنياهو إلى مقال في الميادين نت؟

رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتناول مقالاً في الميادين نت، الذي وصفه بالموقع "التابع للأعداء"، للكاتب الفلسطيني محمد هلسة، مستخدماً إياه كفزّاعة يخيف بها المستوطنين من "حربٍ أهلية". كيف يُفسّر كاتب المقال ذلك؟

  • هلسة
    أكد هلسة أنّ ما يُكتب في الميادين نت يعرّي سردية نتنياهو ويفضحها 

في المراسم التي أُقيمت في ذكرى قتلى سفينة "آلتالينا" في "تل أبيب"، استشهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمقال نشره موقع الميادين نت، في كانون الأول/ديسمبر من عام 2022، للكاتب الفلسطيني محمد هلسة.

نتنياهو، ولدى تناوله المقال الذي حمل عنوان "هل ترسو آلتالينا سفينة الحرب الأهلية الإسرائيلية عند شواطئ يافا مرةً أخرى؟"، وصف الميادين نت بالموقع "التابع للأعداء"، محذّراً من اندلاع "الحرب الأهلية في إسرائيل"، ومؤكداً أنّ الانقسام فيها يعكس ضعفها.

اقرأ مقال هل ترسو "آلتالينا" سفينة الحرب الأهلية الإسرائيلية عند شواطئ يافا مرةً أخرى؟ في الميادين نت

كاتب المقال، محمد هلسة، تحدّث إلى الميادين عمّا قام به رئيس حكومة الاحتلال، مؤكداً أنّ قيام الأخير بالرجوع إلى ما يُكتب في منصات الميادين يؤكد أنّها على الجانب الصحيح  من التاريخ، وأنّ ما يُقال ويُكتب فيها يعرّي سردية نتنياهو، وسردية كيان الاحتلال كله، ويفضحها، وأنّ المقاربات التي تقدّمها الأصوات التي تعتلي منصاتها هي الأدق في قراءة الواقع الإسرائيلي.

وفي حين أبدى نتنياهو انزعاجه من هذا المقال، فإنّ هذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها الإسرائيليون انزعاجهم منه، حتى إنّ معهد "الأمن القومي الإسرائيلي" تناوله سابقاً، في إطار محاولته تسليط الضوء على ما يُقال إنّه "تربّص الأعداء للاقتتال الداخلي الإسرائيلي"، كما أضاف هلسة.

وفي مقاله، عمل الكاتب على تشخيص نذر هذا الاقتتال، ومقاربة المشهد الذي كان قائماً في كيان الاحتلال خلال الفترة التي كُتب فيها، مع ما حدث في سفينة "آتالينا". وتلك الفترة شهدت التظاهرات العارمة التي قام بها المستوطنون ضدّ نتنياهو، على خلفية إصراره على إقرار التعديلات القضائية. وترافقت تلك الفترة مع تساؤلاتٍ ومخاوف كبيرة جداً من اندلاع "الحرب الأهلية" في كيان الاحتلال.

لماذا يتناول نتنياهو هذا المقال؟

لدى تناوله الأسباب التي قد تدفع رئيس الحكومة الإسرائيلي إلى تناول المقال الذي نشر في الميادين نت، أوضح كاتبه أنّ نتنياهو بنى سرديته واستراتيجيته خلال الحرب الحالية على فكرة ألا يسمح بتفكيك حكومته، ولو بثمن الاقتتال الداخلي.

وأضاف هلسة أنّ نتنياهو هو الذي يؤجّج نيران هذا الاقتتال، بحيث يدير ظهره إلى كثير مما يطالب به المستوطنون، كاستعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة ووقف الحرب، إلى جانب ما يتعلّق بفرض التجنيد الإجباري على كلّ شرائح المستوطنين.

وتابع هلسة موضحاً أنّ نتنياهو يذهب إلى استخدام فكرة "الحرب الأهلية"، التي يؤجّج نيرانها بنفسه ويغذّيها، من أجل إخافة المستوطنين الإسرائيليين منها.

الكاتب أكد للميادين أنّ المقال الذي تناول "قضية الحرب الأهلية الإسرائيلية" بمنزلة "فزّاعة كتبها باحث عربي فلسطيني على منصة الأعداء، يهزّها نتنياهو بقوة ليقمع خصومه"، من أجل منعهم من التوسّع في الاحتجاجات ضدّه.

وأوضح هلسة أنّ نتنياهو يقرأ المشهد، ويرى أنّ المعسكر المناوئ له آخذ في التوسّع، في حين أنّه يبقى وحيداً على قاربه، بينما تنكمش دائرته، الأمر الذي يجعل لا مناص له، سوى الاستمرار في التلويح بهذه الفزّاعة، معتمداً على سرديته التي تقوم على قمع الخصوم وتخويفهم وشيطنتهم، بحيث يبرّر لنفسه أن يفعل ما يشاء تجاههم.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

اقرأ أيضاً: معركة طويلة.. كيف تحولت الميادين وطواقمها إلى "تهديد أمني" للاحتلال الإسرائيلي؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك