"واشنطن بوست": كيف تعيد "إسرائيل" رسم خريطة غزة؟

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تكشف أن "إسرائيل" تعيد رسم خريطة غزة، وتحصر الفلسطينيين في ثلث القطاع.

0:00
  • غزة
    دبابة إسرائيلية تتوغل في قطاع غزة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "إسرائيل" تعيد رسم خريطة غزة، وتحصر الفلسطينيين في ثلث القطاع.

"إسرائيل" تغير خريطة غزة

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية غيّرت خريطة غزة بشكل كبير، وأعلنت نحو 70% من غزة إما "منطقة حمراء عسكرية وإما قيد الإخلاء"، منذ استئناف الحرب على القطاع خلال الأسابيع الستة الأخيرة، وفقاً للأمم المتحدة، ما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جيوب متقلصة باستمرار.

ولفتت إلى أن "الجيش الإسرائيلي يقول إن أوامر الإخلاء التي أصدرها تسمح للمدنيين بالفرار قبل اندلاع القتال، ويمكن اعتبار من يبقون مقاتلين. أما عملياً، فيقول الفلسطينيون إن أوامر الإخلاء غالباً ما تُجبرهم على الفرار تحت وطأة النيران".

وقد شملت أوامر الإخلاء الأخيرة مناطق حدودية ومراكز سكانية، وأدت إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

"إسرائيل" توسع "منطقتها الأمنية"

وأكدت الصحيفة أن "إسرائيل وسعت منطقتها الأمنية، المعروفة أيضاً بالمنطقة العازلة، على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر. ويقول الجيش إن هذه الخطوة تهدف إلى منع هجوم لحماس مماثل لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل"، بحسب الصحيفة.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى عدم نيتهم التخلي عن هذه المنطقة. تُعتبر هذه المناطق، التي ينتشر فيها الجيش، "مناطق محظورة"، ويواجه الفلسطينيون خطر التعرض لإطلاق النار إذا اقتربوا منها.

وأوضحت أن أكبر توسع من هذا القبيل كان في مدينة رفح جنوب غزة، التي أُمر الفلسطينيون بإخلائها الشهر الماضي مع دخول القوات الإسرائيلية.

وأضافت: "تقع رفح على الحدود مع مصر، وكان ممر فيلادلفيا، الذي تسيطر عليه إسرائيل على طول تلك الحدود، جزءاً من المنطقة العازلة. هذا الشهر، أعلنت إسرائيل أن المنطقة العازلة تمتد الآن شمالًا إلى مدينة خان يونس وممر موراج المُعلن حديثاً".

التغيرات تنذر باحتلالٍ لغزة

وبيّنت أن هذه التغييرات الجوهرية في خريطة غزة حدثت منذ أن أنهت "إسرائيل" وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع حماس في 18 مارس/آذار واستأنفت حملتها العسكرية، مشيرة إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أن هذه التغييرات الإقليمية قد تنذر باحتلال ممتد لغزة قد يستمر لأشهر أو أكثر.

وحذّرت وكالات إنسانية من أن أوامر الإخلاء وتوسيع "المناطق العازلة" قد عزلت آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم وعن المساعدات التي تشهد شحاً منذ أن فرضت "إسرائيل" حصاراً شاملاً على غزة قبل نحو شهرين.

وتشمل المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء الآن نصف آبار المياه في القطاع والعديد من المرافق الطبية وغيرها من المرافق الحيوية، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ولم يغادر جميع المدنيين بعض المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء.

وتابعت: "كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، سحبت إسرائيل قواتها في البداية، محتفظةً بمنطقة عازلة عرضها بين 700 و1000 متر (أو نصف ميل تقريبًا) داخل غزة. وشكلت هذه المنطقة نحو 17% من مساحة القطاع، وفقاً لمنظمة غيشا الإسرائيلية الحقوقية، التي ترصد حركة المرور في غزة. وكانت هذه المناطق مناطق عسكرية مغلقة، ما حال دون وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم أو منازلهم".

اعتراف إسرائيلي بالتوسع

وفي هذا السياق أيضاً، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في وقت أنّ "الجيش" الإسرائيلي "يستعدّ لتحويل مدينة رفح والأحياء المجاورة لها، التي تُشكّل خُمس مساحة قطاع غزة، إلى جزء من المنطقة العازلة". 

وذكرت "هآرتس" أنّ هذه المنطقة، المحصورة بين "محور فيلادلفيا" جنوباً، وممر "موراغ" شمالاً، "كانت موطناً لما يقارب 200 ألف فلسطيني قبل الحرب"، لكن في الأسابيع الأخيرة، "أصبحت المنطقة شبه خالية من السكان بعد أن أحدث الجيش فيها دماراً واسعاً".

وكان "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ في 29 آذار/مارس الماضي تنفيذ عملية برية في منطقة حي الجنينة في رفح، من أجل ما سمّاه "توسيع المنطقة الأمنية جنوبي غزة".

وفي 2 نيسان/أبريل الجاري، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "الجيش" الإسرائيلي بدأ مناورة برية للسيطرة على أراضٍ في قطاع غزة، وتحويلها إلى "منطقة عازلة بين غزة والغلاف".

اقرأ أيضاً: نتنياهو يكشف عن خطة ضمن تقسيم قطاع غزة.. السيطرة على "محور موراغ" في الجنوب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك