"يديعوت أحرونوت": ماذا سيقدّم ويأخذ ترامب في زيارته للخليج؟

"يديعوت أحرونوت" تنشر مقالاً يتناول ما هو متوقع من زيارة الرئيس الأميركي لدول الخليج. أين "إسرائيل" من الجولة؟

0:00
  • الرئيس الأميركي، دونالد ترامب (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي، دونالد ترامب (أ ف ب)

تحدث الخبير بشؤون دول الخليج، والباحث في معهد الأمن القومي ومؤسسة الشرق الأوسط في واشنطن، يوئل غوجنسكي، عمّا "سيقدّمه ويأخذه" ترامب في زيارته المرتقبة للخليج.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رأى غوجنسكي أنّ الزيارة "ليست مجرد جولة بروتوكولية، بل صفقة ضخمة بمصالح متبادلة".

وأضاف غوجنسكي أنّ ترامب، "الذي لا يملك حتى الآن إنجازاً واضحاً في السياسة الخارجية، يسعى لتحقيق مكاسب، ولا سيما اقتصادية، يمكنه تقديمها كنجاحات في حملته السياسية المتصاعدة".

"ترامب يمنح الرياض دوراً مهماً في ملفات إقليمية"

غوجنسكي قال إنّ السعودية "تحتلّ موقعاً محورياً في أجندة ترامب، تماماً كما كانت في ولايته الأولى"، بحيث "يمنحها دوراً مهماً في ملفات إقليمية، حتى في وساطة أولى مع روسيا بشأن أوكرانيا".

وأوضح الكاتب أنّ على رأس أجندة زيارة ترامب، تبرز قضايا تتعلق بالتعاون النووي، إذ "تسعى السعودية للحصول على دعم أميركي لتطوير برنامج نووي مدني، على غرار ما فعلته الإمارات".

لكن إصرار الرياض على تخصيب اليورانيوم محلياً "يضع الإدارة الأميركية في مأزق"، بحسب غوجنسكي، لأنّ الموافقة على ذلك "ستشكّل سابقةً خطيرةً تؤثّر في المحادثات مع إيران وعلى جهود منع الانتشار النووي".

"توقّع إعلان صفقات سلاح ضخمة"

أما في موضوع صفقات السلاح، فتوقّع غوجنسكي "الإعلان عن صفقات ضخمة، على الرغم من تراجع عائدات النفط".

وفي هذا الشأن، أوضح غوجنسكي أنّ صفقات الأسلحة، من وجهة نظر دول الخليج، "تمثّل وسيلةً لتعميق الشراكة مع واشنطن، وخلق التزام طويل الأمد، حتى وإن أضرّت بتفوق إسرائيل العسكري النوعي".

كذلك، "تسعى الدول الخليجية إلى توقيع اتفاقيات دفاعية ملزمة مع الولايات المتحدة، لكنها تصطدم بواقع سياسي أميركي لا يسمح بسهولة بإبرام معاهدات تتطلب موافقة الكونغرس"، كما تابع غوجنسكي.

ولذلك، رجّح الكاتب "أن نرى اتفاقات أمنية أقل رسمية".

"الذكاء الاصطناعي في جدول المباحثات"

إضافةً إلى ذلك، ذكر غوجنسكي أنّ التكنولوجيا، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، "ستكون في جدول المباحثات"، حيث "تطمح دول الخليج إلى الوصول إلى تقنيات أميركية متقدمة لم تكن متاحةً لها سابقاً".

وفي المقابل، "تنتظر واشنطن أموالاً ضخمةً تُضَخُّ في الاقتصاد الأميركي، وهو ما سيسوّقه ترامب على أنّه نجاح اقتصادي يعزّز مكانته".

"قادة الخليج قد يهمسون بضرورة اتفاق مع إيران"

تحدّث غوجنسكي أيضاً عن وجود "إشارة لافتة في توجهات دول الخليج، فهي تخشى إيران"، لكنها، في الوقت نفسه، "لا تملك شهيةً لمواجهة عسكرية، نظراً لما قد يترتب عليها من أضرار اقتصادية وزعزعة للاستقرار الداخلي".

وأمام ذلك، توقّع غوجنسكي "أن يهمس قادة الخليج في أذن ترامب بضرورة الدفع نحو اتفاق مع إيران، ولو مؤقتاً، من أجل تفادي الحرب".

وهذا "مختلف تماماً عمّا تسمعه واشنطن من إسرائيل"، التي تريد ضرب إيران وإنهاء مشروعها النووي، و"ربما إسقاط نظامها".

"التطبيع مع السعودية لن يُطرح"

كذلك، تطرّق غوجنسكي إلى ملف التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، مرجّحاً "ألا يُطرح خلال الزيارة".

وتابع بأنّ غياب طرح هذه المسألة سببه لا يقتصر على غياب التقدم، بل لأنّ "السعوديين طلبوا عدم التطرق إليه علناً، من أجل تجنّب الحرج".

وفي هذا الإطار، أوضح غوجنسكي أنّ موقف الرياض "لا يزال يشترط إنهاء الحرب، ووضع أسس لقيام دولة فلسطينية"، وهي شروط ترفضها الحكومة الإسرائيلية.

حرب غزة دفعت بالتطبيع إلى الخلف

وأشار الكاتب إلى أنّ العروض الأميركية، وخصوصاً صفقات السلاح، "كان من المفترض أن تكون حافزاً للتطبيع مع إسرائيل، إلا أنّ حرب غزة وتعقيداتها دفعت بهذه الصفقة الثلاثية إلى الخلف".

ونتيجةً لذلك، "لا تحصل إسرائيل على تطبيع، ولا تضمن مصالحها في الساحات الأخرى، من دون أن يتضح إذا ما كانت حكومتها تدرك خطورة ما يحدث، أو مطّلعةً حتى على ما يجري بين واشنطن والعواصم الخليجية".

"الولايات المتحدة منفصلة عن إسرائيل في عدد من الملفات حالياً"

وعلى حدّ قول الكاتب، "لا تبدو إسرائيل في مركز السياسة الإقليمية الأميركية الحالية، على الرغم من العلاقات التاريخية"، حيث يبدو ترامب "أقرب في توجهاته إلى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد منه إلى بنيامين نتنياهو".

ويأتي ذلك، بحسب غوجنسكي، وسط شعور بأنّ "واشنطن اليوم منفصلة عن "إسرائيل"، في عدد من الملفات الجوهرية.

وأضاف غوجنسكي أنّ زيارة ترامب لقطر، على الرغم من الاعتراض الإسرائيلي، "تعكس استمرار اعتبار واشنطن للدوحة أصلاً استراتيجياً، ولا يتوقَّع حدوث تغيير في هذا التوجّه".

كما رأى أنّ واشنطن "تواصل تعزيز علاقاتها مع دول الخليج على حساب إسرائيل، التي قد تجد نفسها خارج اللعبة، وتدفع أثماناً في ملفات تقليدية كانت تعتبرها خطاً أحمر".

"السعودية شريك استراتيجي لترامب"

وأضاف غوجنسكي أنّ "لدى ترامب ميلاً خاصاً تجاه حكام الخليج"، ويرى في السعودية "شريكاً استراتيجياً، يسهّل عليه تحقيق صفقاته الاقتصادية".

وفي رؤيته للمنطقة، تمثّل "السعودية، لا إسرائيل، حجر الزاوية" بالنسبة لترامب، على حدّ قول غوجنسكي. ولذا، فإنّ الرئيس الأميركي "يصوغ نظرته الإقليمية من خلال السعودية، لا إسرائيل". 

اقرأ أيضاً: "إسرائيل هيوم": 3 قضايا تقلق المؤسسة الأمنية بسبب "التحولات" الأميركية.. ما هي؟

اخترنا لك