"نيويورك تايمز": إدارة ترامب تُجيز لـ"C.I.A" تنفيذ عمليات سرية في فنزويلا

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تكشف أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب أجازت لوكالة الاستخبارات المركزية (C.I.A) تنفيذ عملياتٍ سرّية داخل فنزويلا، بالتزامن مع إعداد الجيش الأميركي خياراتٍ لترامب تشمل ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في 15 تشرين الأول/أكتوبر2025 (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في 15 تشرين الأول/أكتوبر2025 (أ ف ب)

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب أجازت لوكالة الاستخبارات المركزية (C.I.A) تنفيذ عملياتٍ سرّية داخل فنزويلا.

وقالت الصحيفة، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، إنّ هذا التفويض يمثّل أحدث خطوة في حملة الضغط المُكثّفة التي تُشنّها إدارة ترامب على فنزويلا، إذ يمنح الوكالة صلاحيات لتنفيذ "عملياتٍ قاتلة"، داخل الأراضي الفنزويلية أو في محيطها الإقليمي، سواء بشكلٍ منفرد أو بالتنسيق مع عملياتٍ عسكرية أوسع.

خطط عسكرية موازية وضغوط متزايدة

وبحسب التقرير، فإنّ هذا التطوّر يأتي بينما يخطط فيه الجيش الأميركي لتصعيد محتمل، ويضع خيارات أمام الرئيس ترامب للنظر فيها، بما في ذلك توجيه ضربات داخل فنزويلا.

وأوضحت الصحيفة أنّ المعلومات تشير إلى انتشار نحو 10 آلاف جندي أميركي في المنطقة، معظمهم في قواعد عسكرية في بورتو ريكو، إلى جانب وحدة من مشاة البحرية على متن سفن هجومية برمائية، إضافةً إلى ثماني سفن حربية وغواصة في البحر الكاريبي.

وأضافت "نيويورك تايمز" أنّ القرار يُصنَّف ضمن ما يُعرف في الأوساط الاستخباراتية بـ "الإيجاز الرئاسي السرّي"، وهو تفويض قانوني يتيح للرئيس الأميركي إصدار أوامر بتنفيذ عملياتٍ سرّية دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، في واحدة من أكثر أدوات السلطة التنفيذية حساسيةً وسرّية في النظام الأميركي.

خطة روبيو – راتكليف: نهج أكثر جرأة

ووفق التقرير، فإن استراتيجية إدارة ترامب بشأن فنزويلا تستند إلى خطةٍ وضعها وزير الخارجية ماركو روبيو بالتعاون مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، للإطاحة بالرئيس مادورو من السلطة.

وأشارت الصحيفة إلى أن راتكليف يُعرف عنه سعيه إلى جعل الوكالة أكثر جرأة في تنفيذ العمليات السرّية. واستذكرت ما قاله راتكليف خلال جلسة تعيينه، بأنه "يسعى إلى أن تكون الـوكالة قادرة على الذهاب إلى أماكن لا يستطيع الآخرون الذهاب إليها، وتنفيذ ما لا يجرؤ أحد على فعله".

ورفض كلٌّ من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية التعليق على المعلومات الواردة في تقرير الصحيفة.

مكافأة مالية و"الحرب على المخدرات" كغطاء سياسي

في موازاة ذلك، عرضت واشنطن مكافأةً تصل إلى 50 مليون دولار مقابل معلوماتٍ تؤدي إلى اعتقال الرئيس نيكولاس مادورو.

وأضافت الصحيفة أنّ إدارة ترامب قدّمت تبريراً قانونياً وهمياً لحملتها، إذ أبلغ الرئيس الكونغرس أنّ الولايات المتحدة في "نزاعٍ مسلح" مع عصابات تهريب المخدرات المصنّفة كـ"منظمات إرهابية غير حكومية"، واصفةً نشاط تلك العصابات بأنه "يشكّل هجوماً مسلحاً ضد الولايات المتحدة".

تاريخ طويل من التدخل الأميركي في أميركا اللاتينية

وذكّرت "نيويورك تايمز" بأنّ وكالة الاستخبارات الأميركية لها تاريخ حافل بالعمليات السرّية في أميركا اللاتينية، بدءاً من انقلاب غواتيمالا عام 1954 ضد الرئيس جاكوبو أربينز، مروراً بغزو خليج الخنازير الفاشل في كوبا عام 1961، وانقلابات البرازيل وتشيلي وإعدام تشي غيفارا في بوليفيا، وصولاً إلى دعم "الكونترا" ضد الساندينيستا في نيكاراغوا خلال الثمانينيات.

وترى الصحيفة أن هذه الخطوة قد تشكّل عودة إلى سياسات التدخّل الأميركية التقليدية في أميركا اللاتينية، لكن بوسائل استخبارية وتقنية أكثر تطوراً.