"معاريف": "إسرائيل" تنحدر إلى الهاوية بلا مكابح.. إخفاق يتلوه إخفاق

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تصف في تقرير، تشبث القادة الإسرائيليين في مناصبهم بـ"الفضيحة" وتدعو إلى انتخاب رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة منتخبة، وتعيين رؤساء جدد للأجهزة الأمنية والعسكرية، من غير المتورطين في الفشل.

0:00
  • رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن غالانت خلال مؤتمر صحفي في
    رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت خلال مؤتمر صحفي في "تل أبيب"، 16 كانون الأول/ديسمبر 2023

تتواصل إخفاقات المسؤولين في المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي دون تغيير، ويغيب الرد الفعّال والاعتبارات المناسبة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الأمنية والاجتماعية، ويضر "بالأمل والسلامة العامة"، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق ما أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

ووصف عضو سابق في "الكنيست" عن حزب "الليكود" إيهود ياتوم، استمرار المسؤولين في مهامهم بعد "يوم الفشل الفادح" في الـ7 من أكتوبر على أنه "فضيحة"، معتبراً أن اعتراف كبار المسؤولين المتورطين "حتى الأعناق في الفشل الكبير" بمسؤوليتهم، دون إنهاء مهامهم، واستمرار من هم في الرتب الأدنى في مناصبهم، وترقية شاغلي الوظائف إلى مناصب أعلى، هي "ظواهر خطيرة وغير مفهومة ومثيرة للقلق".

واستغرب ياتوم من استمرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في منصبه، وحمّله المسؤولية الشاملة. وقال "لا تأتونا بمزاعم، السمك ينتن من رأسه"، مضيفاً أنه حتى بعد دخول الحرب شهرها الحادي عشر، يواصل نتنياهو إدارة شؤون "إسرائيل" ويحدد بتصرفاته مصير الأسرى، ومصير الإسرائيليين، ويحمل "على ظهره مسؤوليته الشاملة التي لم يكن يرى حتى هذه اللحظة أنه من المناسب قبولها".

وندّد بمواصلة نتنياهو "إدارة إسرائيل بلا  استراتيجية، وبلا رؤية، وبلا أمل"، كما مواصلة وزير الأمن يوآف غالانت إدارة الحرب، حيث يوافق على العمليات الخاصة لرئيس هيئة الأركان العامة "للجيش" الإسرائيلي هرتسي هاليفي.

وحمّل هاليفي المسؤولية المباشرة عن فشل "الجيش" الإسرائيلي، وعجزه عن حماية مستوطني "غلاف غزة"، إلّا أنه ورغم ذلك لا يستقيل. مضيفاً أنه "يعين المسؤولين ويحدد وجه الجيش للسنوات المقبلة".

وتابع في تقريره، الهجوم على رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونن بار، الذي يتبع لرئيس الحكومة مباشرةً، ويتحمل المسؤولية المباشرة عن عدم إصدار إنذار الحروب الوشيكة. وقال إنه "لا يستمر في منصبه فحسب، بل قد يعين في المستقبل مسؤولين يعادلون مستوى الألوية في الجيش الإسرائيلي".

وتحدد التعيينات الجديدة مستقبل "الشاباك" بحسب وصفه، من ضمنها على مستوى قادة ألوية جدد، موازون لمستوى العمداء، ورئيس قسم موازٍ لرتبة عقيد. وتتم دون تحديد "مدى تورط المعينين في المناصب العليا في أكبر إخفاق وفشل وأكثرها إيلاماً منذ نشأة إسرائيل".

ووصف ياتوم، المشهد السياسي في "إسرائيل" على أنه "إخفاق يتلو إخفاق، يتلوه تشبث بالكرسي، يؤدي إلى عدم تحمل المسؤولية، وغياب القدوة الشخصية"، وقال "كنا نظن أننا شهدنا كل شيء. وكنا نعتقد أننا سنتمكن من الخروج من الأزمة الصعبة، وهي أزمة عملياتية واستخبارية وأخلاقية ووطنية"، لكن "إسرائيل" ما زال ينحدر "إلى الهاوية بلا كوابح ولا مكابح"، بحسب وصفه.

وأكد أن الانحدار مستمر، طالما أنه "لا ينهي كبار المسؤولين على المستوى السياسي والعسكري والاستخباري مهامهم"، وطالما أنه "لم يعد بقية الأسرى الأحياء والأموات إلى منازلهم"، ودعا إلى القيام بكل شيء حتى يتمكن المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة وجنوبها، "من العودة إلى منازلهم المرممة"، وطالب بإجراء "انتخابات ديمقراطية مبكرة"، لأن "لن يكون لدينا أي أمل حتى يتحمل من هم في المناصب الجديدة المسؤولية".

ودعا إلى انتخاب رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة منتخبة، وتعيين رؤساء جدد للأجهزة الأمنية والعسكرية، من غير المتورطين في الفشل، ولا يحملون الفشل على ظهورهم.

اقرأ أيضاً: "هآرتس": هل يسعى نتنياهو إلى حربٍ عالمية؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك