"نيوزويك": هل يتخلى "الجيل Z" عن دونالد ترامب؟

استطلاعات رأي تظهر تراجعاً كبيراً في دعم الرئيس ترامب بين ناخبي "الجيل Z".. ما الأسباب؟

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيفية)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيفية)

كشفت نتائج استطلاعات رأي جديدة تراجعاً كبيراً في دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصةً بين ناخبي "الجيل Z".

وأظهرت التحليلات التي أعدّتها مجلة "نيوزويك" الأميركية استناداً إلى بيانات من كبرى مؤسسات استطلاع الرأي، أن نسبة التأييد لترامب بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً بلغت 37% فقط، بينما ارتفعت نسبة الرفض إلى 58%.

وتأتي هذه النسبة بعد تراجع ملحوظ في دعم ترامب بين هذه الفئة العمرية مقارنة بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث كانت نسبة التأييد له قد وصلت آنذاك إلى 47% بين الناخبين الشباب، مرتفعة من 36% في انتخابات 2020.

وأظهرت استطلاعات أخرى، مثل تلك التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا"، انخفاضاً حاداً في دعم ترامب، إذ لم تتجاوز نسبة المؤيدين 26% بينما وصل الرفض إلى 69%.

وفي استطلاع رأي آخر أجرته جامعة "ماساتشوستس"، سجلت نسبة التأييد 28% فقط مقابل 67% من الرفض.

وفي السياق ذاته، أظهرت استطلاعات رأي من جامعات مرموقة مثل "هارفارد" و"أطلس إنتل" و"جالوب" نتائج مماثلة، حيث تراوحت نسبة المؤيدين بين 31% و34%، فيما تجاوزت نسبة الرفض 60%.

وبيّنت نتائج تحليل حديث أجرته شركة "يوجوف" تراجعاً ملحوظاً في دعم ترامب بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، إذ انخفضت نسبة تأييده الصافية بمقدار 29 نقطة منذ بداية ولايته الثانية، حيث كانت +5 نقاط في كانون الثاني/يناير، لتسجل الآن -24 نقطة.

وعلى الرغم من هذا التراجع، فقد ارتفعت هذه النسبة بشكل طفيف من -29 نقطة في بداية شهر نيسان/أبريل.

وبحسب المجلّة، كان رد الفعل العنيف ضد ترامب ملحوظاً بين فئة الشباب، الذين لعبوا دوراً محورياً في تعزيز صعوده في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

فقد أظهرت البيانات أن 53% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً دعموا ترامب في تلك الانتخابات، مقارنة بنسبة 45% في عام 2020، ما يبرز التحولات الكبيرة في مواقف هذه الفئة. 

أسباب دعمه سابقاً ورفضه حالياً

وعزا علماء النوع الاجتماعي، مثل جاكسون كاتز، فوز ترامب في عام 2024 بين الرجال إلى صورته كـ "شخصية صارمة" ومعادية للصوابية السياسية، مشيرين إلى أن العديد من الناخبين يعتمدون على التصورات أكثر من الأيديولوجيا.

ورأى كاتز أن دعم الشباب لترامب لم يكن قائماً على أيديولوجيا بقدر ما كان شعوراً بأن ترامب هو "مرشح الرجال". ومع ذلك، أثبتت استطلاعات الرأي أن هذه الصورة بدأت تتفكك، خاصةً بين الناخبين الذكور من "الجيل Z".

هذا وانخفضت نسبة تأييد ترامب بمقدار 29 نقطة بين الشباب الذكور بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2024، وهو تراجع أكبر من أي فئة أخرى، بحسب بيانات شركة "يوجوف بلو".

وفي استطلاع آخر أجراه مركز هارفارد، أظهرت النتائج أن 34% فقط من شباب "الجيل Z" يوافقون على ترامب، بينما يعارضه 59%.

وقالت ميليسا ديكمان من معهد "أبحاث الدين العام" إن القلق الاقتصادي أكثر حدة بين "الجيل Z" مقارنة ببقية الفئات العمرية.

كذلك أكد الخبراء الاستراتيجيون أن الشباب أصبحوا أكثر اهتماماً بالاقتصاد والقدرة على تحمّل التكاليف، ما يُضعف دعمهم لترامب.

ويرى بعض المحللين أن إحباط "الجيل Z" من ترامب ليس اقتصادياً فقط، بل يعود أيضاً إلى انعدام الثقة في المؤسسات السياسية، إذ يعدون ترامب تجسيداً للمؤسسة التي يرفضونها.

وأضاف آدم كارلسون أن الشباب لم يتجهوا نحو ترامب في 2024 بسبب ميولهم لجعل "أميركا عظيمة مجدداً"، بل لأنهم غير راضين عن الاقتصاد وعدم ثقتهم بالنظام.

وقالت "نيوزويك"، إنّه كان أيضاً لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير في تآكل ثقة "الجيل Z" بالسياسيين، حيث تساهم المنصات مثل "يوتيوب" و"تيك توك" في تعزيز المحتوى السلبي عن السياسة.

اقرأ أيضاً: ترامب يشكك في نزاهة استطلاعات الرأي بشأن انخفاض شعبيته ويطالب بالتحقيق

اخترنا لك